medicalirishcannabis.info
– وهو هماز، يقوم بهمز الناس ومعايبتهم بالإشارة والأقوال في غيابهم وحتى حضورهم، وهو مشاء بنميم، أي أنه يمشي بين الناس ويشيع بينهم ما يتسبب في إفساد قلوبهم وقطع الصلات بينهم، وهو مناع للخير، أي أنه يتسبب في منه الخير عن نفسه وعن الآخرين، وأنه معتد أثيم، أي أنه ظالم متجاوز للحقوق واقع في المحرمات و المعاصي ، كما أنه عتل، أي أنه قاسي فظ مكروه حتى إن بدا عليه اللطف المتصنع والرقة المتكلفة، وهو زنيم شرير مدمن لإيذاء الغير كمان أنه يشعر بالمتعة في زرع الأحقاد وبذل الشرور. – كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حذرنا من أمثال تلك الناس وقال: (تجِدُ من شرِّ النَّاسِ يومَ القيامةِ عندَ اللهِ، ذا الوَجهينِ، الذى يأتِي هؤلاءِ بوجهٍ، وهؤلاءِ بوَجهٍ)، وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: (خيار عباد الله الذين إذا رؤوا ذُكر الله، وشرار عباد الله المشاؤون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت)، أي الذين يتسببون في المتاعب والمشقات والمصائب بنميمتهم تلك، كما أنهم يصيبون الأبرياء بالوقوع في المحن.
ما من فضيلة تعجز النميمة عن أن تطولها. قال رسول الله ﷺ. لا يدخل الجنة. صمت فقالوا كليل اللسان نطقت فقالوا كثير الكلم.
– فالنمام هو الشخص خبيث القلب، سليط الإنسان، هو إنسان له عدة وجوه، يقابل كا شخص يتعامل معه بوجه مختلف عن الآخر، فهو يتلون مثل الحرباء وفقا للمنافع والمصالح، ووفقا للمواقف التي تقابله والمصالح التي يرغب بها. – والنمام هو الذي يسير بين الناس بهدف قطع الأواصل والأرحام وإفساد القلوب والعلاقات، والعمل على هدم الأسر وخراب البيوت وهتك الأسرار والأعراض، كما أنه يعمل على إثارة الفتنة والسعي إلى إحداث الوقيعة بين الأحباب، والقطيعة بين الأصحاب، وزرع الضغائن والأحقاد في القلوب، والعمل على إشعال نيران الكراهية في صدور المحبين، وجعل الأصدقاء أعداء، والأزواج متنافرين، والإخوة متقاطعين. – فالنمام هو أفضل عون وقرين للشيطان، يقوم بالاستغناء عن دينه بدنيا الأخرين، ويشتري رضا الناس بسخط من الله، لذلك حذرنا الله سبحانه وتعالى من هذه الناس وقال في كتابه الكريم: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ* هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ* مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ* عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) [القلم: 10- 13]. ص345 - كتاب فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب - الترغيب في النفقة في سبيل الله وتجهيز الغزاة وخلفهم ها أهليهم - المكتبة الشاملة. صفات النمام في القرآن – وردت في الآية الكريم عشرة صفات متتالية، ونعوت متتابعة، كلها صفات مذمومة وردت بصيغة مبالغة تدل على مدى كثرة وقوع ذلك الإنسان في تلك الصفات، وكل صفة منهم مذمومة أكثر مما قبلها، فذكر أنه حلاف، أي أنه يحلف كذب كثيرا، ولا يحلف كثيرا إلا إنسان الكذاب، حيث أنه يعلم جيدا أنه غير صادق، وهو حقير مهين، حيث أن المهانة هي صفة نفسية تلتصق بالفرد حتى إن كان ذا مال أو ذا جاه، أو ذا جمال.