medicalirishcannabis.info
فلما أصبحوا ضربوا عليهم الباب ونادوا ، فلم يجابوا ، فوضعوا سلما ، وأعلوا سور المدينة رجلا فالتفت إليهم فقال: أي عباد الله ، قردة والله تعاوي لها أذناب. قال: ففتحوا فدخلوا عليهم ، فعرفت القرود أنسابها من الإنس ، ولا تعرف الإنس أنسابها من القردة ، فجعلت القرود يأتيها نسيبها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي ، فتقول: ألم ننهكم عن كذا ؟ فتقول برأسها ، أي نعم. معذرة الى ربكم العقاب. ثم قرأ ابن عباس: ( فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس) قال: فأرى الذين نهوا قد نجوا ، ولا أرى الآخرين ذكروا ، ونحن نرى أشياء ننكرها ولا نقول فيها ؟. قال: قلت: جعلني الله فداك ، ألا ترى أنهم قد كرهوا ما هم عليه ، وخالفوهم وقالوا: ( لم تعظون قوما الله مهلكهم) ؟ قال: فأمر لي فكسيت ثوبين غليظين وكذا روى مجاهد ، عنه. وقال ابن جرير: حدثنا يونس ، أخبرنا أشهب بن عبد العزيز ، عن مالك ، قال: زعم ابن رومان أن قوله تعالى: ( تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم) قال: كانت تأتيهم يوم السبت ، فإذا كان المساء ذهبت ، فلا يرى منها شيء إلى يوم السبت الآخر ، فاتخذ - لذلك - رجل خيطا ووتدا ، فربط حوتا منها في الماء يوم السبت ، حتى إذا أمسوا ليلة الأحد ، أخذه فاشتواه ، فوجد الناس ريحه ، فأتوه فسألوه عن ذلك ، فجحدهم ، فلم يزالوا به حتى قال لهم: " فإنه جلد حوت وجدناه ".
ويجاوب الكاتب خلال رسالته الموجزة على سؤالين رئيسيين هما اللذين يقوم عليهما مدار رسالته ولبها: س1: لماذا لم ينصر الله المسلمين الذين هم أهل الحق على الكفار والمشركين الذين هم أهل الباطل؟ س2: إذا كان الشجب والتنديد والتظاهر وغير ذلك، سخافات غير مُجدية، فبماذا أجيب عندما أُسأل غدًا أمام الله - عز وجل - عن سكوتي تجاه كل هذه الأحداث؟ وبصورة أخرى: ما هو دوري الأبي الذي يجب علي القيام به، وأستحق به رضا ربي علي، وأُبرئ به ذمتي أمام الله - عز وجل - غدًا عنده، وأعتذر به إليه مما ألَمَّ بالمسلمين من نكبات مروعة، ومآس مفزعة؟! فما هي رؤية الكاتب تجاه هذه القضية المصيرية؟.. وماذا يقول؟.. أكاديمي سعودي يغرّد "خلق المرأة من ضلع أعوج" أسطورة – الشروق أونلاين. هذا ما ستعرفه أيها القارئ الكريم حينما تطالع هذه الرسالة: ﴿ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ ﴾.
قال تعالى: { وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا معذرة إلى ربكم وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (الأعراف: 164) تتحدث مع هذا وذاك، وتكتب هنا وهناك، تأمر بالخير وتنهى عن الشر، وتنصح هذا وذاك وتلك، لا تتوقف ولا تيأس، بل مستمر إلى ما شاء الله لك أن تستمر، لكن في الأثناء يأتيك من يقول لك: أنت تحرث في بحر! أنت تضيع وقتك وجهدك على أناس لن يلتفت أحدهم إليك. لذا اهتم بنفسك ومن تحب، أغلق عليك بابك حتى يأتيك اليقين!. هذا مشهد سلبي من مشاهد بث اليأس في النفوس، ضمن مشاهد كثيرة كانت تحدث قديماً وما زالت تتكرر، بل ستستمر مراراً حتى يرث الله الأرض ومن عليها. معذرة الى ربكم ولاية اليمن. وحتى لا يضيع خيط الموضوع منا، سنتعرض لقصة أصحاب السبت، القرية التي كانت حاضرة البحر، لتتضح الرؤية أكثر، ولنتخذ من القصة منطلقاً إلى ما أروم إليه في خاتمة هذا الموضوع. جاء ذكرهم في القرآن، حين تفاخر بعض يهود المدينة أمام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يريدون أن يظهروا له عليه الصلاة والسلام مكانتهم الرفيعة بين الأمم، وأنهم من سبط خليله إبراهيم، ومن سبط إسرائيل، ومن سبط موسى كليم الله.
فلما كان السبت الآخر فعل مثل ذلك - ولا أدري لعله قال: ربط حوتين - فلما أمسى من ليلة الأحد أخذه فاشتواه ، فوجدوا رائحة ، فجاءوا فسألوه فقال لهم: لو شئتم صنعتم كما أصنع. فقالوا له: وما صنعت ؟ فأخبرهم ، ففعلوا مثل ما فعل ، حتى كثر ذلك. وكانت لهم مدينة لها ربض يغلقونها عليهم ، فأصابهم من المسخ ما أصابهم. فغدوا عليهم جيرانهم مما كانوا حولهم ، يطلبون منهم ما يطلب الناس ، فوجدوا المدينة مغلقة عليهم ، فنادوا فلم يجيبوهم ، فتسوروا عليهم ، فإذا هم قردة ، فجعل القرد يدنو يتمسح بمن كان يعرف قبل ذلك ، ويدنو منه ويتمسح به وقد قدمنا في سورة " البقرة " من الآثار في خبر هذه القرية ما فيه مقنع وكفاية ، ولله الحمد والمنة. قالوا معذرة الى ربكم. القول الثاني: أن الساكتين كانوا من الهالكين. قال محمد بن إسحاق ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس; أنه قال: ابتدعوا السبت فابتلوا فيه ، فحرمت عليهم فيه الحيتان ، فكانوا إذا كان يوم السبت ، شرعت لهم الحيتان ينظرون إليها في البحر. فإذا انقضى السبت ، ذهبت فلم تر حتى السبت المقبل ، فإذا جاء السبت جاءت شرعا ، فمكثوا ما شاء الله أن يمكثوا كذلك ، ثم إن رجلا منهم أخذ حوتا فخزم أنفه ثم ، ضرب له وتدا في الساحل ، وربطه وتركه في الماء.
وفي الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالْكُوبَةِ وَالْغُبَيْرَاءِ وَقَالَ كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ. [رواه أبو داود في سننه 3685]، وقال الألباني صحيح في صحيح سنن أبي داود عن عبيد الله بن عمر: أنه سمع عمر بن عبيد الله يقول للقاسم بن محمد: النرد "ميسر"، أرأيت الشطرنج؟ ميسر هو؟ فقال القاسم: كل ما ألهى عن ذكر الله وعن الصلاة فهو ميسر. {مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} الميسر حرام ومن الكبائر - الشيخ سالم الطويل. وهذا كلُّه مضادٌّ لِما خَلَق اللهُ العبادَ لأجله مِنْ تفريغِ قلوبهم لمعرفته ومحبَّته وخشيته وذكره ومناجاتِه ودعائِه والابتهال إليه فما حالَ بين بالعبد وبين ذلك ولم يكن العبد إليه ضرورةٌ بل كان ضرراً محضاً عليه كان محرماً، وقد رُوي عن عليٍّ أنّه قال لمن رآهم يلعبون بالشِّطرنج: ما لهذا خُلقتم، ومن هنا يُعلم أنَّ الميسرَ محرَّمٌ، سواء كان بِعوَضٍ أو بغيرِ عوضٍ، وأنَّ الشطرنج كالنَّرد أو شرٌّ منه لأنَّها تشغلُ أصحابَها عن ذكر الله، وعن الصَّلاةِ أكثر مِنَ النَّرد. [جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي الحديث السادس والأربعين].
الناشر: دار الغرباء للنشر والتوزيع تاريخ النشر: 1424هـ/2003م مكان النشر: القاهرة عدد الصفحات: 98 عدد المجلدات: 1 الإصدار: الأول تاريخ الإضافة: 27/4/2011 ميلادي - 24/5/1432 هجري الزيارات: 8118 معذرة إلى ربكم لقد أصبح المسلمون وأكثر من أي فترةٍ مضت أحوج ما يحتاجون إلى نوعٍ خاصًّ من المصارحة، والمصادقة؛ إذ لم يعد الوقت يحتمل أدنى قدر من المحاباة، أو المجاملات. ومن أسفه السفه أن نضيع الأعمار والأوقات في سرد محن المسلمين المتتابعة، ومصائبهم المتتالية، ونكباتهم المتواترة. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأعراف - الآية 164. فما من يوم تشرق شمسه إلا على حوادث جديدة؛ من سلبٍ لحقوقهم، وذبح لأطفالهم، وقتلٍ لشيوخهم، وتدنيسٍ لمقدساتهم، وتدميرٍ لمساجدهم، وشرٌّ من هذا كله ما كنا نتمنى الموت قبل أن نراه، أو نسمعه. اغتصابٌ للحرائر، وهتكٌ لأعراضهن الطاهرة، وما يليه من بقرٍ لبطون الحوامل سفاحًا، وعبث بهذه الأجنة التي لا ذنب لها إلا أنها خُلقت في عصر لم يعد فيه أدنى اعتبار لدينٍ، أو قيمٍ، أو مبادئَ.