medicalirishcannabis.info
اقرب شئ لخيالك اسم الله القريب | عبدالرحمن خيري - YouTube
وفي قوله: (إنَّهٍ سَميعٌ قريبٌ) (سبأ: 50): قال: إنَّ ربي سميعٌ لما أقولُ لكم، حافظٌ له، وهو المجازي لي علي صِدْقي في ذلك، وذلك منّي غير بعيد؛ فيتعذَّر عليه سماع ما أقولُ لكم؛ وما تقولون وما يقوله غيرنا، ولكنّه قريبٌ مِنْ كلّ متكلم، يَسمع كلَّ ما ينطق به، أقربُ إليه مِنْ حبل الوريد. وقال الزجاجي: (القريب) في اللغة على أوجه: القريبُ الذي ليس ببعيد، فالله عز وجل قريبٌ ليس ببعيد؛ كما قال عز وجل: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) (البقرة: 186). أي: أنا قريبُ الإجابة، وهو مثل قوله عز وجل: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ) (الحديد: 4)، وكما قال عزّ وجل: (مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا) (المجادلة: 7). وكما قال عز وجل: (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) (ق: 16). من أسماء الله الحسنى: القريب - فقه. وكما قال: (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ) (الزخرف: 84). والله عزّ وجل محيطٌ بالأشياء كلِّها علماً؛ لا يعزُبُ عنه منها شيءٌ، وكل هذا يراد به – والله أعلم- إحاطة علمه بكل شيء، وكون كل شيء تحت قدرته وسلطانه؛ وحكمه وتصرفه.
ويقولون: نصيب العرش منه ؛كنصيب قلبِ العارف؟! كما يذكر مثل ذلك أبو طالب وغيره، ومعلوم أنّ قلبَ العارف نصيبه منه: المعرفة والإيمان؛ وما يتبع ذلك، فإنْ قالوا: إنَّ العرشَ كذلك، نقضوا قولهم: إنَّه نفْسه فوق العرش. وإنْ قالوا بحلُوله بذاته في قلوب العارفين، كان هذا قولاً بالحُلول الخالص؟! وأما"القسم الرابع" فهم سلف الأمة وأئمتها: أئمةُ العلم والدّين مِنْ شيوخ العلم والعبادة، فإنهم أثبتوا وآمنوا بجميع ما جاء به الكتابُ والسُّنة كلّه، مِنْ غير تحريفٍ للكَلم، أثبتوا أنَّ الله تعالى فوقَ سمواته، وأنه على عرشِه بائنٌ مِنْ خَلقه؛ وهم منه بائنون، وهو أيضاً مع العِباد عُموماً بعلمه، ومع أنْبيائه وأوليائه بالنَّصر والتأييد والكفاية، وهو أيضاً قريبٌ مجيبٌ، ففي آيةِ النَّجْوى دلالةٌ على أنه عالمٌ بهم. اسم الله القريب ابن عثيمين. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" اللهمَّ أنتَ الصَّاحِبُ في السَّفر؛ والخَلِيفةُ في الأهل"، فهو سبحانه مع المُسافر في سَفَره؛ ومع أهْله في وطنه، ولا يلزم مِن هذا أنْ تكونَ ذاته مُخَتلطة بذَواتهم؟! كما قال: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ) (الفتح: 29): أي: (معه) على الإيمان، لا أنَّ ذاتهم في ذاته؛ بل هم مُصَاحبون له.
وقوله: (فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) (النساء: 146) يدل على مُوافقتهم في الإيمان وموالاتهم. فالله تعالى عالمٌ بعباده؛ وهو مَعَهم أينَما كانوا، وعِلْمُه بهم من لوازم المعيَّة، كما قالت المرأة: "زوجي طويلُ النَّجَاد، عظيمُ الرّماد، قريبُ البيتِ مِنَ النَّاد" فهذا كلُّه حقيقة، ومقصودها: أنْ تُعرف لوازم ذلك؛ وهو: طُول القَامة، والكرَم بكثرة الطّعام، وقُرْب البيت مِنْ موضع الأضْياف. من كتاب النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى للدكتور محمد بن حمد الحمود النجدي