medicalirishcannabis.info
الحلقة الحديدية كانت أطر الأبواب الشامية تُنحت من ثلاثة أنواع من الحجارة -كما يقول الدكتور قتيبة الشهابي- في كتابه المشار إليه آنفاً، الأول هو الحجر الكلسي الهشّ ذو اللون الأبيض الضارب للاخضرار، والثاني هو البازلت الخشن ذو اللون الرمادي العاتم أو الرمادي الضارب للأزرق المستخرج من منطقه حوران، والثالث هو الحجر الكلسي المستخرج من جبل قاسيون ويتميز بأنه شبيه بالرخام وقابل للصقل فضلاً عن العروق الحمراء والبنفسجية والصفراء التي تخترقه. ومن المعلوم أن الأبواب الشرقية صغيرة الحجم 98 سم، لكنها تتجاوز هذه المقاييس قليلاً في بيوت الأثرياء والوجهاء، أما إذا كانت المداخل كبيرة فيكون هناك باب صغير في احدى درفتي الباب الكبير(خوخة) وهو نسخة مصغرة عن الباب الكبير بكل تفاصيله. نواجه في الأبواب الشامية مختلف أنواع المطرقة، بدءاً بالحلق الحديدية البسيطة وانتهاء بالمطرقة البرونزية المخرمة والمنزلة، وهي ذات شكل مسطح وجوانب مسننة وتتمتع هذه الأبواب بزخارف محفورة في الخشب وتغصينات نباتيه-زخارف على شكل غصون- خلف زخارف من المسامير المغروسة في جسم الباب مؤلفه أشكالاً هندسية متداخلة غاية في الإبداع والروعة.
كتب في القرن العاشر الهجري تقديراً (القرن 10 هـ تقديرًا) الموافق (القرن 16م تقديرًا) القرن السادس عشر الميلادي تقديراً. وتتميز مجموعة المصاحف في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بجملة من الأنواع يمكن تناولها بعدة صيغ. إما من نوع الخط أو إقليم كتابته أو تاريخ نسخه أو زخرفته، ومجموعات المصاحف بالمكتبة مزخرفة الديباجة والخاتمة، إضافة إلى وجود مصاحف أندلسية ومغربية مبكرة مكتوبة على رقوق مربعة الشكل. إضافة إلى المصاحف الهندية ذات الزخارف النباتية المتنوعة. كما يوجد نماذج من المصاحف الصينية والكشميرية الجميلة، وبعض النماذج المملوكية. زخرفة الأبواب و النوافذ بالتطعيم و الرسم و التلوين و الحفر ليست من الفن الإسلامي - عربي نت. أما من حيث الخطوط فهي تراوح بين الخط الجليل (الكوفي) والنسخ والثلث والتمبكتي والسوداني المتأخر. فضلا عن خطوط الشام والعراق ومصر واليمن. وعدد من المصاحف النجدية والحجازية. كل هذه النماذج ممثلة في مجموعة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، مما يدل على ثراء الفنون الإسلامية، وإضافة كل أمة من الأمم الإسلامية رؤاها الفنية واللونية وزخارفها وثقافتها في تلقي القرآن الكريم ونسخه.
الفن الإسلامي بأشكله المختلفة يحظى باهتمام واسع من الدارسين والباحثين، خاصة بالمناطق الممتدة بين الهند وإسبانيا، فهناك نشأت الحضارات الإسلامية وازدهرت لعصور عدة، وأزدهر بها أشكال عدة للفنون والعلوم بمجالات شتى، فالفن الإسلامي مصطلح يطلق على كل إنتاج فني تم إطلاقه بالفترة الزمنية الممتدة من عام 622 ميلادية ووصولاً للقرن التاسع عشر الميلادي، وتعتبر الزخرفة بأنواعها من أهم صور الفن الإسلامي التي لاقت اهتمام ولفتت أنظار العامة والخاصة من الجمهور، وهي تضم عدة أنواع من زخارف اسلامية مميزة مثل الزخرفة الهندسية والزخرفة النباتية وغيرها من الأنواع المميزة. تاريخ الزخرفة النباتية تأثرت العناصر النباتية في الزخارف الإسلامية بشكل كبير بحالة إسراف المسلمين في الاستلهام من أجزاء الطبيعة الخلابة المحيطة والسعي لتقليدهم بشكل صادق حقيقي، فسعوا في ذلك في استخدام أنواع من الأوراق يطلق عليها الورقة القلبية بغرض تكوين أنواع ممتازة من الزخارف المختلفة، تتميز كل منها بالتنوع والتقابل والتكرارية والتناظر، فهي بمثابة لمسة فنية رائعة تظهر سيادة مبادئ التجريد الهندسي في عالم الفنون بالعصور الإسلامية. يعتبر فن الأرابيسك نوع من أنواع الزخارف الإسلامية النباتية، فهو يمثل نوع من الزخارف التي تضم أشكال من الجذوع الحلزونية وفروع النباتات المتقاطعة أو المتشابكة وأحياناً تكون متتابعة، فهذا يختلف من لوحة لأخرى، فتلك اللوحات ترصد حالة من الموضوعات المهذبة الزخرفية الفنية التي تحمل رموز لبعض الزهور والأوراق النباتية، وهي تراعي في تصميمها أن يتم شغل الفراغات بحكمة رصينة.
زخارف ومنمنمات ومن مقتنيات المكتبة عدد من المصاحف التي كتبت في القرن الثالث عشر الهجري وأحدها يضم السور وكتاب (تفسير جواهر التفسير لتحفة الأمير)، ويتضمن ألوان الذهبي والأزرق والأحمر والأخضر، وشكل الصفحة يأتي على ثلاثة مستطيلات: المستطيل الصغير به الآيات القرآنية، والمستطيل الأوسط تفسير السور والآيات، والمستطيل الكبير يتضمن زخارف الصفحة. وتتسم المصاحف التي تقتنيها المكتبة جميعا بنوعية الورق المقوى، مع أحجام متنوعة، وقد كتبت جميعا باللون الأسود، مع وضع علامات الترقيم باللون الأسود أو البني مع وجود زخارف لونية في كل صفحة تمثل طرز الفن الإسلامي والمنمنمات العربية والإسلامية التي تركز على الألوان المتكررة التي تشير دائما إلى عالم الزهور بألوانها المختلفة والطبيعة بثرائها اللوني الرحيب. نسخة سلطانية ومن المصاحف الشريفة التي تقتنيها المكتبة: مصحف كامل، من سورة الفاتحة إلى سورة الناس، كتب بمداد أسود وماء الذهب وماء الفيروز، وضبط كلام الله بالشكل داخل جداول بعدة ألوان، والصفحات الأولى والأخيرة أكثر عناية بأشكال هندسية ونباتية مذهبة ومفيرزة، وهو النسخة السلطانية، مجلد بجلد طبيعي مغطى بالخشب وقد حفرت بعض مواضعه وبداخلها أشكال نباتية ذهبت لإعطاء جمالية كما أن له لسانا.
ويضيف الشاعر الراحل في وصفه الشاعري: " هذا البيت الدمشقي الجميل استحوذ على كل مشاعري وأفقدني شهية الخروج إلى الزقاق كما يفعل الصبيان في كل الحارات. ومن هنا نشأ عندي هذا الحس (البيتوتي) الذي رافقني في كل مراحل حياتي". خصائص الباب الشامي وجماليات الأبواب الشامية هي التي دفعت السيدة الفرنسية "بريان" منذ سنوات ما قبل الحرب لأن تفتتح في باريس غاليري خاصاً بنماذجها القديمة، ورأت بريان أن الباب هو واحدة من أجمل قطع العمارة الشامية، وهو باب له حياة يروي مرور الزمن وأحداثه عليه، وكذلك هو باب له قصة وليس أي باب لا اسم له مثل الأبواب المنتشرة في الدول الصناعية التي هي أبواب وظيفية ليس فيها روح أو حياة وتضيف بريان أن الأوروبيين يعشقون الأبواب الشرقية، وخاصة الباب الشامي الذي يُطلب منا باستمرار ويصنعه لنا السوريون وفق المقاييس المطلوبة. والباب هو المدخل الذي يٌولج منه إلى داخل البناء أو المدينة، ويتألف عادة من مصراع واحد أو مصراعين، وربما أكثر، ويُفتح ويُغلق حسب الضرورة والحاجة، كما يعرف في بعض الأحيان على ألسنة العامة خطأ باسم "البوابة" وتُعقد فتحة الباب في أعلاها بقوس مستقيمة، وهي الأكثر شيوعاً، أو قد تقوّس بعقد يختلف انحناؤه حسب التصميم كما جاء في كتاب "زخارف العمارة الإسلامية في دمشق" للباحث الراحل "قتيبة الشهابي" ومنها العقد التام والعقد المحدّب والعقد الموتور أو القطاعي، وهناك قلة من العقود ذات النماذج الغربية.
تتجلى جماليات البيت الشامي القديم في عناصر معمارية متعددة منها "الفناء الداخلي" -أو ما يُطلق عليه الدمشقيون "أرض الديار" و"الإيوان" و"الفسقية" و"السلاملك" و"الحرملك" و"العتبة" و"اليوك"، وكذلك "الأبواب الشامية" بالرغم من أن عناية الشاميين ببيوتهم العربية- الإسلامية كانت تتجه عموماً إلى داخل البناء لا إلى خارجه. فالجدران الخارجية "مصمتة" وغالباً لا يخترقها شيء إلا فتحة باب الدار، بينما ينفتح البيت بكامله إلى الداخل على الفناء الداخلي، ما يؤمن عزلاً عن المؤثرات الخارجية، وهذه محاولة ناجحة لخلق جو خاص داخل المنزل، ولكن الكثير مما تبقى من الأبواب الشامية يحمل لمسات فنية بارعة وأصالة معمارية وزخرفية بارزة.