medicalirishcannabis.info
يلجأ بعض الرجال أو النساء إلى رفع قضية (تخبيب)؛ وهي دعوة يرفعها المتضرر على شخص حاول تحريض شريكة حياته أو خادمه عليه بالتمرد أو العصيان؛ سعياً إلى إفساد العلاقة بينهما، ما يؤدي إلى حدوث خلافات تنتهي بالانفصال (سيدتي) التقت حالات واجهت التخبيب وكيف تصرفت، كما أخذت رأي محامٍ ورجل دين واجتماعي حول هذه القضية. التخبيب سبب انفصالي تحكي لنا (جوهرة فواز)، ربة بيت، قصتها قائلةً "تعرضت إلى قضية تخبيب، أدت إلى انفصالي عن زوجي. أما المخبِب فكانت والدتي، التي كانت تتدخل بيني وبين زوجي، وزاد الأمر بعد أن تأخرت بالإنجاب بعد مضي عام على زواجي، فأخذتني إلى طبيبة، وعندما أخبرتنا بأنه لايوجد لدي ما يمنع الحمل، صارت تحرضني عليه حتى أطلب الطلاق منه؛ لعدم قدرته على الإنجاب، لم أستمع لها في البداية، لكنها في النهاية أقنعتني بالانفصال عنه، ورفض زوجي تطليقي لأنه يحبني، فقمت برفع قضية ضده، وانفصلنا وتزوج زوجي بأخرى، وأنجب بعد مدة طفلة، ولم أتزوج انا وخسرت رجلاً يحبني، ورفع زوجي قضية (تخبيب) ضد والدتي، لكنه تنازل عنها عندما تزوج».
خلود غنام- سبق- الرياض: أقرت وزارة العدل، مؤخراً، بنداً يعنى بالعمل على "إحضار الزوج بالقوة الجبرية"، وذلك ضمن اللوائح التنفيذية لنظام المرافعات في المحاكم، الذي يبدأ تطبيقه الأسبوع المقبل، ويعتبر ذلك وفقاً للضوابط التنظيمية في قضايا الأحوال الشخصية، بحيث يُحضر الزوج بالقوة الجبرية بمساعدة عدد من الجهات المعنية من وزارة الداخلية، بهدف الإسراع في حل ومعالجة قضايا النزاعات العائلية بخصوص ما يتعلق بأمور الطلاق والحضانة والحقوق الشرعية. ويحق في تلك القضايا لقاضي التنفيذ إصدار مذكرة توقيف بحق الزوج المماطل والممانع، لحضور جلسات القضية المقامة ضده من قبل زوجته. من جهتها، قالت المحامية بيان الزهراني لـ "سبق": إن هذا النظام موجود منذ زمن في نظام المرافعات الشرعية، حيث إنه في حال عدم حضور وتغيب الزوج عن ثلاث جلسات يُحضر بالقوة الجبرية من قبل الجهات المختصة، وهذا النظام يساعد الزوجات في عدم مماطلة الأزواج في الدعوى، ويساعد المتخاصمين في تقليص وقت المحاكمة، ويسهم في تقليل مدة التقاضي في قضايا الطلاق وفسخ عقود النكاح والنفقة والحضانة والخلع، وأيضاً من شأنه أن يحل الكثير من قضايا الطلاق في المحاكم التي قد تستغرق بعضها عدة أشهر.
صديقتي تحرضني حكت إحدى السيدات عن تجربة حقيقية حدثت معها من أقرب الصديقات؛ "حيث بدأت في تحريضي على زوجي والتهويل من أي مشكلة تحدث بيني وبين زوجي، إلى أن ازدادت المشاكل بيننا، ووصلت إلى حد الطلاق، وكنت أستجيب لها ولحديثها باعتبارها الأقرب إلى قلبي؛ بَيْد أني فوجئت بعد فترة بزوجي يُخبرني أن صديقة عمري على اتصال دائم معه، وتقوم بنفس الدور الذي قامت به معي، وشاهدتُ رسائلها وحديثها معه على "الواتساب"، وأدركت الخطأ الكبير الذي وقعتُ فيه؛ مما جعلني أفضحها في المجلس النسائي، وأبتعد عنها نهائياً". أمي سبب طلاقي واعترفت لـ" سبق " إحدى المطلقات "س - أ"، بأن والدتها كانت هي السبب في طلاقها، وقالت: "إنها دائماً ما كانت تُكَرّهُني في زوجي، وتقارن بين زوجي وزوج أختي وما يقدمه زوج أختي لها من هدايا؛ مما جعلني أشعر بنوع من الكراهية والرفض الداخلي له، ومن وقتها والمشاكل بدأت تزداد بيننا، إلى أن انتهت بالطلاق وبطفل لم يتعدَّ أعوامه الأولى". تجنب مجالس الفتنة وأوضح المستشار الأسري عبدالرحمن القراش، أن التخبيب يقع فيه الرجل والمرأة؛ سواء كان القصد التفريق بينهما لتشتيت الأسرة لهدف مادي أو اجتماعي، أو بقصد الزواج بأحدهما؛ بَيْدَ أن أكثر مَن يقع فيه هم النساء؛ وذلك من خلال مجالسهن؛ سواء بالتعميم في سب الرجال، أو التخصيص؛ كأن تعلم بحال أختها أو جارتها أو صديقتها؛ فتخببها على زوجها بنصحها.
ونادى بضرورة تجنب الشخصيات المحرضة التي دائماً تكون ضد مفهوم السعادة الزوجية، وعلى المرأة أن تعلم ألا تعمم تجربة الآخرين على حياتها، وتبحث دائماً عن الصحبة الإيجابية التي تسعى إلى البناء والتعمير، لا الخراب والفساد. كبائر الذنوب أما أستاذ أصول الفقة في جامعة أم القرى الدكتور محمد السعيدي؛ فبدأ حديثه لـ"سبق" مُعَرّفاً بالتخبيب: "هو إفساد الزوجة على زوجها أو العكس؛ مؤكداً أنه يُعَدّ من المحرمات ومن كبائر الذنوب؛ مُحذّراً من انتشار تلك الظواهر السلبية التي بموجبها ينتشر التحاسد والكراهية والتباغض بين أفراد المجتمع". ورأى أن التخبيب يؤثر على نظام أسرة ويُسقط أمانها، وقد يصل الأمر إلى انعزال الأسرة وخوفها من التواصل الاجتماعي مع الآخرين. واعتبر "السعيدي" تدخل الأم السلبي في حياة ابنتها لإفسادها نوعاً من التخبيب؛ حيث تقوم الأم في بعض الأحيان بتحريض ابنتها على زوجها دون علمها بخطورة ذلك، وبأنه من أنواع التخبيب التي نهى عنها الشرع، وقال: "كثرت بشكل لافت حالات الطلاق التي يكون تدخل الأسرة والتحريض هو السبب الرئيس فيها". قضية جنائية غير حدية وقال المحامي والمستشار القانوني الدولي بدر بن فرحان الروقي: "إن قضايا التخبيب من القضايا التي تنشب بين الأزواج؛ حيث يكون الغرض منها التفرقة بين الزوجين، وهي منتشرة بين أروقة المحاكم، وقد تكون من أكثر القضايا الزوجية الرائجة؛ فقد ذكرها الشرع في كتابه الكريم قال تعالى: {وإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا إنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا}.