medicalirishcannabis.info
وقوله عز وجل: { وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}(المائدة:117). قال القرطبي: "أصل المراقبة: المراعاة، أي كنت الحافظ لهم، والعالم بهم، والشاهد عليهم". وقال السعدي: "الرقيب: المطلع على ما أكنّتْه الصدور، القائم على كل نفسٍ بما كسبت، الذي حفظ المخلوقات وأجراها على أحسن نظام وأكمل تدبير". وقال ابن الأثير في كتابه"جامع الأصول" في شرح اسم الله تعالى (الرقيب): "الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء". وقال الحليمي في "المنهاج": "الرقيب: هو الذي لا يغفل عما خلق فيلحقه نقصٌ، أو يدخل خلل من قِبَلِ غفلته عنه". الرقيب (أسماء الله الحسنى) - ويكيبيديا. وقال الطيبي في "الكاشف عن حقائق السنن": "(الرقيب) الحفيظ الذي يراقب الأشياء ويلاحظها، فلا تعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء". وقال ابْن الْحَصَّار: "الرقيب: المراعي أحوال المرقوب، الحافظ له جملة وتفصيلاً، المحصي لجميع أحواله". وقال الزجاج في " تفسير الأسماء": "الرقيب": هو الحافظ الذي لا يغيب عمَّا يحفظه". وفي "عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني ": "{ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ}(المائدة:117) أَي: الحفيظ عَلَيْهِم، والمراقبة فِي الأَصْل المراعاة، وَقيل: أَنْت الْعَالم بهم، وَأَنت على كل شَيْء شَهِيد أَي: شَاهد لما حضر وغَابَ، وَقيل: على من عصى وأطاع".
(انظر: سنن سعيد بن منصور). وهذا رجل دفعته مراقبته لربه أن يؤدي من الأموال ما يلوي أعناق الرجال، فعن أبي عبيدة العصفري قال: لما هبط المسلمون المدائن وجمعوا الأقباض (الغنائم) أقبل رجل بحق معه، فدفعه إلى صاحب الأقباض، فقال الذين معه: ما رأينا مثل هذا قط ما يعدله ما عندنا ولا يقارنه! فقالوا له: هل أخذت منه شيئًا؟ فقال: أما والله لولا الله ما أتيتكم به، فعرفوا أن للرجل شأنًا، فقالوا: من أنت؟ فقال: والله لا أخبركم لتحمدوني، ولا غيركم لتقرظوني، ولكن أحمد الله وأرضى بثوابه، فأتبعوه رجلًا حتى انتهى إلى أصحابه، فسأل عنه فإذا هو عامر بن عبد قيس. (تاريخ دمشق لابن عساكر). ومن النماذج التي عاشت في ظلال الرقابة لله؛ ماحكاه الأصمعي: أن أعرابيا قال: خرجت في ليلة ظلماء فإذا أنا بجارية كأنها علم، فأردتها، فقالت: ويلك، أما لك زاجرٌ من عقل؛ إذ لم يكن لك ناهٍ من دين؟ فقلت: إيه والله ما يرانا إلا الكواكب. فقالت: وأين مكوكبها ؟! (صفة الصفوة لابن الجوزي)، وما أدق قول أبو بكر الصيدلاني في اعتلال القلوب للخرائطي: خافت ملاحظة الرقيب فصدها *** عـــنـــــه الـحـــذار وقلبها معمــود دارت بعبرتـها الـجفون ولم تفض *** فكأنـما بين الـجــفـــون مـــــزيد فتأسوا -أيها المؤمنون- بهؤلاء المراقبين لله العارفين به، تسعدوا في دنياكم وتأمنوا في أخراكم.