medicalirishcannabis.info
يريد الله سبحانه وتعالى في سورة العصر أن يحذِّرنا من تضييع عمرنا سدى، وبيَّن لنا أن هذا العمر كنز ثمين، فإن نحن صرفناه في الدنيا وجمعِ حطامها خسرنا خسراناً مبيناً وكان أمرنا فُرُطاً: ولذلك قال تعالى: (وَالْعَصْرِ) ولكلمة (العصر) معانٍ عدة: فهي آخر النهار، وهي بمعنى الدهر، بمعنى اليوم، والمراد بالعصر هنا: عمر الإنسان، تعتصر فيه نفسه، فيظهر خيرها من شرها. وتنكشف حقيقتها وطويتها، وكلمة (العصر) والحالة هذه مفتاح هذه السورة، فبها يستطيع الإنسان أن يُقبل على الله، وبها يستطيع أن يتمثَّل معاني السورة كلها.
إنه ليس هناك إلا قوة واحدة وإلا معبود واحد. فالانطلاق التحرري ينبثق من هذا التصور انبثاقا ذاتيا، لأنه هو الأمر المنطقي الوحيد. والربانية التي تحدد الجهة التي يتلقى منها الإنسان تصوراته وقيمه وموازينه واعتباراته وشرائعه وقوانينه، وكل ما يربطه بالله، أو بالوجود، أو بالناس. فينتفي من الحياة الهوى والمصلحة، وتحل محلهما الشريعة والعدالة. وترفع من شعور المؤمن بقيمة منهجه، وتمده بالاستعلاء على تصورات الجاهلية وقيمها واعتباراتها، وعلى القيم المستمدة من الارتباطات الأرضية الواقعة.. ولو كان فردا واحدا، لأنه إنما يواجهها بتصورات وقيم واعتبارات مستمدة من الله مباشرة فهي الأعلى والأقوى والأولى بالاتباع والاحترام. ووضوح الصلة بين الخالق والمخلوق، وتبين مقام الألوهية ومقام العبودية على حقيقتهما الناصعة، مما يصل هذه الخليقة الفانية بالحقيقة الباقية في غير تعقيد، وبلا وساطة في الطريق. والعصر إن الإنسان لفي خسر تفسير. ويودع القلب نورا، والروح طمأنينة، والنفس أنسا وثقة. وينفي التردد والخوف والقلق والاضطراب كما ينفي الاستكبار في الأرض بغير الحق، والاستعلاء على العباد بالباطل والافتراء! والاستقامة على المنهج الذي يريده الله. فلا يكون الخير فلتة عارضة، ولا نزوة طارئة، ولا حادثة منقطعة.
ليلة 21 رمضان 1443 والعصر ان الانسان لفي خسر - YouTube
والعصر。ان الانسان لفي خسر - YouTube