medicalirishcannabis.info
شرح حديث: من صام يومًا في سبيل الله بعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا متن الحديث: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام يومًا في سبيل الله بعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا». الشرح: موضوع هذا الحديث: حكم الصوم في سبيل الله؟ والمراد في سبيل الله: هو الجهاد في سبيل الله على قول أكثر أهل العلم، فالمراد به عند الأكثر: هو الجهاد في سبيل الله، والرباط تبع له، ولكن هذا ليس بظاهر، لأن الجهاد مأمور فيه بالإفطار، فالمجاهد مأمور بالإفطار ليتقوى على الجهاد، وعلى نزال الأعداء، ففطره أقوى له على هذا الجهاد. من صام يوما في سبيل ه. والله تعالى أعلم أن المراد: «في سبيل الله» أي في طاعة الله، وابتغاء مرضاة الله، لا يصوم لا رياء ولا سمعة ولا لمقاصد أخرى، بل يصوم ابتغاء وجه الله، فإن هذا الصيام الذي يكون ابتغاء وجه تبارك وتعالى، صوم النفل وصوم التطوع من أسباب الخير، ومن أسباب دخول جنات النعيم، وفيه فضل كبير ووفير. قوله صلى الله عليه وسلم: «بعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا» بعَّد: بمعنى باعد، ورواية مسلم: باعد، ومعناهما واحد، أي جعل الله عز وجل وجهه بعيدًا عن النار، وخص الوجه بالذكر لشرفه، ولأن الوجه متى ما بعد، بعد جميع البدن، فمعنى «بعَّد الله وجهه عن النار» مقتضى ذلك المباعدة عن النار، والمعافاة منها، ومقتضى ذلك الأمن من سماع حسيسها، والنجاة من دخولها، نسأل الله أن يعصمنا من النار، وأن يزحزحنا من النار.
ومن مقتضى البعد عن النار: التقريب من الجنة، والدخول فيها، إذ ليس هناك إلا طريق للجنة، وطريق للنار، ﴿ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ﴾ [الشورى: 7]، ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]. من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه. «سبعين خريفًا» الخريف: هو السنة، والمراد سبعين سنة. ومن فوائد هذا الحديث: فضل الصيام في حال الجهاد في سبيل الله، إلا أن يُضعفه عن مهمة الجهاد، وهذا على قول أكثر أهل العلم، أما القول الراجح في هذه المسألة أن معناه: الصوم في طاعة الله، والتعبد لله جل وعلا بصيام النفل، وصيام التطوع بلا رياء ولا سمعة، فهو في سبيل الله تبارك وتعالى. وإذا صام المجاهد في سبيل الله مالم يتعارض صومه مع مصالح أعم وأهم، من قتال الأعداء، وإعداد العدة، فهذا طيب، لكن إذا تعارض صيامه مع الجهاد في سبيل الله، فإنه تُقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وهذا بينه النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة يوم الفتح، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: «إنكم قد دنوتم من عدوكم، والفطر أقوى لكم» قال أبو سعيد: فكانت رخصة، فمنا من صام، ومنا من أفطر، قال: ثم نزلنا منزلًا آخر، فقال: «إنكم مصبحو عدوكم، والفطر أقوى لكم، فَأفطِروا» وكانت عَزْمة، فأفطرنا.
الصيام عبادة من أجلِّ العبادات، وقربة من أعظم القربات، وهو دأب الصالحين وشعار المتقين، يزكّي النفس ويهذّب الخُلُق، وهو مدرسة التقوى ودار الهدى، من دخله بنية صادقة واتباع صحيح خرج منه بشهادة الاستقامة، وكان من الناجين في الدنيا والآخرة. الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين رحمة الله تعالى - معنى حديث : " من صام يوما في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا ". وعليه فلا غَرو أن ترد في فضله أحاديث كثيرة تبين آثاره وعظيم أجره، وما أعده الله لأهله، وتحثّ المسلم على الاستكثار منه، وتهوِّن عليه ما قد يجده من عناء ومشقة في أدائه. ومن تلك الأحاديث ما رواه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا) متفق عليه وهذا لفظ البخاري ، وفي لفظ مسلم: ( باعَد). في رحاب الحديث - هذا الحديث فيه ترغيب في الإكثار من الصيام، لأن ( مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيلِ الله) أي طاعة لله، وابتغاء وجهه، ورجاء مثوبته، فإن الله تعالى يجازيه على هذا الصيام بأن يباعد بينه وبين النار سبعين سنة ( بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا) قال الإمام النووي: "معناه المباعدة عن النار والمعافاة منها، و(الخريف) السنة، والمراد سبعين سنة"، ومُقتضى ذلك: الأمن مِن سَماع حسيسها، والنجاة منها ومِن دُخولها.