medicalirishcannabis.info
وقد ذكر شيخ الإسلام درجات الجهمية ومدى تأثر الناس بهم، وقسمهم إلى ثلاث درجات: (الدرجة الأولى: وهم الجهمية الغالية النافون لأسماء الله وصفاته، وإن سموه بشيء من الأسماء الحسنى قالوا: هو مجاز. الدرجة الثانية من الجهمية: وهم المعتزلة ونحوهم، الذين يقرون بأسماء الله الحسنى في الجملة لكن ينفون صفاته. الدرجة الثالثة: وهم قسم من الصفاتية المثبتون المخالفون للجهمية، ولكن فيهم نوع من التجهم، وهم الذين يقرون بأسماء الله وصفاته في الجملة ولكنهم يريدون طائفة من الأسماء، والصفات الخبرية وغير الخبرية ويؤولونها.
للمزيد من مواضيعي الموضوع الأصلي: نبذة عن الجهمية..! -||- المصدر: مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة -||- الكاتب: زهراء المدير العام مدير عدد المساهمات: 61 تاريخ التسجيل: 14/01/2011 صلاحيات هذا المنتدى: لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
وكان من أبرز عقائد الجهمية القول بنفى الصفات عن الله، وأنه لا يجوز وصف البارى سبحانه بصفة يوصف بها خلقه، وأن الإنسان لا يقدر على شىء ولا يوصف بالقدرة ولا الاستطاعة وأن الجنة والنار يفنيان وتنقطع حركات أهلهما، ومن عرف الله ولم ينطق بالإيمان لم يكفر، وانفردوا بجواز الخروج على السلطان الجائر وقالوا بخلق القرآن، وزعموا أن علم الله حادث وغير ذلك من الأفكار. وأفتى علماء ودعاة السلف آنذاك بمروق "الجهمية" من الدين، وقال أبو حنيفة فيه إنه كافر ضال لما بلغه من مخالفاته الكثيرة لعقيدة أهل السنة والجماعة، وذكر الفقيه ابن قيم الجوزية في قصيدته المعروفة باسم "النونية"، أن خمسمائة من علماء البلدان المختلفة أفتوا بذلك، ما أوجد مسوغًا شرعيًّا قويًّا للأمويين فى شن الحرب عليهم بعد انضمامهم للتمردات التى حدثت فى الولايات الشرقية من الدولة. انتقل الجهم بن صفوان إلى ترمذ ـ إحدى نواحى إيران ـ وبدأ الدعوة لمذهبه، فانتشرت عقائده فيها، ثم وجدت لها أتباعاً ومريدين فى نهاوند ـ مدينة من مدن إيران، ويعتقد أن فيها أتباع لهذه الفرقة حتى الآن، بينما يرى آخرون أنها انحسرت، حيث يقال إنها استمرت بعد مقتل الجهم بن صفوان عام 128هـ، لكن مع بداية القرن الثالث بدأت بالانحسار، ويرى بعض العلماء والمؤرخون أن الجهمية لم تنته فعلاً، فقد جاء بعدهم من وافقهم في بعض معتقداتهم، فى إشارة إلى المعتزلة.
دهريون وزنادقة في كتابه «المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام»، يقول الدكتور جواد علي، إن لقب الزنادقة أُلصق أيضًا بالدهريين القائلين بدوام الدهر، ولا يؤمنون بالآخرة، ولا وحدانية الخالق. ويشرح أن «الزندقة» كلمة معربة ذكر العلماء أنها أُخذت من الفارسية، وأريد بها في الأصل الخارجون والمنشقون على تعاليم دينهم، وهي في معنى «هرطقة»، وقد صار لها في العهدين الأموي والعباسي مدلولًا قُصد بها «الموالي الحُمر»، وهم الذين تجمعوا في الكوفة وكانوا يظهرون الإسلام ويبطنون تعاليم المجوسية والإلحاد. من هم الجهمية. و«الموالي الحُمر» لقب أُطلق على الخدم والحلفاء العجم لاختلاف ألوانهم وامتلاء أجسامهم، وكُثر استخدامه في الدولة الأموية. وفي كتابه «المحبر»، ذكر محمد بن حبيب البغدادي أسماء زنادقة قريش، ومنهم أبو سفيان بن حرب، وعقبة بن أبي معيط، وأبي بن خلف الجمحي، والنضر بن الحارث بن كلدة، و«منبه»، و«نبيه» ابنا الحجاج الهميان، والعاص بن وائل السهمي، والوليد بن المغيرة المخزومي، وقال إنهم تعلموا الزندقة من أهل الحيرة بحكم اتصالهم بدهرية الفرس. غير أن «علي» يتحفظ في كتابه على هذه الأسماء، باعتبار أن المذكورين كانوا من المتمسكين الأشداء بعبادة الأصنام، مُدللًا بأبي سفيان الذي كان يستصرخ «هُبل» على المسلمين يوم غزوة أُحد، ويناديه «اُعل هُبل، اُعل هُبل»، لذا فإن زندقة من ذُكرت أسماؤهم لا يمكن أن تكون بهذا المعنى ولا على هذه العقيدة.
الإيمان عقدٌ بالقلب و إن تلفظ الشخص بالكفر، و أن الإيمان لا يضر معه شيء، و بسبب هذه النقطة يعدون من المرجئة. أن الله موجود بالأمكنة كلها، فقد أخرج ابن خزيمة في التوحيد بسنده أن الجهم بن صفوان كان يوماً على جسر ترمذ فقيل له: صف لنا ربك، فدخل البيت لا يخرج ، ثم خرج بعد أيام فقال: هو هذا الهواء مع كل شيء وفي كل شيء ولا يخلو منه شيء. القول بفناء الجنة و النار، حيث قالو أنه لا يتصور حركات لا تتناهى أولاً فكذلك لا يتصوَّر حركاتٌ لا تتناهى آخراً، وحملوا قوله تعالى: { خالدين فيها أبداً} على المبالغة، واستدل الجهم بن صفوان على الانقطاع بقوله تعالى: { إلا ما شاء ربك}، و قال: (( ولو كان مؤبداً بلا انقطاع لما استثنى)). منقوووووول
دهرية الدولتين الأموية والعباسية وكان من المنطقي أن يختفي الدهرية بعد ظهور الإسلام وامتداد التوسعات في فترة الخلفاء الراشدين، لكنهم عادوا للظهور مرة أخرى خلال الفترة الممتدة من أواخر عصر الدولة الأموية إلى أوائل عصر الدولة العباسية (724 – 775)، وبالتحديد من فترة حكم الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك (724 – 743) حتى حكم الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور (754 – 775). ويذكر الدكتور محمود محمد السيد خلف في دراسته «جهود العلماء في مواجهة جماعة الدهرية. الإمام أبو حنيفة نموذجًا (105- 158هـ/ 724- 775م)»، أن هذه الفترة كانت أكثر الفترات التي تعرضت فيها الأمة الإسلامية للاضطرابات الداخلية نتيجة الخلافات السياسية، وسمح ذلك بعرض كثير من الأفكار «الشاذة» وفي مقدمة هؤلاء الدهرية. ويرصد الدكتور أحمد أمين في كتابه «ضحى الإسلام»، أن ظهور الدهريين كان أوضح وأكثر في الدولة العباسية منها في أواخر الدولة الأموية، لأن الدهرية في بعض معانيها (وهو الشك والإلحاد) إنما تقترن عادة بالبحث العلمي، وهو في العصر العباسي كان أبين وأظهر، ذلك أن العلم الذي شاع في العصر الأموي كان دينيًا، من جمع للحديث وتفسير للقرآن، واستنباط للأحكام الشرعية منهما، وهذه العلوم لا تثير في النفوس شكوكًا تبعث على الجنوح الفكري الدهري.