medicalirishcannabis.info
محمد حماد قال تعالى: «فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره.. القاعدة الثامنة والثلاثون: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) | موقع المسلم. ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره»، (سورة الزلزلة). قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: نزلت «إذا زلزلت الأرض زلزالها» وأبو بكر الصديق - رضي الله عنه - قاعد فبكى أبو بكر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يبكيك يا أبا بكر؟» قال: أبكاني هذه السورة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أنكم لا تخطئون ولا تذنبون لخلق الله أمة من بعدكم يخطئون، ويذنبون فيغفر لهم». وقال الشيخ أبو إسحق الحويني: «كلما مرت بي هذه الآية لا أكاد أرى رحمة الله، هل يحاسبنا بالذرة ومثقال الذرة؟ وهل يمكن أن يفلت أحد منا، وكيف يفلت؟ إن حساب الله شديد، ومن نظر إلى عقوبة الله لم يطمع في رحمة الله، ومن نظر في رحمة الله عز وجل لم ينظر قط إلى عقابه، وهكذا يعبد العبد ربه بين الخوف والرجاء». الميزان الحق وذكر صاحب «أسباب النزول» قول مقاتل في الآيتين قال: «نزلت في رجلين كان أحدهما يأتيه السائل فيستقل أن يعطيه التمرة والكسرة والجوزة ويقول: ما هذا شيء، وإنما نؤجر على ما نعطي ونحن نحبه، وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير: الكذبة والغيبة والنظرة ويقول: ليس عليَّ من هذا شيء، إنما أوعد الله بالنار على الكبائر، فأنزل الله عز وجل يرغبهم في القليل من الخير، فإنه يوشك أن يكثر، ويحذرهم اليسير من الذنب، فإنه يوشك أن يكثر».
حدثنا ابن المثنى وابن بشار, قالا ثنا أبو داود, قال: ثنا عمران, عن قتادة, عن أنس, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ المُؤْمِنُ حَسَنَةً يُثابُ عَلَيْها الرّزْقَ فِي الدنْيا, ويُجْزى بِها فِي الآخِرَةِ; وأمَّا الكافِرُ فَيُعْطِيهِ بِها فِي الدنْيا, فإذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ, لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنةٌ ". حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا ابن علية, قال: ثنا ليث, قال: ثني المعلى, عن محمد بن كعب الْقُرَظي, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أحْسَنَ مِنْ مُحْسِنٍ، مُؤْمِنٍ أوْ كَافِرٍ إلا وَقَعَ ثَوَابُهُ عَلى الله فِي عاجِل دُنْيَاهُ, أَوْ آجِلِ آخِرَتِهِ ". حدثني يونس بن عبد الأعلى, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: أخبرني يحيى بن عبد الله, عن أبي عبد الرحمن الحُبَليِّ, عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: أنـزلت: ( إِذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزَالَهَا) وأبو بكر الصدّيق قاعد, فبكى حين أنـزلت, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما يُبْكِيكَ يا أبا بَكْرٍ؟ " قال: يُبكيني هذه السورة, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لَوْلا أنَّكُمْ تُخْطِئونَ وَتُذْنِبُونَ فَيَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ لَخَلَقَ اللهُ أُمَّةً يُخْطِئُونَ وَيُذْنِبُونَ فَيَغْفرُ لَهُمْ".
إن من أعظم توفيق الله تعالى لعبده أن يعظّم الله، ومن أظهر صور تعظيم الرب جل وعلا: تعظيم أمره ونهيه، وإجلال الله عز وجل وتوقيره، فلا يحقرن صغيرةً من الذنوب مهما صغر الذنب في عينه؛ لأن الذي عُصي هو الله عز وجل، كما قال بلال بن سعد رحمه الله: "لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر من عصيت"(8). ومن يعمل مثقال ذره خيرا. وتأمل مقولة الإمام الجليل عون بن عبدالله: حينما قرأ قوله تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}[الكهف: 49] ـ قال: ـ: "ضج ـ والله ـ القوم من الصغار قبل الكبار" (9)، فمن كان قلبه حياً تأثر بأي معصية، كالثوب الأبيض الذي يؤثر فيه أي دنس، وإلا فإن العبد إذا لم يجد للذنوب أثراً ـ وإن كانت من الصغائر ـ فليتفقد قلبه، فإنه على شفا خطر! ولابن الجوزي: كلمات نفيسة في هذا الموضوع في كتابه: "صيد الخاطر". ولهذا لما قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا! ـ تعنى قصيرة ـ فقال: «لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته» رواه أبو داود والترمذي وصححه(10).