medicalirishcannabis.info
ابن سلام، طبقات فحول الشعراء الجاهليين، تحقيق محمود شاكر (القاهرة). أحمد عبد الواحد، عبيد بن الأبرص حياته وشعره (نادي مكة الأدبي، السعودية 1995). ديوان عبيد بن الأبرص، تحقيق محمد علي دقة (دار صادر، بيروت 2003).
معلقته الشهيرة التي بدأها بقوله: أقفر من أهله ملحوب فالقطبيات فالذنوب الشحمان: حتى يقول في هذه القصيدة الشهيرة في الحكمة: فكل ذي نعمة مخلوس وكل ذي أمل مكذوب وكل ذي إبل موروث وكل ذي سلب مسلوب وكل ذي غيبة يئوب وغائب الموت لايئوب الشحمان: وكما أشرت هذا الشاعر تعرض الى حادثة، اذا صح التعبير كان شاعراً سيء الحظ. ورد على ملك الحيرة المنذر بن ماء السماء في يوم بؤسه، كما تعلمون كان لهذا الملك يومان، يوم بؤس ويوم سعد. فمن ورد عليه يوم سعده أتحفه بالهدايا وأكرمه وأعطاه مئة من الابل أما سيئوا الحظ الذين كانوا يردون عليه يوم شؤمه او يوم تعسه فكانوا يلاقون الموت يعني شر الموت فكان يقتلهم شر قتلة كما حدث لشاعرنا هذا عاثر الحظ فيقال في هذا المجال إن المنذر عندما ورد عليه الشاعر عبيد بن الأبرص في يوم بؤسه قال له: هلا كان الذبح لغيرك. ثم طلب منه المنذر أن ينشده معلقته، "أقفر من أهله ملحوب". ولكن عبيداً أجابه بنفس الوزن ونعا نفسه في هذا الشعر قال فيه: أقفر من اهله عبيد فليس يبدي ولايعيد عنّت عنّت النكود وحان منها له ورود الشحمان: حتى مثل بين يدي هذا الملك الطاغية وأنشأ الشاعر يقول: خيرني ذو البؤس في يوم بؤسه خصالاً أرى في كلها الموت قد برق كما خيرت عاد من الدهر مرة سحائب مافيها لذي خيرة انق سحائب ريح لم توكل ببلدة فتتركها إلا كما ليلة الطلق الشحمان: بإختصار هذه الحادثة الرئيسة التي حدثت في حياة هذا الشاعر.
اقرأ أيضاً شعر شعبي ليبي شعر عن الاردن عبيد بن الأبرص عبيد بن الأبرص أحد أشهر الشعراء الجاهليين الذين لا يزال اسمهم حاضراً، وذا صيت كلما ذُكِر الشعر الجاهلي والمعلقات تحديداً، فهو أحد أصحاب المعلَّقات، اسمه الكامل هو عبيد بن الأبرص بن جشم بن عامر، أبو زياد الأسدي ولقّب بأبي دُودان نسبة إلى بني دودان بن أسد بن خزيمة. [١] نشأة عبيد بن الأبرص تعتبر الأخبار عن نشأة عبيد بن الأبرص قليلة جداً، لكنَّها تُرجح أنه قد نشأ في نجد من الجزيرة العربية، حيث تقول المصادر التاريخية إن قبائل بني أسد قد نزلت هناك وجاورت غيرها من القبائل، مثل غطفان وطيء وغنيم، ويعتبر إقليم نجد واحداً من أجمل الأقاليم في ذلك الوقت وأكثرها تميزاً من ناحية الطبيعة والأرض. [٢] وقد تأثر عبيد بن الأبرص بنشأته في هذا الإقليم، فظهر ذلك في قصائده، التي أبرز فيها هذا الجمال ووصفه وزاد في وصفه، حتى أنَّ طبيعة شعره، امتازت بالجزالة والحكمة. [٢] وقد شارك عبيد بن الأبرص مع قومه حياتهم، فشاركهم حروبهم ضد الغساسنة ومعاناتهم مع الملك حجر بن الحارث الكندي، وشارك إلى جانب قومه في الصراعات مع القبائل الأخرى في الجوار، كما صار لسان قومه والناطق باسمهم حين احترف الشعر.
وببراعة شديدة ينهي القصيدة الشاهقة دون أن يختل او يضطرب او يصطنع لتبقى وحدها كافية بأن تشير اليه وتجعله في عداد الشعراء البارزين في العصر الجاهلي على امتداد خريطة الشعر مادام هناك من يقرأ العربية ويتذوق رحيقها المتدفق من أعماق الفجر العربي الأول وحتى يومنا هذا.
المحاورة: أعزائي الأفاضل بعد أن يقف عبيد على الأطلال في قصيدته يدلف بنا الى الحديث عن سعدة التي يسميها هنا سُعدة واصفاً مدى شوقه اليها ويقول: فقد أورثت في القلب سقماً يعوده عياداً كسم الحية المتردد غداة بدت من سترها وكأنما تحف ثناياها بحالك أثمد وتبسم عن عذب اللثات كأنه أقاحي الربى أضحى وظاهره ندي فإني الى سُعدة وإن طال نأيها الى نيلها ماعشت كالحائم الصدي المحاورة: والإثمد مستمعينا الأفاضل هو الكحل وكان من عادة نساء العرب أنه يرششنه على لثاتهن ليبين نصوع بياض أسنانهن. واللثات جمع لثة، والحائم الصدي هو العطشان.
فأُتي به فقال له الرجل: أبيت اللعن اتركه، فإن عنده من حسن القريض أفضل ممّا تدرك في قتله، مع أنّه من رؤساء قومه وأهل النجدة والشأن فيهم، فاسمع منه وادعه إلى مدحك، فإن سمعت ما يعجبك كنت قد عفت له المنّة فإن مِدْحَته الصنيعة. فإن لم يعجبك قوله كان هنيئاً عليك قتله، فإذا نزلنا فادع به! قال: فنزل المنذر، فطعِم وشرب، وبينه وبين الناس حجاب يراهم منه ولا يرونه، فدعا بعبيد من وراء الستر فقال له رديفة: ما ترى يا أخا أسد. قال: أرى الحوايا عليها المنايا. قال: فعليك بالخروج له ليقرّبك ذاك من الخلاص. قال: ثكلتك الثّواكل، إنّي لا أعطي باليد، ولا أُحضر البعيد، والموت أحبّ إليّ. قال له الملك: أفقلت شيئاً. قال: حال الجريض دون القريض. قال المنذر: أنشدني من قولك "أقفر من أهله ملحوب". قال عبيد: أقفر من أهله عبيدُ فليس يُبدي ولا يُعيد قال: أنشدنا أيضاً! فقال: هي الخمر تكنى بأمّ الطّلاء كما الذّئبُ يدعى أبا جعدةِِ فقال: قل فيّ مديحاً يسير في العرب! قال: أمّا والصَّبّار فيما عجل فلا! قال: نطلقك ونحسن إليك. قال: أمّا وأنا أسير في يديك فلا. قال: نردّك إلى أهلك ونلتزم رفدك. قال: أمّا على شرط المديح فلا! قال عبيد: أوَصيِّ بَنِيّ وأعمامهم بأنّ المنايا لهُم راصده لها مدّةٌ، فنفوسُ العِباد إليها، وإن جهَدوا، قاصِده فوالله إنْ عشتُ ما سرّني وإن متُّ ما كانت العائده فقال بعض القوم: أنشِد الملك!