medicalirishcannabis.info
وإذا رجعنا للأحاديث وما قاله صحبة (الصحابة) نبي الإسلام والتابعين والمفسرين المعتبرين، نرى أن إسحاق هو الذبيح. قصه الذبيح عليه السلام - YouTube. إن القرآن لم يذكر الذبيح بالاسم كما قلنا، ولكنه أعطى دلالة واضحة ومباشرة على أنه "إسحاق"، فقد جاء فيه أن الذبيح هو الغلام الذي بشرت به الملائكة إبراهيم وزوجته سارة.. "فَبَشًرْنَاهُ بغُلام حَليم، فَلمًا بَلغَ مَعَهُ السًعْيَ قَالَ يَا بني إني أرَى في المَنَام أني أذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى، قَالَ يَا أبَت افْعَلْ مَا تًؤْمَرُ سَتَجدُني إنْ شَاءَ اللهُ منَ الصًابرينَ"، سورة الصافات 101 – 102)). ومن الواضح في القرآن أن الغلام الذي بشرت به الملائكة هو ابن إبراهيم من زوجته سارة "إسحاق"، وليس ابنه من زوجته هاجر "إسماعيل"، والدليل على ذلك ما جاء في سورة هود (71 – 72): "وَامْرَأَتُهُ قَائمَة فَضَحكَتْ فَبَشرْنَاهَا بإسَحَاقَ ومنْ وَرَاء إسْحَاقَ يَعْقُوبَ، قَالتْ يَا وَيْلتَا أألدُ وأنَا عَجُوزُ وهَذَا بَعْلي شَيْخًا، إنً هَذَا لشَيْءُ عجيب". وفي حديث ضيوف إبراهيم يقول القرآن بشأن البشارة بإسحاق: "هَلْ أتَاكَ حَديثُ ضَيْف إبْرَاهيمَ المُكْرَمينَ، إذْ دَخَلُوا عَليْه فَقَالُوا سَلاَم قَوْم مًنكَرُونَ، فَرَاغَ إلَى أهْله فَجَاء بعجْل سَمين، فَقَربَهُ إلَيْهمْ قَالَ أَلا تَأَكْلُونَ، فَأَوْجَسَ منْهُمْ خيفَة قَالُوا لا تُخَفْ وبَشروُهُ بغُلام عَليم، فَأَقَبَلت امْرأتْهُ في صَرًة فَصَكًتْ وَجْهَهَا وقَالتْ عَجُوز عَقيم، قَالُوا كَذَلكَ قَالَ رَبُك إنًهُ هُوَ الْحَكيم الْعَليم"، سورة الذاريات 24 – 30)).
لقد تكلمت في مقالتين سابقتين هنا بجريدة هسبريس عن أن الذبيح الإبراهيمي هو إسحاق وليس إسماعيل، وها أنا ذا أحاول من خلال هذا المقال أن أجيب عن بعض ما أسالته هاتان المقالتان من ردود فعل عند بعض القراء والباحثين في التراث الإسلامي. هناك كتابات عديدة إسلامية تعلن بكل بساطة ووضوح أن الذبيح الإبراهيمي هو إسحاق وليس إسماعيل، بناء على ما أتت به التوراة قبل الإسلام بآلاف السنين. فقد جاء بسورة الصافات (37: 101 – 107): "فبشرناه بغلام حليم، فلما بلغ السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك، فانظر ماذا ترى، قال يا أبت افعل ما تؤمر به ستجدني إن شاء الله من الصابرين.. وفديناهُ بذبح عظيم". من هو الذبيح اسماعيل ام اسحاق. وهذا دليل قرأني على أن الغلام المُبشر به هو إسحاق، ابن إبراهيم الذبيح، بناء على ما جاء في سورة "الصافات"(37: 112): "وبشْرناه بإسحاق نبياً من الصالحين"، وكذلك في سورة "هود(11: 71) ": "فبشْرنا بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب"، وكذلك في سورة "الأنعام(6: 84) ": "ووهبنا إسحاق ويعقوب كلا هدينا". وقد تكررت هذه الآية في عدة مواضع قرآنية، منها سورة مريم (19: 49) وسورة العنكبوت (29: 27) وسورة الأنبياء (21: 71). وقد ذكرت دائرة المعارف الإسلامية ما قاله ابن خلدون في تاريخه أن "الذبيح هو إسحاق ابن إبراهيم لأن النص القرآني يقتضي أن الذبيح هو المُبشًر به، ولم يُبشًر إبراهيم بولد إلاً من زوجته سارة1…".
وإذا رجعنا للأحاديث وما قاله صحبة (الصحابة) نبي الإسلام والتابعين والمفسرين المعتبرين، نرى أن إسحاق هو الذبيح.
هذا الاختلاف، حسبما يؤكده المفكر المصري محمود عباس العقاد، في كتابه "إبراهيم أبو الأنبياء"، له جانب هام، يفوق في أهميته جانب البحث التاريخي الذي يراد به مجرد العلم باسم الذبيح من ابني إبراهيم. بعدما تابعنا في الجزء الأول أهمية إبراهيم في الديانات السماوية، وكيف يوحد بينها، على الرغم من اختلاف الروايات التي يرد بها في نصوصها المقدسة، ثم في الجزء الثاني بعض تفاصيل الشك والتزيد اللذين يكتنفان حكاية إبراهيم، في هذا الجزء الثالث والأخير، نتابع أحد أهم الاختلافات التي تسم هذه الحكاية. يتعلق الأمر بسؤال… مَن الذبيح بين ابنيه؟ … وكما سنرى، فهو اختلاف جوهري له تأثير بالغ الأهمية في مجرى التاريخ الديني. تقول التوراة إن سارة، بعدما بلغت 76 عاما ولم تنجب، طلبت من إبراهيم، وكان عمره يومها 86 عاما، أن يدخل على جاريته المصرية هاجر. إبراهيم… مَن الذبيح مِن ابنيه، إسماعيل أم إسحاق؟ أكثر من مجرد اختلاف! 3/3 | Marayana - مرايانا. هكذا، حصل أخيرا على ابن سماه إسماعيل. بعد ذلك بنحو 14 سنة، سيولَد لسارة ابن اسمه إسحاق… لكن ذلك سيولّد الغيرة في نفسها من هاجر ومن ابنها. فقالت: ابن الأَمَة لا يرث مع ابني، ثم طلبت من إبراهيم أن يخرجهما عنها. من يزعم أن الذبيح كان إسحاقا، قال إن موضع ذلك كان في بيت المقدس، ومن يزعم أنه إسماعيل يقول إن ذلك كان بمكة.