medicalirishcannabis.info
فإن قيل: هل أن هذا التفضيل يلحق بالاختيار المشار إليه أم أن له مسوغات أخرى؟ أقول: التفضيل هو أحد أجزاء الاختيار إذا ما جمعنا معاني الاستئثار التي ليس لها منشأ عقلي أو نقلي يمكن الاعتماد عليه، ولهذا كان من الضروري إرجاع علة ذلك إلى الشواهد القرآنية الكفيلة بمعرفة أسباب الاختيار، كما في قوله تعالى: (الله أعلم حيث يجعل رسالته) الأنعام 124. وكذا قوله: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون) القصص 68. وقوله جل شأنه: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً) الأحزاب 36. في معنى قولِ اللهِ تعالى “يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ” – التصوف 24/7. وقوله سبحانه: (وقالوا لو لا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم... أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ورحمة ربك خير مما يجمعون) الزخرف 31- 32. من هنا يظهر أن الاختيار لا يقتصر على شخص النبي أو البيئة التي ينتمي إليها وإنما يمتد ليشمل أجزاء أخرى ترتبط جميعها بالمستحقات الإنسانية التي يمكن بواسطتها فهم المبادئ الأولية لجهة الاختيار كما هو الحال في اختيار الوقت والمكان أو ما يلحق بهما من أسباب التفاعل الخاص بالأقوام المرسل إليهم علماً أن الإنسان ليس لديه القدرة على فهم الخصائص المتعلقة بهذا الأمر وذلك لعدم اطلاعه المسبق على ما تقتضيه المصالح المرتبطة به، ومن هنا تظهر النكتة في قوله تعالى: (والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم) البقرة 105.
ليس الأمرُ لنا حتى يكونَ لنا أن نتوسَّعَ في المعنى الذي تنطوي عليه عبارةٌ قرآنيةٌ ما، وذلك خارجَ الحدودِ التي يفرضها السياقُ القرآني الذي وردت خلاله. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة آل عمران - قوله تعالى قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء - الجزء رقم3. فالقرآنُ العظيم هو ليس كتاباً كغيره من الكتب حتى تكونَ لنا الحريةُ المطلقة في التعاملِ مع نصوصِه الكريمة وبما يخرجُ بها على السياقِ المحدَّدِ الذي وردت خلاله! وأوردُ هنا مثالاً على هذا "التقييد" الذي يتوجَّبُ علينا أن نُجِلَّه ونُبجِّلَه فلا نُعمِلَ في العبارةِ القرآنيةِ عقولَنا وبما يجعلُها تحملُ ما نشاءُ لها من معنى لا يتطابقُ مع معناها الذي يتوجَّبُ علينا أن نتقيَّدَ به من دونِ زيادةٍ أو نقصان. فلقد وردت العبارةُ القرآنيةُ الكريمة "يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ" في سياقٍ ذي صلةٍ بإقامةِ اللهِ تعالى الحجةَ على طائفةٍ من أهلِ الكتابِ، من معاصري رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم، أبَوا أن يُقِرُّوا بأنَّ القرآنَ العظيم هو من عندِ اللهِ حقاً زعماً منهم بأنَّ اللهَ تعالى ما كان ليُنزِلَ على أحدٍ من بَني آدم كتاباً من بعدِ ما أُنزِلَ عليهم من كتاب! فجاءت حجةُ اللهِ تعالى عليهم لتُفنِّدَ زعمَهم هذا، وذلك بأن ذكَّرهم اللهُ بما يعرفون من أنَّه تعالى "يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ"، وأنَّ الفضلَ بيدِ الله يؤتيه مَن يشاءُ من عبادِه، وأنَّ الأمرَ ليس لأحدٍ من البشر حتى يفترضَ ما يشاء من الأحكام (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (29 الحديد).
تقبل المرأة الزواج برجل رضيت به،فيحمل كل أمر يتعلق بها وكأنه حمل إليها كل الحياة،وتنجب المرأة أي نعم ولكنها تنجبهم للرجل ليطعمهم من ماله، ويلبسهم ويعلمهم ويصرف عليهم، والمرأة تعمل في البيت ولكن مما أنتجه الرجل من عمله فاشترى لوازما لبيته أفلا يُرحم هذا البنيان الذي بناه الله وأسعد به الدنيا بأكملها ومنها أمه وأخته وزوجته أفلا يتوجب على المرأة أن تكون خادمةله،أفلا يتوجب عليها أن تحترمه وتعترف بمعروفه، وأن تواسيه وتفديه بنفسها ومالها. والله يختص برحمته من يشاء💙. ينبت الرجل طفلا صغيرا متعلقا بأمه ،يمرح ويلعب مع البنات والولدان،ويصل لسن البلوغ ،فيدخل عالما آخر ، عالم ينبئه بوجود مسؤوليات على باب الإنتظار. يكبر ويتعقل وينضج فكره فتتوضع على كاهله مسؤولية تلو الأخرى…الله أكبر… فلا يحس بقيمة الرجل إنسان كما تحسه الأرملة التي تقلدت كل مسؤليات الرجل دفعة واحدة. فهذا بيت يبنيه الرجل ويفرشه… وهذه امرأة يخطبها ويختارها بعناية وحذر بعون الله وتوفيقه فيتزوجها ويعول عائلة كاملةوتتوقف عليه المصاريف كلها…ضيوف وزيارات وعلاج،ودراسة وطعام ولباس وكراء وكهرباء وغاز وماء….
فلقد استكثرت طائفةٌ من أهلِ الكتاب من معاصري رسولِ اللهِ أن ينزَّلَ عليه صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم كتابٌ من عندِ الله، وهم الأجدرُ بأن يتنزلُّ عليهم هذا الكتاب، وذلك بزعمهم أنَّ الكتابَ ما كان ليتنزَّلَ على أحدٍ غيرهم (وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ. وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ. يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (72- 74 آل عمران). وهذا هو عينُ ما جاءتنا به الآيةُ الكريمة 105 من سورة البقرة والتي يتبيَّنُ لنا بتدبُّرِها أنَّ اختصاصَ اللهِ تعالى برحمته من يشاء لا علاقة له بشيءٍ غيرِ ذي صلةٍ بحجةِ اللهِ تعالى على تلك الطائفةِ من أهلِ الكتاب التي أنكرت على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم أن يُنزِّلَ اللهُ تعالى عليه الكتاب (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).
انتهى.. ومن أراد المزيد فليراجع تفسير من وحي القرآن. فإن قيل: الآية صريحة في جعل أهل الكتاب أحد مصاديق الذين كفروا كما هو الحال في المشركين فكيف تصح هذه النسبة؟ أقول: يرجع السبب في ذلك إلى عدم تصديقهم بالنبي (ص) وهذا يؤول بهم إلى تكذيب كتاب الله تعالى ما يؤدي إلى حسد المؤمنين كما بينا. فإن قيل: كيف يمكن الجمع بين ما تشير إليه آية البحث وبين قوله تعالى: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة) البينة 1. أقول: ليس في الآيتين تناقض بل فيهما تطابق من جميع الوجوه يبين أصل الاتجاه الذي هم عليه، فكأن الحق سبحانه قد نقل الأقوال التي كان أهل الكتاب يستفتحون بها على المشركين وما قابل ذلك من رد عليهم، ومن هنا كان الجمع ظاهراً في سياق الآيتين أقصد آية البحث وآية سورة البينة، وبهذا تظهر النتيجة في قوله تعالى: (وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة) البينة 4. فتأمل ذلك بلطف. & من كتابنا: السلطان في تفسير القرآن & &
و " واسع " من صفات الله وأسمائه الحسنى وهو بالمعنى المجازي لا محالة لاستحالة المعنى الحقيقي في شأنه تعالى ، ومعنى هذا الاسم عدم تناهي التعلقات لصفاته ذات التعلق فهو واسع العلم ، واسع الرحمة ، واسع العطاء ، فسعة صفاته تعالى أنها لا حد لتعلقاتها ، فهو أحق الموجودات بوصف واسع ، لأنه الواسع المطلق. وإسناد وصف واسع إلى اسمه تعالى إسناد مجازي أيضا لأنه الواسع صفاته ولذلك يؤتى بعد هذا الوصف أو ما في معناه من فعل السعة بما يميز جهة السعة من تمييز نحو: وسع كل شيء علما ، ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. فوصفه في هذه الآية بأنه واسع ، هو سعة الفضل لأنه وقع تذييلا لقوله: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وأحسب أن وصف الله بصفة " واسع " في العربية من مبتكرات القرآن. وقوله " عليم " صفة ثانية لقوة علمه أي كثرة متعلقات صفة علمه تعالى. ووصفه بأنه عليم هنا لإفادة أنه عليم بمن يستأهل أن يؤتيه فضله ويدل على علمه بذلك ما يظهر من آثار إرادته وقدرته الجارية على وفق علمه متى ظهر للناس ما أودعه الله من فضائل في بعض خلقه ، قال تعالى: الله أعلم حيث يجعل رسالته. وجملة يختص برحمته من يشاء بدل بعض من كل لجملة إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء فإن رحمته بعض مما هو فضله.