medicalirishcannabis.info
كتاب قنديل أم هاشم المؤلف: يحيي حقي القسم: القصص القصيرة اللغة: العربية عدد الصفحات: 136 تاريخ الإصدار: 1944 حجم الكتاب: 1. 5 ميجا نوع الملف: PDF عدد التحميلات: 735 مره تريد المساعدة! : هل تواجه مشكله ؟ وصف الكتاب تحميل كتاب قنديل أم هاشم pdf قصص قصيرة تحتلّ بأجزائها مساحة الحياة، وبمشاهدها الشوارع والأحياء والأزقة التي تعجّ بالإنسان بكل انفعالاته وِأحاسيسه وتغيراته، بأحلامه ومعتقداته، يطغى عليها قنديل أم هاشم ليبوح الكاتب من خلال إسماعيل الآتي من أوروبا محملاً بالعلم والمعرفة وبشؤون طب العيون، بأنه من العبث التنكر لميراث المعتقدات التي تشكل حيزاً هاماً في دائرة إيمان الإنسان. قال يحيى حقي في هامش ( قنديل أم هاشم): مكثت أكثر من أسبوع أبحث عن الكلام الذي ينبغي أن ينطق به إسماعيل في هذا الموقف ، وقد أحسست أنه يجب ألا يزيد عن لفظ واحد ، إذ ليس من المعقول أن ينطق بجملة طويلة وهو في تلك الحال. وأردت أن يكون هذا اللفظ معبراً عن الأنين وعن الرغبة في البوح وفي الاستعطاف وفي تأكيد الإنتماء.. وبينما انا حائر في البحث عن الكلمة المناسبة إذ تذكرت نصاً كنت قرأته عن حياة الفيلسوف الألماني ( نيتشة) وبقى منه في ذهني أنه حين أصيب بلوثة الجنون هبط من بيته الذي كان يقع فوق قمة جمل مرتفع وهو يصرخ: ( أنا.. أنا.. أنا).
ماري: زميلة إسماعيل في إنجلترا، فتاة متحررة، علمته العيش بطريقة مختلفة عن حياته السابقة. نعيمة: فتاة شعبية، تُثير تأملات إسماعيل وتستوقفه. القضايا المطروحة في قصة قنديل أم هاشم إن قصة قنديل أم هاشم تحمل عدد من القضايا في داخلها، وهي التي يحاول الكاتب أن يوضحها من خلال القصة، وهي في التالي: إن القضية الرئيسية في قصة قنديل أم هاشم هي الصراع ما بين الأصالة والقدم والمعاصرة ، ما بين القيم الشرقية القديمة بما يتبعها من أشياء ثقيلة، والحضارة الأوربية الرائعة بما تحتويه من كرامة وحرية الإنسان، إلى جانب ما تحتوي عليه من تقدم في العلم لا يماثله شيء، وفي ظل تلك القضية الأساسية أضاف الكاتب بعضًا من القضايا الفرعية التي تتعلق بما يعانيه الشرق من تخلف وجهل. تحمل تلك القصة قضية النقد المباشر الذي توجهه للمجتمعات الشرقية من خلال بطلها إسماعيل، ولكن الواضح أمام القارئ هو الصور الرمزية الغير المباشرة، بحيث جعلنا الكاتب نستنتج ذلك النقد ونصل إليه بأنفسنا دون أن يذكره هو، وبالتالي يكون العمل الروائي يحمل الموضوعية. تُشير الرواية إلى قضية سلبية بعض الجوانب في الحضارة الغربية وهذا من خلال شخصيتين أحدهما رئيسية وهي (ماري) زميلته في الجامعة، وأخرى ثانوية وهي (مدام إفتالي) الإيطالية التي أقام في فندقها الصغير بعد صدامه مع مجتمعه.
ولفت الروائي المصري يوسف القعيد إلى ما اعتبره سبب ابتعاد الضوء عن باقي أعمال حقي، موضحا أن سوق النشر طوى ذكرى إبداعات يحيى حقي، رغم أن الأعمال الكاملة صدرت له في حياته. وأرجع إهدار كنوز حقي إلى عادة النسيان عند القراء المصريين والعرب وانخفاض نسب القراءة عموما، مؤكدا أن صاحب "قنديل أم هاشم" كان يتعاطى مع الواقع بطفولة شديدة وإحساس بالاندهاش معه، ومجده الأدبي يكمن في عينه السحرية ورؤيته كل التفاصيل حوله. بعيدا عن القنديل بعيدا عن "قنديل أم هاشم"، اتسم المشوار الأدبي ليحيى حقي بالتنوع الشديد، فضلا عما اشتهر به من اعتناء بالغ باللغة، رغم أنه من أصول تركية، لدرجة أن علماء اللغة رشّحوه لرئاسة مجمع اللغة العربية، غير أنه رفض المنصب. أثرى المكتبة العربية بالمجموعات القصصية والروايات والدراسات والمقالات النقدية والتاريخية، وذهب إلى ما لم يذهب إليه أحد من أبناء جيله، وهو ترجمة كلاسيكيات من الأدب العالمي حيث كان يتقن الإنجليزية والتركية والإيطالية. ورغم ذلك التنوع، فإن القصة القصيرة ظلت هي الأكثر أهمية عند حقي، بل إنه عُد رائدا ومؤسسا لها، ويتضح ذلك من غزارة إنتاجه فيها ومن تصريحاته التي تخصها، فقال عنها "تظل القصة القصيرة هي هواي الأول لأن الحديث فيها عندي يقوم على تجارب ذاتية أو مشاهدة مباشرة وعنصر الخيال فيها قليل جدا، دوره يكاد يكون قاصرا على ربط الأحداث ولا يتسرب إلى اللب أبدا".
عند شروع اسماعيل للعمل في عيادته التي قام بافتتاحها في حي السيدة زينب ، وهو أحد أحياء القاهرة المكتظة ، إكتشف بأن جميع مرضاه لا يتماثلون للشفاء سريعاً ، وعند البحث عن السبب إكتشف بأن زيت القنديل نفسه التي استخدمته والدته لتقطير عيني إبنة عمه هو السبب ، فقام بتحطيم القنديل لاعناً بهذا التخلف الذي يسيطر على هذا المجتمع. من هنا يبدأ الصراع في القصة فقد إبتعد أهل إسماعيل ومرضاه عنه بعد فعلته تلك ، متهمين إياه بأنه يهاجم تعاليم الدين نفسه بفعلته تلك ، وأنه قد أساء لنفسه قبل الإساءة لأهله ودينه. توالت الصراعات في القصة ، حيث فشل في علاج عيني ( فاطمة) ، وأقام عند ( افتالي) ، ليرى المعاملة البذيئة كيف تكون ، الأمر الذي جعله يعيد حساباته من جديد ، متأملاً مواقفه التي جنى بها على نفسه ومجتمعه ، وبأن العلم يتوجه الإيمان ، وعاد من جديد إلى عيادته معلناً للعامة بأن في قلبه متسعٌ لقذارة تلك المعتقدات التي تربى هو عليها وهي من الأساس في أعماقه. كانت عودة اسماعيل لعيادته يرافقه زيت القنديل الذي تمرد عليه ، واستخدمه لمحاولة شفاء فاطمة ، وكان يرمي بفعلته هذه عقد مصالحة مع أبناء حيه ، والبحث عن رابط بين العلم الذي تلقاه وتلك المعتقدات التي تسيطر على أبناء حيه ، وهنا توقف عند الحدود التي تفصل الشرق عن الغرب ، فمن الغرب كان النور والعلم فقط دون التحلي بعادات الغرب ونبذ قيمهم التي تحوي بين سطورها على الدوام الإستغلال والإستيطان ، وعند الطرف الشرقي كان عليه التسلح بالدين وأصالة القيم ومحاولة تصويبها شيئا فشيئا عن طريق الدين.