medicalirishcannabis.info
وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) وقوله: ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) يقول تعالى ذكره: وهديناه الطريقين، ونجد: طريق في ارتفاع. واختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: عُنِي بذلك: نَجْد الخير، ونَجْد الشرّ، كما قال: إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا. * ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد الله ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) قال: الخير والشرّ. انا هديناه النجدين اما. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد الله، مثله. حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن منذر، عن أبيه، عن الربيع بن خثيم، قال: ليسا بالثديين. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان؛ وحدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، قال: ثنا عمران، جميعا عن عاصم، عن زرّ، عن عبد الله ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) قال: نجد الخير، ونجد الشرّ. حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا هشام بن عبد الملك، قال: ثنا شعبة، قال: أخبرني عاصم، قال: سمعت أبا وائل يقول: كان عبد الله يقول في: ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) قال: نجد الخير، ونجد الشرّ. حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: ( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) يقول: الهدى والضلالة.
النجد ما ارتفع من الأرض والجمع نجاد بالكسر و نجود و أنجد و النجد الطريق المرتفع قلت ومنه قوله تعالى وهديناه النجدين أي الطريقين طريق الخير وطريق الشر و التنجيد التزيين و.
إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) وقوله: ( إنا هديناه السبيل) أي: بيناه له ووضحناه وبصرناه به ، كقوله: ( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى) [ فصلت: 17] ، وكقوله: ( وهديناه النجدين) [ البلد: 10] ، أي: بينا له طريق الخير وطريق الشر. وهذا قول عكرمة وعطية وابن زيد ومجاهد - في المشهور عنه - والجمهور. وروي عن مجاهد وأبي صالح والضحاك والسدي أنهم قالوا في قوله: ( إنا هديناه السبيل) يعني خروجه من الرحم. وهذا قول غريب ، والصحيح المشهور الأول. وقوله: ( إما شاكرا وإما كفورا) منصوب على الحال من " الهاء " في قوله: ( إنا هديناه السبيل) تقديره: فهو في ذلك إما شقي وإما سعيد ، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم ، عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل الناس يغدو ، فبائع نفسه فموبقها أو معتقها ". انا هديناه النجدين اما شاكرا واما كفورا. وتقدم في سورة " الروم " عند قوله: ( فطرت الله التي فطر الناس عليها) [ الروم: 30] من رواية جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه ، فإذا أعرب عنه لسانه ، فإما شاكرا وإما كفورا ". وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو عامر ، حدثنا عبد الله بن جعفر ، عن عثمان بن محمد ، عن المقبري ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من خارج يخرج إلا ببابه رايتان: راية بيد ملك ، وراية بيد شيطان ، فإن خرج لما يحب الله اتبعه الملك برايته ، فلم يزل تحت راية الملك حتى يرجع إلى بيته.
وهدايته تعالى للإنسان سبيلَه بسبب، ومن سببه بعث رسله وإنزال كتبه، فهذا ركب كريم من رسله الكرام على مدار التاريخ سخَّرهم ربهم لهداية أقوامهم، وأمرهم سبحانه أن يصبروا على أذى قومهم وهم في سبيلهم لإخراجهم من ظلمات الضلال إلى نور الهدى. فينالون منهم نيلًا بعد نيل وهم صابرون! وهم قائلون في شفقه وهم داعون في رحمة: (اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون)، ومن سببه إنزال كتبه، فهو كِتَابُ الله، وَهُوَ الفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ. ومن سبب نيل هدى الرحمن: انطراح بين يديه، ودعاؤه آناء الليل وأطراف النهار؛ كما قال تعالى: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6]، وكما قال صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ... )، ومن سبيله الهدى نفسه؛ ذلك لأنه تعالى قال: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ [محمد: 17]. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الانسان - الآية 3. وجميل أيما جمال أن يهدي الله تعالى عبدًا من عبيده؛ ذلك لأن من آثار الهدى صلاح البال وأمن القلوب؛ كما قال سبحانه: ﴿ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ﴾ [محمد: 5]، والْهِدَايَةُ دَلَالَةٌ بِلُطْفٍ، وَلِذَلِكَ تُسْتَعْمَلُ فِي الْخَيْرِ، والسبيل هو الصراط المستقيم بلا عوج؛ كما قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [الأنعام: 153].
نعم.
إعراب الآية 10 من سورة البلد - إعراب القرآن الكريم - سورة البلد: عدد الآيات 20 - - الصفحة 594 - الجزء 30. (وَهَدَيْناهُ) ماض وفاعله والهاء مفعول به أول (النَّجْدَيْنِ) مفعوله الثاني والجملة معطوفة على ما قبلها. وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) والهداية: الدلالة على الطريق المبلِّغة إلى المكان المقصود السير إليه. والنجد: الأرض المرتفعة ارتفاعاً دون الجبل. فالمراد هنا طريقان نجدان مرتفعان ، والطريق قد يكون مُنجداً مصعداً ، وقد يكون غوراً منخفضاً. وقد استعيرت الهداية هنا للإِلهام الذي جعله الله في الإنسان يدرك به الضارّ والنافع وهو أصل التمدن الإنساني وأصل العلوم والهداية بدين الإسلام إلى ما فيه الفوز. انا هديناه النجدين. واستعير النجدان للخير والشر ، وجعلا نجدين لصعوبة اتباع أحدهما وهو الخير فغلِّب على الطريقين ، أو لأن كل واحد صعب باعتبار ، فطريق الخير صعوبته في سلوكه ، وطريق الشر صعوبته في عواقبه ، ولذلك عبر عنه بعدَ هذا ب { العَقَبة} [ البلد: 11]. ويتضمن ذلك تشبيه إعمال الفكر لنوال المطلوب بالسير في الطريق الموصل إلى المكان المرغوب كما قال تعالى: { إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً} [ الإنسان: 3] وتشبيه الإِقبال على تلقّي دعوة الإِسلام إذ شقّت على نفوسهم كذلك.
من يطالع مؤلَّف رونيه ديكارت، الفيلسوف والفيزيائي والرّياضي الفرنسي، "تأمّلات ميتافيزيقيّة "في الفلسفة الأولى"، ترجمة د. كمال الحاج، منشورات عويدات، بيروت- باريس، الطبعة الثالثة 1982، يجد ما تبنّاه هذا الفيلسوف من مذهب فكري وعلمي دقيق وعميق، أراد من خلاله إثبات وجود الله، هذا المذهب المستند إلى العقل فقط، للبرهنة على وجود الله، مؤسّساً بذلك لثلاثة براهين على وجود الله، بعدما أثبت أنّ هذه النفس هي محلّ اليقين والصدق هي وما يقع فيها من أفكار، وكون فكرة الكائن الكامل اللامتناهي فكرة منطوية في النفس الانسانيّة، فهي إذاً فكرة صادقة ويقينيّة. في الدّليل الأوّل، نرى ما ذهب إليه من قاعدة الشّكّ نفسها (أنا أفكّر إذاً أنا موجود)؛ فالشّكّ الذي ينطلق منه ديكارت لبلوغ اليقين، وليس لمجرّد الشكّ البدائي السّطحيّ، سيكون في الوقت نفسه إثباتاً على كونه كائناً غير تامّ الكمال، لأنّ المعرفة أكمل من الشّكّ الذي هو دليل واضح على النقص، وهذا ما استدعى بالضّرورة تفكيره في كائن كامل أبديّ لامتناهٍ وثابت، "أرى أنّ فكرة اللامتناهي سابقة لديّ على فكرة المتناهي؛ أي أنّ الله سابق لذاتي، فأنا أعرف أني أشكّ، أرغب، أعني أنّ شيئاً ينقصني، أي لست كاملاً كلّ الكمال".
ج- دلالة الإتقان والتقدير. قال عز وجل: { وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون} [النمل: 88]. أدلّة ديكارت على وجود الله. وقال عز وجل: { الذي خلق سبع سماوات طباقاً ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور} [الملك: 3]. وقال عز وجل: { الذي أحسن كل شيءٍ خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين} [السجدة: 7]. فهذه الآيات وأمثالها تلفت نظر المستدل إلى دلالة المخلوقات على باريها، من خلال ما يشاهد فيها من الانضباط والالتزام التام بنظام في غاية الدقة، ما كان له أن يوجد على هذه الحال دون قيّم ومدبر، وفي هذا أعظم دليل على بطلان الخرافة القائلة بحدوث العالم عن طريق المصادفة. د- دلالة التسخير والتدبير. إذا نظرنا إلى هذا العالم وجدناه بجميع أجزائه مقهوراً مسيراً مدبراً مسخراً، تظهر فيه آثار القهر والاستعلاء لمسيِّره ومدبره، وتتجلى فيه شواهد القدرة لمُخضعه ومذللـه سبحانه، بما لا يدع مجالاً للشك في وجود مدبر يدبره وقدير يمسك بمقاليده، كما قال عز وجل: { له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون} [الزمر: 63].
فقال لهم: أنتم أنكرتم أن يكون لهذا الكون خالقا ، ولم تصدقوا أن تكون سفينة من غير قائد ، فاعترفوا وأقروا. أدلة وجود الله. وقد نبه القرآن إلى هذا الدليل في مواضع كثيرة ، قال تعالى: { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون () أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون}(الطور:35-36) هما احتمالان لا ثالث لهما إلا الاعتراف بوجوده سبحانه والإيمان به. الاحتمال الأول: أن يكون هذا الخلق من غير خالق ، وهذا مستحيل تنكره العقول إذ لا بد للمخلوق من خالق وللمصنوع من صانع ، فالعدم لا يخلق. والاحتمال الثاني: أن يكونوا هم الذين خلقوا أنفسهم وخلقوا السماوات والأرض ، وهذا مستحيل أيضا إذ لم يدَّع أحد أنه خلق نفسه فضلا عن السماوات والأرض ، ولو ادعى مدع ذلك لاتهم بالجنون والهذيان ، إذ إن فاقد الشيء لا يعطيه ، فلم يبق إلا أن يكون لهذا الكون خالقاً وموجدا ، وهذا دليل غاية في القوة والبيان لذلك عندما سمعه جبير بن مطعم قال: " كاد قلبي أن يطير " كما ثبت ذلك عند البخاري. فهذه بعض الأدلة على وجوده سبحانه ، وهي أدلة من تأملها وأمعن النظر فيها لم يسعه إلا التسليم بها.
أدله إثبات وجود الله بين الفلسفة و الدين د. صبري محمد خليل/ أستاذ فلسفه القيم الاسلاميه بجامعه الخرطوم أولا: من أدله إثبات وجود الله في الفلسفة اليونانية: ا/ الدليل الغائي: قال به سقراط وأفلاطون، ومضمونه أن لكل شيء في الطبيعة غرضا، لا يمكن تفسيره إلا بافتراض وجود موجود غير مادي، يتجاوز الطبيعة وينظم كل الظواهر على نحو منسجم دليل الحركة: ووضعه أرسطو و مضمونه: أ- الحركة تحتاج إلى محرك. ب- الحركة والمحرك متزامنان. ج- كلّ محرك إما أن يكون متحركاً وإما أن يكون ثابتاً. د- كل موجود جسمي متغير ومتحرك. هـ- التسلسل والدور في الأمور المترتبة غير المتناهية محال. النتيجة: تنتهي سلسلة الحركات إلى محرك غير متحرك. ب/الدليل الكوني(دليل العلية): وقال به أرسطو أيضا ، ومضمونه أن الله موجود باعتباره العلة الأولى لكل الأشياء والظواهر. من أدلة وجود الله دليل العناية ودليل الخلق. ثانيا: من أدله إثبات وجود الله في الفلسفة الوسيطة: الدليل الوجودي: وقد وضعه أنسلم ومضمونه: انه لا شك أن كل إنسان مهما كانت درجته ، يستشعر في عقله ضرورة أن يكون هناك موجود ليس هناك من هو أكمل منه. وفكرة الكمال تظل ناقصة ما لم يوجد لها مقابل في الخارج، ولكي تكون هذه الفكرة كاملة لابد وأن يكون هناك موجود في الخارج غاية في الكمال لا يوجد من هو أكمل منه.