medicalirishcannabis.info
وقد ورد في الصحيحين إثبات ذلك، عندما سأل قتادة أنس بن مالك -رضي الله عنه وأرضاه-، فقال له: "يا أنس كم حجة حج رسول الله -صلى الله عليه وسلـم-"، فقال أنس -رضي الله عنه-: (لقد حج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حجة واحدة، واعتمر أربعة مرات). وفي هذا دليل على أن رسول الله -صلى الله عليه وسلـم- قد حج مرة واحدة في حياته، كانت -كما أسلفنا سابقاً- في السنة العاشرة بعد هجرته -صلى الله عليه وسلـم-. وقد كان من أبرز أقواله -صلى الله عليه وسلـم- لصحابته الكرام في تلك الحجة، عندما وقف بهم خطيباً: "تركت فيكم ما إن تمسكتم أو اعتصمتم به، لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب الله وسنة رسوله"، وفي هذا إشارة واضحة منه -صلى الله عليه وسلـم- أن المرجعية الأولى للمسلمين من بعده هي القرآن والسنة ؛ لأنهما يكملان بعضهما البعض، فما وجد في القرآن من دون تفصيل، وجد تفصيله في السنة، ومن لا يوجد في القرآن، وجد في السنة والعكس.
ثمّ نام إلى أن أصبح، فنزل إلى مِنى، ورمى فيها جمرة العقبة وهو راكبٌ بسبع حَصيّات كان يُكبّر مع كُلّ واحدة منها،، ثُمّ خطب في الناس، ثُمّ ذهب إلى المَنحر، فنحر ثلاثاً وستّين بُدنة بِيَده، ثُمّ أمر الحلّاق؛ ليحلقَ له رأسه، ثُمّ توجّه إلى الكعبة؛ ليطوف بها طواف الإفاضة، وبعد أن انتهى من ذلك، رجع إلى مِنى، وبات فيها أيّام التشريق، وكان في كُلّ يوم يرمي الجمرات الثلاث بعد الزوال، وفي اليوم الثالث عشر خرج من مِنى، وتوجّه إلى الكعبة، وطاف بها طواف الوداع، وبعدها رجعَ إلى المدينة
تاريخ النشر: الثلاثاء 1 ربيع الأول 1425 هـ - 20-4-2004 م التقييم: رقم الفتوى: 47418 261823 0 727 السؤال كم مرة حج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم حج حجة واحدة وهي حجة الوداع، بعد ما فرض الحج كما في الصحيحين والترمذي، ولفظ الترمذي عن قتادة قال: قلت لأنس بن مالك كم حج النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: حجة واحدة، واعتمر أربع عمر، عمرة في ذي القعدة وعمرة الحديبية وعمرة مع حجته وعمرة الجعرانة إذ قسم غنيمة حنين. قال ابن القيم في زاد المعاد: لا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم لم يحج بعد هجرته إلا حجة واحدة وهي حجة الوداع سنة عشر، وقد روى الترمذي عن جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم حج ثلاث حجج، حجتين قبل أن يهاجر وحجة بعدما هاجر ومعها عمرة، فساق ثلاثاً وستين بدنة جاء علي من اليمن ببقيتها، فيها جمل لأبي جهل في أنفه برة من فضة، فنحرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر من كل بدنة ببضعة فطبخت وشرب من مرقها. وقد ضعف الترمذي هذا الحديث قال: وسألت محمداً (يعني البخاري) عن هذا الحديث فلم يعرفه إلى أن قال البخاري: وإنما يروى عن الثوري عن أبي إسحاق عن مجاهد مرسلاً.
نزولًا عند العمل بقوله تعالى في سورة آل عمران: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}،[7] وانطلاقًا من كونه خاتم النبيّين وسيّد الخلق والمرسلين، كان لا بدّ للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أن يحجّ إلى بيت الله، والجدير بالذكر عند إجابة السؤال القائل: كم مرة حج الرسول عليه الصلاه والسلام ، أنّه لا بدّ من معرفة ذلك قبل وبعد البعثة، وقبل وبعد الهجرة. حجة الرسول قبل البعثة إنّ الإجابة على سؤال كم حج الرسول عليه الصلاه والسلام قبل البعثة فيها بعض الأقاويل التي تفيد أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قبل حمل أمانة تبليغ رسالة الدّين الإسلاميّ، ومن العلماء الأئمّة التي أوردت ذلك: ابن حجر: والذي يرى أنّ العرب قبل البعثة كانوا دائمًا ما يحرصون على القيام بمناسك الحجّ، وأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قبل بعثته ليكون خاتم الأنبياء كان يشارك آله فيها، ولكن لم يرد أيّ قولٍ حول عدد الحجّات التي حجّها النبيّ قبل البعثة. الكشميريّ: والذي يرى أنّ العرب عامّةً وقريش خاصّةً كانوا في كلّ عامٍ يقفون في مزدلفة، وأمّا الخصوص في قريش أنّهم لا يذهبون إلى عرفات، ولكنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يذهب مع العامّة إلى عرفات، وأيضًا لم يرد أيّ قولٍ حول عدد الحجّات التي حجّها النبيّ قبل البعثة.