medicalirishcannabis.info
إن الأستاذ الطنطاوي أمة وحده، خصه الله تعالى بمواهب فذة جعلت منه العالم المؤثر الذي له قبول عند جمهور الناس، والخطيب المفوه، والأديب اللامع، والكاتب الموهوب، والإعلامي المتميز، والمؤلف القدير، والأستاذ الناجح، والقاضي النزيه، والمجاهد الصادق. كان – رحمه الله - أماراً بالمعروف، نهاءً عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم، وكان يتصدى لأعداء الله من الملحدين فيبين باطلهم، وكان يقول كلمة الحق بأسلوب مقبول، يمزج الجد بالفكاهة، ويأتي بالنكتة الأدبية المهذبة، فيفحم مخالفيه، ويستولي على أذهان مستمعيه. وكانت الموهبة الفذة تساعده في إبلاغ الحق ونقله إلى الناس. وليس من السهل أن تتحدث إلى الناس بأسلوب بليغ في قمة البلاغة، ويكون حديثك مع ذلك مفهوماً يفهمه الناس جميعاً ويقبلون عليه. ومن أجل ذلك كان يحرص على استعمال العامي الفصيح، فكان يؤثر الكلمات التي يستعملها الناس في كلامهم وهي من الفصيح، يؤثرها على غيرها رغبة منه في إفهام الناس الدعوة وإبلاغهم إياها. خواطر داعية - علي الطنطاوي - طريق الإسلام. عاش أستاذنا ثلاثاً وتسعين سنة هجرية، فقد كان دائماً يؤرخ ولادته بالتقويم الهجري، وكان عطاؤه في هذه السنين غزيراً وافراً على أكثر من صعيد. وكان بحق شاهد قرن كامل، فلقد أدرك التطور الهائل الذي مرت به أمتنا بعين بصيرة، وفكر مستنير نقّاد.. إن التطور الذي حصل في القرن الرابع عشر الهجري يفوق التطور الذي تعرضت له أمتنا خلال القرون الماضية.
16- لا أريد المساواة المطلقة التي لا تبقي غنيًّا ولا فقيرًا، فهذا ما لا يكون ولا ترضاه سنن الكون، ولا طبائع الأشياء، لا يكون إلا في أذهان الفلاسفة والشعراء، وأصحاب الأغراض من الدعاة، يشعبذون به على الناس، ويتخذونه سلمًا إلى غاياتهم، ووسيلة إلى أغراضهم، ولكن أريد المساواة المعقولة، التي لا ينزل بها إنسان إلى منزل البهيمة في طعامه وشرابه ومسكنه، ولا يرتقي إنسان إلى الألوهية، يدّعيها كذبًا وبهتانًا [5]. [1] حث الإسلام على إكرام الضيف، قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه))، وجاء النهي عن التكلُّف له؛ فعن شقيق قال: دخلت أنا وصاحب لي على سلمان رضي الله عنه، فقرب إلينا خبزًا ومِلحًا، فقال: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن التكلف للضيف لتكلَّفْتُ لكم. قال أهل العلم: التكلُّف المنهي عنه هو التكلف المذموم، الذي يقترض لأجله، أو يرهن لأجله، أو يتكلف ما لا يقدر عليه. تحميل كتاب صور وخواطر pdf - علي الطنطاوي - مكتبة زاد. [2] لما بالغنا في تقديس العادات، أضعنا آداب الضيافة التي جاءت في الكتاب والسنة؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 28].
8- اللغة: فإنها بعلومها وفنونها، كالفلك الذي يدور على قطب واحد، وقطبها القرآن، وما أنشئت هذه العلوم كلها إلا خدمة له، النحو لمنعِ اللحن فيه، واللغة لتحقيق عربيته، والبلاغة لإثبات إعجازه، والتفسير لشرح معانيه إلى غير ذلك مما هو معروف. 9- تاريخ العرب هو تاريخ الإسلام، لو حذفنا منه الإسلام وما نشأ عنه لم يبقَ للعرب شيء، فالعرب وُلِد مجدُهم وتاريخهم يوم مولد محمد صلى الله عليه وسلم. 10- القرآن كتاب الإسلام وكتاب العربية، فهو الدين لمن أراد الدين، وهو البيان والبلاغة لمن أراد البلاغة والبيان [4]. 11- ما الذي يبقى من العربية إن لم يكن فيها محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن؟ 12- الذي أخذ بيد العرب حتى دلَّهم على طريق المجد، وسلك بهم مسالك الفتح، ووضع في رؤوسهم فكر العالم، وبين أصابعهم قلم الكاتب، وألبسهم تاج السيادة في الدنيا، وأقعدهم مقعد الأستاذية من البشر جميعًا - هو محمد صلى الله عليه وسلم. خواطر علي الطنطاوي – لاينز. 13- الأخوَّة هي أخوَّة الإيمان، لا أخوَّة اللغة والجنس واللون والبلد. 14- الدنيا كلها لا تعدل في نظر المسلم ذرة من الإسلام. 15- من آفات الحياة الزوجية أن الزوجين لا يتحدثان إلا قليلاً، لا لأن الأحاديث تنفد وتنتهي، بل لأنهما لا يحفلان الحديث ولا يردانه، والأحاديث لا تنتهي أبدًا.
درس الأستاذ الطنطاوي العلوم الشرعية واللغوية على كبار علماء بلده دمشق، وكان لجده في الدراسة، وذكائه النادر أثر في حصوله على الملكة الفقهية، وكان لمعرفته أحوال الناس والأوضاع الجديدة التي قامت في حياة الناس أثر كبير في عرضه مسائل الفقه بأسلوب سهل ميسر، ولم يكن متعصباً لمذهبه الحنفي كما كان شأن معظم العلماء من أساتذته وأقرانه، بل كان يأخذ بما يراه أقرب إلى الدليل. وكان أحياناً يتوقف في المسألة، ويقول: أنا في هذه المسألة متوقف، ولا شك في أن توقفه هذا كان من الورع ومن صميم سجايا العالم. والأستاذ الطنطاوي موسوعي المعرفة فهو فقيه، وأديب، وقاض، وعالم، ومؤلف وحقوقي، وناقد، وكاتب، وصحفي، وخطيب، ومحدث ناجح في الإذاعة والتلفاز، ومرب وداعية إلى الله. كانت أسرة الطنطاوي أسرة علم وفضل ودين، منذ جاء جده من طنطا إلى الشام وكان من طلبة العلم، وكذلك كان أبوه الشيخ مصطفى عالماً وله شعر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم. وأمه من آل الخطيب وهي أسرة دمشقية عريقة، أسرة علم ودين، يرجع نسبها إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما، ويشارك فرد من هذه الأسرة في خطبة الجمعة في مسجد بني أمية وخاله الكاتب الإسلامي الكبير والعالم والصحافي والسياسي الأستاذ محب الدين الخطيب.
تزوج أستاذنا من آل الخطيب، ورزق خمس بنات زوجهن جميعاً، وله منهن عدد كبير من الحفدة، وكان يقول لي: أنا من الصنف الأول وكان يتلو الآيتين: "لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير" الشورى: 49 – 50. عمل في التدريس في بلاد الشام والعراق والرياض ومكة، وعمل في القضاء حتى بلغ أعلى درجاته. ورحل في البلاد الإسلامية كلها تقريباً، داعياً إلى الله ومذكراً بقضية فلسطين، واستمر في الدعوة إلى الله أكثر من سبعين عاماً من عمره المديد. يقول الحق لا يخشى فيه لومة لائم، وكان مجاهراً بالحق في كل حين وفي كل وسط يكون فيه، حضر مرة احتفالاً دعوياً أقامه شباب طيبون في مسجد من مساجد دمشق، وكان من المتكلمين شاب قال كلاماً غير صحيح في مسألة فقهية، فلم يمهله حتى ينهي كلمته بل قاطعه بأعلى صوته قائلاً: من أين جئت بهذا الكلام؟ هذا كلام باطل، فاستغفر الله! ولا تقل إلا ما تعلم صحته يقيناً. وله تاريخ حافل في مقاومة الفرنسيين بلسانه وقلمه منذ كان طالباً في المرحلة الثانوية، وكان زعيماً للطلبة تلتف حوله القلوب وتصغي له الأسماع، وكذلك كان شأنه في انتقاد الظلمة في كل عهد، وبيان الحق لهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وكان يصبر على ما يلقى بسبب ذلك من أذى أو مضايقة.
– إن العربية في خطر إن اللغة هي عماد القومية التي تتغنون بها و تدعون الإنتساب إليها فكيف ينتسب إلى العروبة من لايعرف لغتها ؟ كيف يكون من أمة من لايحسن النطق بلسانها.. – كل جاهل او دجال أو حيوان يستطيع أن يذهب إلى السوق و يشتري ذراعين من الشاش الأبيض يلفها على طربوشه فيصير من أئمة الدين و مشايخ المسلمين ثم ينسب إلى المشايخ جهله و تدجيله و حيوانيته فيُيسَبون به ويقال: انظروا هؤلاء مشايخ المسلمين! فالعالم من قرأ كثيراً و فهم ماقرأ و عقل مافهم و عمل بما علم. – خُدعنا نحن عن الحقائق الظاهرة فحسبناها باطلاً و حسبنا باطلهم الذي مازالوا يكررونه حقاً و صرنا نردد مقالتهم فندعو إلى التفريق بين الدين و السياسة و بين الدين و العلم و نضرب الأمثلة بتاريخ أوروبا!