medicalirishcannabis.info
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سلوا الله العفو والعافية، فما أوتي أحد بعد يقين خيراً من معافاة [1]) رواه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه. حديث فيه من جوامع الكلم ما فيه، فقد أوصانا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن نسأل الله تعالى ما فيه صحة النفس والجسم معاً، ودوام نعمتها دائماً، وسبيل ذلك أن نسأل الله إزالة الآثام بالعفو، والأسقام بالعافية، ودوامهما بالمعافاة، ونرى من الحديث الشريف أن ليس شيء بعد اليقين خيراً من معافاة، واليقين ثمرة الإيمان، طمأنينة في القلب وراحة في الضمير، ورأس الإيمان في الإسلام، الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر وما فيه من الحساب والجنة والنار، فإذا أكرم الله إنساناً باليقين ثم زوده بالمعافاة فقد حيزت له سلامة الدنيا والآخرة. ونرى أحاديث كثيرة وردت عن رسول الله في طلب العافية فعن ابن عباس رضي الله عنه أن أعرابياً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: ما أسأل الله بعد الصلوات الخمس؟ فقال:(سل الله العافية) فأعاد عليه، فقال له في الثالثة: (سل الله العافية في الدنيا والآخرة).
السبت 4 جمادى الأولى 1442 - 19 ديسمبر 2020 1304 محمد بولوز نعمة العافية من أعظم النعم، وأكرم المنن، ومن أفضل ما يهبه الله تعالى للإنسان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن الناس لم يعطوا بعد اليقين خيرا من العافية». وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم: « لم تؤتوا شيئا بعد كلمة الإخلاص مثل العافية». (رواه الترمذي وغيره) فنعمة العافية من خير ما يعطى المرء في الدنيا والآخرة. فما معنى العافية؟ هي طلب السلامة، والوقاية من كل ما يضر المرء في دينه ودنياه، فمن محا الله تعالى عنه ذنوبه كان معافى في دينه، ومن صرف عنه السقم كان معافى في بدنه. وتلك من أعظم النعم،قال ابن عباس رضي الله عنهما: النعيم: صحة الأبدان والأسماع والأبصار، يسأل الله عز وجل العباد فيما استعملوها. حديث سلوا الله العافية. قال تعالى: ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم). فالعافية السلامة من كل مكروه في الدين والدنيا والآخرة، فعافية الدين: سلامة المؤمن من فتن الشبهات المضلة، وفتن الشهوات المحرمة، وعافية الدنيا: السلامة من كل ما يكدر العيش الدنيوي من الآلام والأسقام والأوجاع والأحزان، وعافية الآخرة: السلامة من غضب الله وناره، ونيلُ رضوانه وجنته. العافية اذا وجدت جهلت واذا انعدمت عرفت قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ" (رواه البخاري), روي عن جعفر بن محمد أنه قال: "العافية موجودة مجهولة، والعافية معدومة معروفة", وأراد بقوله: "العافية موجودة معدومة" أن الناس عرفوا العافية ولم يعرفوا قدرها حتى يبتلوا، و"العافية معدومة معروفة" يعني أن المبتلى ببلية يعدم معها العافية فحينئذ يعرف قدرها.
فالعافية لا يَعدِلها شيءٌ أبدًا ، فبالعافيةُ.. أهنأ لِباس يَلبَسُه الإنسان. وبالعافية.. أطيَب طعام يتذوَّقه الإنسان. أهدَأ نومَة يَنامها الإنسان.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله تعالى أن يعافيه فيقول: « اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري». ويبدأ صلى الله عليه وسلم يومه بسؤال العافية، فيقول: « اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي».
ثالثها: أنه أحب إلى الله تعالى من كل ما يدعو به العبد أيها المسلمون فبالعافية تندفع عنك الأسقام ، ويقيك الله شرها ،ويرفعها عنك إن وقعت بك، فلولا العافية لتكدَّرَت الحياة، ولَما استقامَت ، ولفسَدَت، وتأمَّل معي في مُعاتبة النبيِّ عليه الصلاة والسلام لهذا المبتلى ، فقد روى مسلم في صحيحه (عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَادَ رَجُلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ فَصَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ ». قَالَ نَعَمْ كُنْتُ أَقُولُ اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا. الدرر السنية. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « سُبْحَانَ اللَّهِ لاَ تُطِيقُهُ – أَوْ لاَ تَسْتَطِيعُهُ – أَفَلاَ قُلْتَ اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ». قَالَ فَدَعَا اللَّهَ لَهُ فَشَفَاهُ. وخرج الحجَّاج للصيد يوما فقال لأصحابه: هلمُّوا بضيفٍ نطعمه معنا، فأتَوا له بأعرابي، فجلَس معه على الطَّعام، فقال الحجَّاج: ما أطيَبَ الطَّعام!