medicalirishcannabis.info
حكم حلق اللحية الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين. لقد كثُر السؤالُ هذه الأيام عن حكم حلق اللحية، وهل حلقها محرم أو مكروه أو مباح؟ وهل هناك فرق بين حلقها وتقصيرها؟ وغير ذلك من الأحكام المتعلقة باللحية. قلت: إنَّ الحديث عن مسألة حلق اللحية متوقفٌ على بعض المقدمات العلمية والتاريخية على حدٍّ سواء! والتي من خلالها نستطيع أن ندرك الحكم الشرعي المتعلق بحلق اللحية إن شاء الله. وعليه؛ فهذه بعض المقدمات العلمية والتاريخية المتعلقة بمسألة اللحية: أولا: أنَّ مشروعية إعفاء اللحية ممَّا أجمعت عليه كلُّ الأمم السابقة، سواءٌ كان بطريق الشرع أو بأصل الفطرة! ثانيا: أنَّ إعفاء اللحية من الفطر التي فطر الله عليها العباد، ولم يخالف في ذلك إلا من انحرفت فطرتُه! حكم حلق اللحية.. ثالثا: أنَّ حلق اللحية لم يفعله أحدٌ من الأنبياء والأولياء والأتقياء على مرِّ الدهور والعصور، وهذا ممّا أجمعت عليه الأممُ السابقة. رابعا: أنَّ حلق اللحية لم يفعله أحد في سائر الأمم إلا شواذ الرجال من اليهود والنصارى والمشركين والمجوس، كما دلَّ عليه شاهد الحال. خامسا: أنَّ حلق اللحية لم يظهر هذه الأيام عند كثير من أبناء المسلمين إلا بعد الاحتلال الصليبي اليهودي، الذي حلَّ بكثير من بلاد المسلمين!
وفي الأحاديث المذكورة آنفا الدلالة على أن إطالة الشوارب وحلق اللحى وتقصيرها من مشابهة المجوس والمشركين، وقد علم أن التشبه بهم منكر لا يجوز فعله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من تشبه بقوم فهو منهم "، وأرجو أن يكون في هذا الجواب كفاية ومقنع. والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مجموع فتاوى ورسائل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله - المجلد العاشر 52 2 78, 586
قال صلى الله عليه وسلم: " خالفوا المشركين، ووفروا اللِّحى، وأحفوا الشوارب " متفق عليه. وفي رواية: " أنهكوا الشوارب، وأعفوا اللحى "، وفي رواية أخرى: " خالفوا المشركين، أحفوا الشوارب، وأوفوا اللحى "، وفي رواية: " جزُّوا الشوارب، وأرخوا اللِّحى، خالفوا المجوس "، وغيرها كثير جدا. ومنها أيضا: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان موفرا لحيته، وكانت لحيتُه كثّةً كثيفةً طويلةً تملأ صدره، وقد قال الله تعالى: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " {الأحزاب: 21}. وقد تحصل من مجموع الأحاديث النبوية خمس روايات كما يلي: أعفوا، وأوفوا، وأرخوا، وأرجوا، ووفروا. ومعناها كلها: هو ترك شعر اللِّحية على حالها - دون تقصيص أو تقصير؛ فضلا عن حلقها - كما تقتضيه ظواهر ألفاظ الأحاديث الصحيحة، وهذا ممّا نص عليه عامة المحققين من أهل العلم. قلت: وعليه؛ فإنه لا يجوز لمسلم، فضلا عن طالب علم: أن يُعرض بوجهه عن هذه الأوامر النبوية الشرعية، ثم يعارضها بأقوال الرجال، ولاسيما المتأخرين منهم! ثانيا: أنَّ مرادهم بتقصير اللحية: هو أخذ ما زاد على القبضة. وقد وقع خلاف بين أهل العلم في أخذ ما زاد على القبضة، على قولين: ١- منهم من حرَّم أخذ ما زاد على القبضة، كما دل عليه عموم أدلة وجوب إعفاء اللحية، كما جاء ذكرها آنفا.
البحث في: ١ السؤال: هناك حالة شائعة بين الحلّاقين وهي أن يحلقوا اللحية ويدفعون صدقة مقابل هذا الفعل، ما حكمه؟ الجواب: إذا كان للشخص عذر شرعي في حلاقة لحيته جاز الحلق وأخذ الأجرة عليه، وإلّا فلا يجوز الحلق وأخذ الأجرة عليه على الأحوط. ٢ السؤال: بماذا يُعبّر عن حالق اللحية؟ وهل تجوز غيبته؟ وما هي عقوبته؟ الجواب: حرمة حلق اللحية مبنيّة عندنا على الاحتياط، فإذا أحرز عدم معذوريّة حالق اللحية على تقدير حرمة الفعل فهو غير عادل وتجوز غيبته في ذلك من حيث تجاهره بالحلق، وأمّا العقوبة فهي منوطة بثبوت الحرمة واقعاً. ٣ السؤال: هل يحرم حلق العارضين وإطلاق شعر الذقن؟ الجواب: حلق اللحية المحرّم على الأحوط يشمل حلق الشعر النابت على اللحيين، وأمّا النابت على الوجنتين فلا بأس بإزالته. ٤ السؤال: إذا كانت اللحية غير مكتملة وضعيفة النمو، فهل يجوز حلقها مؤقّتاً حتّى تشتدّ وتنتظم خصوصاً إذا ترتّب على إبقائها حرج في المجتمع؟ الجواب: إذا عدّت لحية عرفاً فلا يجوز حلقها على الأحوط. ٥ السؤال: الوالد يملك صالوناً للحلاقة الرجاليّة ومن الخدمات التي تقدّم فيه حلاقة الذقن، فهل من مشكلة في ذلك؟ الجواب: لا يجوز على الأحوط حلق اللحية وأخذ الأجرة عليه.