medicalirishcannabis.info
يقول النووي -رحمه الله-: "وجميع هذه الألفاظ في الصحيح، بعضها في صحيحي البخاري ومسلم، وبعضها في أحدهما، وإنما قصدت الاختصار بالإشارة إليها، وسأذكر معظمها في أبوابها من هذا الكتاب، إن شاء الله تعالى" [21]. إذًا هذا الباب حاصله: أنه يجوز اللعن باعتبار الوصف، أو الجنس، لعن الله من فعل كذا، لكن المعين لا يلعن، إلا ما ورد فيه لعن بعينه عن الشارع. العنوهن فإنهن ملعونات [22] ، وهذا لا يعني: لعن المعينة بنفسها، وكذلك المرأة حينما تتمنع عن زوجها، وتهجر فراشه، ونحو ذلك، تلعنها الملائكة حتى تصبح [23] ، بعضهم قال: هذا دليل على جواز لعن المعين، والملائكة معصومون، فإذا لعنتها الملائكة جاز لنا أن نلعنها بعينها، والواقع: أن هذا لا دليل فيه، فالملائكة مأذون لهم بهذا، ولكن نحن لم يؤذن لنا، ثم إن هذه المرأة المعينة، قد لا تقع عليها هذه اللعنة لفقد شرط، أو لوجود مانع، والله تعالى أعلم. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه. شرح النووي على مسلم (11/185). إكمال المعلم بفوائد مسلم (5/500). أحكام القرآن لابن العربي ط العلمية (1/75). فتح القدير للشوكاني (1/187). أخرجه البخاري في كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم، باب ما جاء في المتأولين برقم (6937).
14- قوله: "منار الأرض": أي: علاماتها ومراسيمها التي تحدد بين الجيران، فمن غيرها ظلما، فهو ملعون، وما أكثر الذين يغيرون منار الأرض، لا سيما إذا زادت قيمتها، وما علموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " من اقتطع شبرا من الأرض ظلما، طوقه من سبع أرضين. 15- قد يجتمع في الذبيحة محرمان وهما الذبح لغير الله والذبح على غير اسم الله وكلاهما مانع للأكل منها. 16- دل هذا الحديث على أن الذبح لغير الله من الأعمال التي خصصها الله لتعظيمه ومن ذبح لغير الله فقد أشرك. مناسبة الحديث للباب: حيث دل الحديث على تحريم الذبح لغير الله فيكون عبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك. وأن فيه دليلاً على غلظ تحريم الذبح لغير الله، حيث أن فاعله أول من يستحق لعنة الله. المناقشة: أخي المسلم اختبر نفسك لبيان مدى استفادتك من المطوية أ- اشرح الكلمات الآتية: اللعن، ذبح لغير الله، والديه، آوى، محدثا، منار الأرض. ب- اشرح الحديث شرحا إجماليا. ت- استخرج خمس فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ. ث- وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء في الذبح لغير الله. والله اعلم..... وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
في هذا الحديث دليلٌ على أن من ملَكَ الأرض ملَكَ قعرها إلى الأرض السابعة، فليس لأحد أن يضع نفقًا تحت أرضك إلا بإذنك،كما أن الهواء لك إلى السماء، فلا أحد يستطيع أن يبني على أرضك سقفًا إلا بإذنك. عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « مَن ظلَمَ قِيدَ شبرٍ من الأرض طُوِّقَه من سبع أرضين » (متفق عليه). قال سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: نقل المؤلف رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « مَن ظلَمَ من الأرض قِيدَ شبر طُوِّقه يوم القيامة من سبع أرضين »، هذا الحديث يتناول نوعًا من أنواع الظلم ، وهو الظلم في الأراضي، وظلم الأراضي من أكبر الكبائر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم: « لعَنَ مَن غيَّر منار الأرض ». قال العلماء: منار الأرض: حدودها؛ لأنه مأخوذ من "المنور" وهو العلامة، فإذا غيَّر إنسان من هذه الأرض، بأنْ أدخل شيئًا من هذه الأرض إلى أرض غيره، فإنه ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم. واللعنة: الطرد والإبعاد عن رحمة الله. وثمة عقوبة أخرى، وهو ما ذكره في هذا الحديث؛ أنه إذا ظلَمَ قِيدَ شبر طُوِّقه يوم القيامة من سبع أرضين؛ لأن الأرضين سبع، كما جاءت به السُّنة صريحًا، وكما ذكره الله تعالى في القرآن إشارة في قوله تعالى: { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [ الطلاق: 12]، ومعلوم أن المماثلة هنا ليست في الكيفية؛ لأن بين السماء والأرض من الفرق كما بينهما من المسافة، السماء أكبر بكثير من الأرض، وأوسع، وأعظم؛ قال الله تعالى: { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} [الذاريات: 47]؛ أي: بقوة، وقال تعالى: { وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا} [النبأ: 12]؛ أي: قوية.