medicalirishcannabis.info
وقوله تعالى: «فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية»، قال ابن عباس وغيره: إنَّ بعض بنى إسرائيل شكّوا فى موت فرعون، فأمر اللّه البحر أن يلقيه بجسده سوياً بلا روح، ليتحققوا من موته وهلاكه؛ ولهذا قال تعالى: «فاليوم ننجيك» أى لتكون لبنى إسرائيل دليلاً على موتك وهلاكك. وأن هذا الحادث الجلل كان يوم عاشوراء، تأسيسا على ما رواه ابن عباس، عندما قال، قدم النبى صلى اللّه عليه وسلم المدينة واليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: «ما هذا اليوم الذى تصومونه؟»، فقالوا: هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون، فقال النبى، صلى اللّه عليه وسلم لأصحابه: «وأنتم أحق بموسى منهم فصوموه«. وهنا، يحاول علماء الأثار والتاريخ، التأكيد على نقطتين جوهريتين، الأولى، أنه يُفهم من القرآن أن فرعون موسى ليس مصريا، كون هذا الاسم لم يذكر منسوباً لمصر أو للمصريين فلم ترد آية واحدة فى القرآن تقول إنه فرعون مصر، على غرار عزيز مصر أو ملك مصر، والأنبياء «إبراهيم ويعقوب ويوسف» رغم مجيئهم إلى مصر ومعاصرتهم لحكام فى عصورهم، إلا أنه لم يطلق على أى من هؤلاء الحكام لقب فرعون، فالحاكم الذى عاصر سيدنا إبراهيم أطلق عليه ملك، والحاكم الذى عاصر سيدنا يوسف أطلق عليه ملك فى خمس مواضع، بينما الحاكم الذى عاصر سيدنا موسى أطلق عليه فرعون فى 74 موضعاً فى القرآن، بدون أداة التعريف.
ما فعله الملاك جبريل مع فرعون ومن ذلك الحديث الذى رواه الإمام أحمد: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن سلمة، عن على بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: لما قال فرعون: "آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِى آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ" قال: قال لى جبريل: لو رأيتنى وقد أخذت من حال البحر، فدسسته فى فيه، مخافة أن تناله الرحمة ". ورواه الترمذي، وابن جرير، وابن أبى حاتم عند هذه الآية، من حديث حماد بن سلمة، وقال الترمذى حديث حسن. وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا شعبة، عن عدى بن ثابت، وعطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: " قال لى جبريل: لو رأيتنى وأنا آخذ من حال البحر فأدسه فى فم فرعون، مخافة أن تدركه الرحمة ". ورواه الترمذى وابن جرير، من حديث شعبة، وقال الترمذي: حسن غريب صحيح. قصة غرق فرعون ونجاة سيدنا موسى - موضوع. وأشار ابن جرير فى رواية إلى وقفه. وقال ابن أبى حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن عمر بن عبد الله بن يعلى الثقفي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما أغرق الله فرعون أشار بإصبعه، ورفع صوته: "آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِى آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ".
إلا أن هناك معلومات تناقلها البحار وأجدادهم من أسلافهم عبر العصور، مفادها أن سيدنا موسى عليه السلام عبر خليج السويس إلى بر سيناء عن طريق مدينة رأس غارب ، وأن فرعون غرق قبالة سواحل المدينة، لكن دون أن يحددوا المكان بشكل دقيق. وقال أحد مؤرخين البحر الأحمر أن منطقة غرق فرعون تعتبر من الأماكن المشؤمة عند البحارة ويشبهونها بالمكان الذى وقع فية العذاب على "قوم لوط" بمنطقة البحر الميت فى الأردن، حيث جاء أمر الله عز وجل فى قولة تعالى (فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّنْ سِجِّيلٍ مَّنْضُودٍ)، فعند حدوث أمر الله سبحانة وتعالى تتغير قوانين الطبيعة وهذا ما لاحظة البحارة من تغير فى طبيعة هذا المكان وهناك رواية يؤيدها البحارة حول الطريق الذى إتخذة موسى فى هروبة الأول إلى "مدين". واختلف العلماء والباحثين والمؤرخين فى تحديد المكان الذى مر منة سيدنا موسى وغرق فية فرعون، فمنهم من قال تم عن طريق بحيرة المنزلة فى إتجاة القنطرة شرق، لكن هناك نصا فى التوراة (سفر الخروج) ينفى هذه الفرضية ويؤكد أن العبور من مصر للأرض المقدسة كان عن طريق جنوب سيناء وليس شمالها، لأن قبضة الفراعنة كانت أقوى بشمال سيناء.