medicalirishcannabis.info
هذا، والأدلة عليه لا تكاد تحصر من الوحيين الشريفين، القرآن الكريم، والسنة النبوية، وهي - أي: أدلة عذاب القبر ونعيمه من السنة - تؤصل وتفسر ما ورد في القرآن، ولكثرتها نص علماؤنا - رحمهم الله - على تواترها، وأطبقوا وأجمعوا على وجوب الإيمان بأن القبر والبرزخ يكون فيه عذاب، ويكون فيه نعيم للإنسان المكلف على ما يحكم الله - عز وجل - به عليه، لا يختلفون في هذا، ومَن فارَقهم فيه نابذوه وأبغضوه، وبدعوه وهجروه، على تفاصيل في ذلك وضوابط لهم، ليس هذا محل ذكرها. كما عدوا رحمهم الله كلَّ مَن خالف هذا الأصل - الذي هو أحد الأصول المتفق عليها بين أهل السنة والجماعة - من أهل البدع، كالجهمية وبعض المعتزلة، ومن وافقهم من الشيعة، والخوارج، والفلاسفة، ومن تمذهب بمذهبهم من الإسلاميين، وهكذا أهل الكلام، وبعض الملاحدة الضلال، ولقد تشعبت - أعني أهل البدع - بهم الطرق في إنكاره وردِّه؛ وذلك لتأولهم لما جاء في القرآن الكريم مما يدل على عذاب القبر أو نعيمه من جهة، وعدم إيمانهم بدلالة السنة على ذلك من جهة أخرى، وقد كفانا علماؤنا من كل قرن وفي هذا الفن مؤنة الرد عليهم، والحمد لله رب العالمين. ولما كان الأمر كذلك، عزمت مستعينًا بالله أن أجمع كل ما ورد وذكر مما صح سنده، ووقفت عليه، مما يصح أن يكون سببًا للنجاة من عذاب القبر، والفوز بنعيمه، وهو يدل دلالة أكيدة على صحة وثبوت عذاب القبر، وذكرت كذلك معه كل ما كان سببًا في عذاب القبر؛ ذلك أنه باجتنابه والبعد عنه، يصح أن يكون من الأسباب المنجية من عذاب القبر أو البرزخ، كما هو بين وظاهر، فتأمل.
(رواه الطبراني وصححه الألباني في الصحيحة (3484)). 11-الصدقات الجارية ومن أخص الصدقات الصدقات الجارية أو الأوقاف، قال صلى الله عليه وسلم:« إذا ماتَ ابنُ آدمَ انقطعَ عملُهُ إلا مِن ثلاثٍ: صدقةٍ جارية، أو علمٍ يُنتفَعُ بهِ، أو ولدٍ صالحٍ يدعُو لهُ » (رواه مسلم).
6- الاستعاذة من عذاب القبر ومن أسباب السلامة من عذاب القبر الاستعاذة بالله منه، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من عذاب القبر في الصلاة وطرفي النهار، وكان يأمر أصحابه بذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ» (رواه مسلم).
2- طاعة الله تعالى وفعل الصالحات لما روى ابن حبان والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الميت إذا وضع من قبره أنه ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه، فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن يساره، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يساره فتقول الزكاة ما قبلي مدخل، ثم يؤتى من قبل رجليه فيقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف إلى الناس ما قبلي مدخل. 3- الرباط في سبيل الله لحديث سلمان الفارسي رضي الله عنه وفيه: وأمن الفتّان. رواه مسلم. 4- قراءة سورة تبارك لما في الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له. المنجيه من عذاب القبر وعذاب جهنم. وقال صلى الله عليه وسلم: سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر. رواه الحاكم وصححه، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة إنه صحيح الإسناد. والله أعلم.
(رواه ابن حبان وحسنه الألباني). الأسباب المنجية من عذاب القبر. 4- الشهادة في سبيل الله تعالى ومن أسباب النجاة الشهادة في سبيل الله، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لِ لشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ » (رواه الترمذي وصححه). وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم ِ: مَا بَالُ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلَّا الشَّهِيدَ؟ فقَالَ:« كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً » (رواه النسائي وصححه الألباني). ومَن حرص على الشهادة نال فضلها وإنْ لم تصبه، فقد قال صلى الله عليه وسلم:« مَن سألَ اللهَ الشهادةَ بصدقٍ بلَّغَهُ منازلَ الشهداءِ وإنْ ماتَ على فراشِهِ» (رواه مسلم).
وذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عدَّة طُرق تحمينا من عذاب القبر، وكان منها قراءة سورة الملك كل ليلة قبل النوم، فقد روى الحاكم وقال الذهبي: صحيح. وعن ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: "يُؤْتَى الرَّجُلُ فِي قَبْرِهِ فَتُؤْتَى رِجْلاَهُ فَتَقُولُ رِجْلاَهُ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ؛ كَانَ يَقُومُ يَقْرَأُ بِي سُورَةَ الْمُلْكِ. ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ صَدْرِهِ أَوْ قَالَ: بَطْنِهِ فَيَقُولُ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ كَانَ يَقْرَأُ بِي سُورَةَ الْمُلْكِ. ثُمَّ يُؤْتَى رَأْسُهُ فَيَقُولُ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ كَانَ يَقْرَأُ بِي سُورَةَ الْمُلْكِ. سوره الملك المنجيه من عذاب القبر القارئ محمد صديق المنشاوي اجمل صوت تجويد - YouTube. قَالَ: فَهِيَ الْمَانِعَةُ تَمْنَعُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَهِيَ فِي التَّوْرَاةِ سُورَةُ الْمُلْكِ، وَمَنْ قَرَأَهَا فِي لَيْلَةٍ فَقَدْ أَكْثَرَ وَأَطْنَبَ". وروى الترمذي وقال الألباني عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ: الم تَنْزِيلُ، وَتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ"، أي سورتي السجدة والملك. وروى الترمذي عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ سُورَةً مِنَ القُرْآنِ ثَلاَثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ".