medicalirishcannabis.info
قوله: " والحفظَ مما يكرهُ ويَسْخَط " فيوفقنا لما يحب ويرضى من الأعمال والأقوال والاعتقادات ، ويجنبنا ما يُسخطه من الأقوال والأعمال والاعتقادات ، فهو الهادي سبحانه وتعالى ، وهو الموفِّقُ ، وهو الدالُّ والمُرْشِد. [ إتحاف القاري بالتعليقات على شرح السنة للإمام البربهاري] (1) كما في قصة ضِماد الأزدي رضي الله عنه ، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استفتح كلامه بقوله: " إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدًا عبده ورسوله ، أما بعدُ" رواه مسلم في صحيحه (2/593 رقم 868) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه. (2) رواه الإمام أحمد في المسند (4/182) ، وابن ماجة في سننه (رقم 199) ، والنسائي في السنن الكبرى (رقم 7738) ، وابن حبان في صحيحه (رقم 934) ، والحاكم في المستدرك على الصحيحين (1/525) وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي ، وقال البوصيري في مصباح الزُّجَاجة (1/27): "إسناده صحيح".
الحمد لله الذي هدانا | تومينة سلطنة عمان - YouTube
قال البربهاري - رحمه الله - في شرح السنة: الحمد لله الذي هدانا للإسلام و منَّ علينا به ، وأخرجنا في خير أمة ، فنسأله التوفيق لما يحب ويرضى ، والحفظ مما يكره ويسخط. شرح الشيخ صالح الفوزان:: هذه خطبة الكتاب ، فبدأ بـ "الحمد لله" ، عملًا بالسنة ، كان النبي صلى الله عليه وسلم يحمدُ الله ويثني عليه في كتاباته ومخاطباته ، وهكذا كان السلف الصالح وأهلُ العلم ، يبدؤون كتبَهم بـ "بسم الله الرحمن الرحيم" ، اقتداء بالكتاب العزيز ، وبـ "الحمد لله رب العالمين" اقتداءً بفعل النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه كان إذا أراد أن يخطبَ أو يتكلم أو يُنبِّه على شيء ؛ يحمد الله ويثني عليه (1) ، ثم يبيِّنُ ما يريد بيانَهُ عليه الصلاة والسلام ، فالمؤلف نَهَجَ هذا المنهج مقتديًا بمن سلف وهو البَداءةُ بـ " الحمد لله ". ومعنى "الحمد لله" أي: جميعُ المحامدِ لله عزَّ وجلَّ ، و"الحمد": هو المدحُ والثناء على الممدوح.
ربنا تقبل منا الصلاة والصيام واحشرنا في زمرة خير الأنام. كذلك ربنا أحيينا مؤمنين وأمتنا مسلمين طائعين لله رب العالمين لا مبدلين ولا مغيرين برحمتك يا الله. رب أحينا سعداء، وأمتنا شهداء، ولا تخالف بنا عن طريقة الهدى، يا من لا مثل له في الذات والصفات. اغفر لنا ما مضى، وأصلح لنا ما يأتي، بحرمة الأنبياء والأولياء. اللّهم اهدِنا فيمَن هَديْت وعافِنا فيمَن عافيْت وتَوَلَّنا فيمَن تَوَلَّيْت وبارِك لَنا فيما أَعْطَيْت وقِنا واصْرِف عَنَّا شَرَّ ما قَضَيت. وقالو الحمد لله الذي هدانا لهذا. سُبحانَك تَقضي ولا يُقضى عَليك إنَّهُ لا يَذِّلُّ مَن والَيت وَلا يَعِزُّ من عادَيت، تَبارَكْتَ رَبَّنا وَتَعالَيْت. فَلَكَ الحَمدُ يا الله عَلى ما قَضَيْت وَلَكَ الشُّكرُ عَلى ما أَنْعَمتَ بِهِ عَلَينا وَأَوْلَيت. نَستَغفِرُكَ يا رَبَّنا مِن جمَيعِ الذُّنوبِ والخَطايا ونَتوبُ إليك وَنُؤمِنُ بِكَ ونَتَوَكَّلُ عَليك، ونُثني عَليكَ الخَيرَ كُلَّه. أَنتَ الغَنِيُّ ونحَنُ الفُقَراءُ إليك أَنتَ الوَكيلُ ونحَنُ المُتَوَكِّلونَ عَلَيْك أَنتَ القَوِيُّ، ونحَنُ الضُّعفاءُ إليك. كذلك أَنتَ العَزيزُ ونحَنُ الأَذِلاَّءُ إليك، اللّهم استُرنا فوق الأرضِ وتحت الأرضِ ويوم العرض عليك.
قوله: "ومَنَّ علينا به" الإسلام مِنِّةٌ من الله سبحانه وتعالى ، وإلا فالله لا يَجِبُ عليه شيءٌ لأحد ، وإنما هو يتفضل على عباده بالإسلام، وبالنعم ، وبالعافية ، وبالأرزاق.