medicalirishcannabis.info
{وأشهدوا إذا تبايعتم} أي أشهدوا إذا باع بعضكم على بعض، وهذا الأمر على الاستحباب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما اشترى فرساً من أعرابي لم يشهد، في قصة شهادة خزيمة بن ثابت. {ولا يضار كاتب ولا شهيد} أي لا يفعل الكاتب والشاهد ما يضر، فلا يضارِر الكاتب فيزيد أو يُنقِص أو يحرف ما أملي عليه، ولا الشهيد فيشهد بما لم يستشهد عليه. {وإن تفعلوا} ما نهيتكم عنه من المضارة {فإنه} أي المضارة {فسوق بكم} أي خروج بكم عن طاعة الله إلى معصيته، وأصل «الفسق» في اللغة: الخروج؛ ومنه قولهم: فسقت الثمرة إذا خرجت من قشرها. ص97 - كتاب التفسير الوسيط الزحيلي - سورة البقرة آية - المكتبة الشاملة. {واتقوا الله} أي اتخذوا وقاية من عذاب الله؛ وذلك بفعل أوامره، واجتناب نواهيه. {ويعلمكم الله} الواو هنا للاستئناف؛ ولا يصح أن تكون معطوفة على {اتقوا الله} لأن تعليم الله لنا حاصل مع التقوى، وعدمها، وإن كان العلم يزداد بتقوى الله، لكن هذا يؤخذ من أدلة أخرى. {والله بكل شيء عليم} يشمل كل ما في السماء، والأرض، وما تفعلونه.
ومن هنا تتبين علاقة هذه الآية بالسورة عامة، وبالمقصود الأعظم منها، وهذه العلاقة تتضح، وتنكشف في مواضع، وتخفى وتستكن في مواضع أخرى، لكن في النهاية تظل علاقة الآيات كعلاقة الأنساب في عالم الإنسان، وكأن السورة في الذكر الحكيم قبيلة في أمة يربطها أصل واحد، وإن اختلفت صور أفرادها وأشكالهم، وألوانهم، لكنهم جميعا إلى رجل واحد.
(٥) هذه الأقوال الثلاثة في تفسير الماوردي: ١/ ١٤٤. وانظر معاني الفراء: ١/ ٧٠، وغريب القرآن لليزيدي: ٧٨، وتفسير غريب القرآن: ٦٠، وتفسير الطبري: (٢/ ٤٦٧، ٤٦٨). (٦) ينظر تعريف النسخ في معجم مقاييس اللغة: ٥/ ٤٢٤، والإيضاح لمكي: ٤٩، والمفردات للراغب: ٤٩٠، ونواسخ القرآن لابن الجوزي: ٩٠، والبرهان للزركشي: ٢/ ٢٩، واللسان: ٣/ ٦١ (نسخ).