medicalirishcannabis.info
بِيَدِي لَا بِيَدِ عَمْروٍ. إثراء قصة الزباء بنت عمرو بن الأظرب ملكة تدمر التي قامت بالثأر لوالدها من ملك الحيرة جذيمة الأبرش فقتلته عن طريق الحيلة والخديعة وهو ما جعل عمرو بن عدي ابن أخته وخليفته، وقصير ابن سعد مستشاره يلجئون للحيلة للثأر منها، وبالفعل استطاع عمر مداهمة قصر الزباء والوصول إلى مدخل القصر السري أثناء محاولة هروب الملكة التي وجدت نفسها محاصرة من عمرو بن عدي يريد قتلها فقررت أن تنتحر وتموت قبل أن ينال شرف قتلها وقامت بابتلاع السم الموجود بخاتمها و قالت هذه المقولة بيدي لا بيد عمرو.
ويستعمل المثل في مواقف شبيهة يفضل فيها المرء أن يفعل الشيء بنفسه قبل أن يقوم به الطرف الآخر. لكني أسوق هذا المثل اليوم لا للدعوة للانتحار ولا للهزيمة ولا النصر المنتزع من أنياب الموت في اللحظات الأخيرة كما حلمت الزباء. بل إنني أسوقه لكي نتخذه مثلاً في موقف جديد، أسوقه لكي نتعامل معه بروح الشباب الوثابة المتألقة، أسوقه لكي نقلب به المعايير التي اعتاد الآخرون أن يرونا عليها، أريد أن يتخذ كل واحد منا هذا المثل شعاراً له.. ولكن بوجهه المشرق، ومن ناحيته الإيجابية، فبيدي لا بيد عمرو تعني أنني أقوم بعملي بنفسي لا بيد الآخرين. بيدي لا بيد عمرو تعني أني أعد بحث التخرج وتقرير الفصل بنفسي لا بيد أستاذ آخر أو جهة مرتزقة، أسلمها نفسي وعقلي لتكتب لي ما تشاء، بل أحتمل ضيق الوقت، وتزايد الأعباء، وضغط الامتحان، وأقدم بحثي بيدي لا بيد عمرو أيا كان عمرو هذا. بيدي لا بيد عمرو تعني أنني أستمتع بكل لحظة أعد فيها مشروعي أو أكتب بحثي لأنها فرصتي للتدرب على العمل الحقيقي. بيدي لا بيد عمرو تعني أنني لا أكتسب درجاتي إلا بعلمي وجهدي، ولا أنال شهادتي إلا وأنا أستحقها استحقاقاً تاماً. بيدي لا بيد عمرو تعني أنني أستفيد من كل جزئية عملتها أو معلومة اطلعت عليها أو صفحة أعددتها.
أجمعت العديد من المراجع التاريخية ومجمعات الأمثال أن قائلة هذا المثل هي الزباء بنت عمرو بن الأظرب ، والتي اعتلت عرش تدمر خلفا لوالدها يعد قتله على يد جذيمة الأبرش ملك الحيرة ، وذلك بسبب التنافس الواقع بين المملكتين. قصة المثل: لم تسامح الزباء في قتل أبيها ، فبعد اعتلت العرش واستقرت في يدها السلطة ، أخذت تخطط للإيقاع بقاتل أبيها ، فأرسلت إلى جذيمة تعرض عليه الزواج منها لكي تتوحد المملكتين ، فجمع جذيمة ابن الابرش رجاله ومستشاريه ليأخذ رأيهم في الأمر ، فأشاروا عليه بالموافقة عدا مستشار واحد يدعى قصير بن سعد ، الذي لم ينطلي عليه الأمر ، وظن فيه خدعه ، ولكن الملك جذيمة لم يستمع له ، وذهب إلى تدمر تاركًا ابن اخته عمرو ابن عدي ليتولى مهام الحكم في الحيرة. ولما وصل الملك ودخل على الزباء وجدها بكامل ملابسها الحربية ، وكانت الزباء فارسة تعرف فنون القتال ، ولا يستهان بقدرتها على الحرب ، فأجهزت على جذيمة ، ومات صريعا في مملكتها ، ولما بلغ نبأ غدر الزباء بالملك جذيمة إلى الحيرة قرر عمرو بن عدي الثأر لخاله بمساعدة قصير بن سعد ، وكان قصير داهية من دواهي العرب. لديه من الذكاء والتفكير ما جعله أهم مستشار لدى عمرو ، فقد طلب من عمرو أن يجعل رجاله يقطعوا أنفه ويجلدوه حتى تتمزق ملابسه ليذهب بعدها إلى الزباء يحتمي به من بطش عمرو.