medicalirishcannabis.info
التفكر في الأمور النافعة وما أمرنا القرآن بالتأمل وتدقيق النظر وإعمال العقل فيه قد يقود الشخص إلى الوصول لأشياء تحقق له منفعة وربما للآخرين أيضًا، أو قد يحصل له النجاة بسببها. التفكر يتعلق بالقلب وعمل القلب أفضل من عمل الجوارج، ولذلك يكون أجره عظيم عند الله سبحانه وتعالى. يدفعان الإنسان إلى العمل الصالح والتقرب إلى الله والاجتهاد في طاعته، والزهد في الدنيا.
يجب أن ننتبه إلى أن الإنسان مأمور بالتفكر في كل شئ ما عدا ذات الله سبحانه وتعالى والأمور الغيبية التي اختص بها نفسه عز وجل، لأن التفكر في هذه الأشياء لا فائدة من وراءه. قد تعددت الموضوعات التي يحث القرآن الكريم العبد على إعمال العقل والتفكر فيها، نذكر منها ما يلي: الكون الكون بكل ما فيه من ظواهر وكائنات حية وأشخاص ونباتات وفضاء وغيره الكثير يعتبر مجالًا واسعًا يجب إعمال العقل والتفكر فيه وفي كل ما يحتويه، وقد ذم القرآن الكريم من يتجاهلون التفكر في ذلك ومدح من يفعله، تأكيدًا على أهميته وفضله العظيم.
وعلى المُسلِمِ أنْ يقتدِيَ بأسلافه الصالحين؛ الذين جعلوا التَّفكُّرَ جزءًا أصيلاً من حياتهم اليومية؛ فعن محمدِ بن واسعٍ رحمه الله: أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْبَصْرَةِ رَكِبَ إِلَى أُمِّ ذَرٍّ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه, يَسْأَلُهَا عَنْ عِبَادَةِ أَبِي ذَرٍّ، فَأَتَاهَا فَقَالَ: جِئْتُكِ لَتُخْبِرِينِي عَنْ عِبَادَةِ أَبِي ذَرٍّ، قَالَتْ: «كَانَ النَّهَارُ أَجْمَعُ خَالِيًا يَتَفَكَّرُ». بحث عن التفكر في خلق الله. وعَنْ عَوْنٍ رحمه الله قَالَ: سَأَلْنَا أُمَّ الدَّرْدَاءِ، قُلْنَا: مَا كَانَ أَفْضَلَ عِبَادَةِ أَبِي الدَّرْدَاءِ؟ قَالَتْ: «التَّفَكُّرُ وَالِاعْتِبَارُ». وهذا عبدُ الله بنُ المبارك رحمه الله يقول يوماً لِسَهْلِ بنِ عليٍّ - ورآه ساكِتاً مُتَفَكِّراً: أين بَلَغْتَ؟ قال: «الصِّراط». وبَكَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رحمه الله يَوْمًا بَيْنَ أَصْحَابِهِ، فسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: «فَكَّرْتُ فِي الدُّنْيَا وَلِذَّاتِهَا وَشَهَوَاتِهَا، فَاعْتَبَرْتُ مِنْهَا بِهَا، مَا تَكَادُ شَهَوَاتُهَا تَنْقَضِي حَتَّى تُكَدِّرَهَا مَرارتُها، وَلَئِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا عِبْرَةٌ لِمَنِ اعْتَبَرَ, إِنَّ فِيهَا مَوَاعِظَ لِمَنِ ادَّكَرَ».