medicalirishcannabis.info
قحطان حكام نجد ٩٠ عام - YouTube
تجاوزت المقاهي الشعبية في مصر دورها كمجرد تجمعات لقضاء أوقات الفراغ وتناول المشروبات، لتختص بنشاط سياسي وثقافي موازٍ لدورها الأساسي، وتتحول إلى رمز يفوح منه عبق التاريخ، وشعلة حراك ثوري وثقافي، ووسيلة إعلام لتوجيه العامة وتعبئة الشعور الوطني. واستطاع المقهى، بوصفه مركزاً للتجمعات التي تعج بالاحتكاكات الناتجة من تلاقي طبقات الشعب المختلفة فكريّاً واجتماعيّاً، أن يوحّد الجهود الفردية للسياسيين والمثقفين، ويبلورها في عمل جماعي فعال يتجسّد بحراك في الشوارع. واكتسبت بعض المقاهي قيمتها التاريخية من شهرة مرتاديها في مجالات الفن والأدب والسياسة. حكم قحطان ٩٠ عام وانتم بخير. فقد شهد مقهى "متاتيا" الخطاب الأول للمصلح الأكبر جمال الدين الأفغاني وفيه جرى تأسيس أول حزب مصري، "الحزب الوطني الحر"، وارتاده الشيخ محمد عبده وسعد زغلول وعبد الله النديم وأحمد شوقي وعباس العقاد والمازني. "الفيشاوي"، تاريخ للتاريخ وكما احتضنت قهوة متاتيا رواد السياسة الذين خططوا للثورة العرابية، فقد كان مقهى "الفيشاوي" الواقع في الحسين، ملتقى رواد الفن والثقافة مثل جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده. واستعان هذا المقهى الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1797، بكوكبة من العازفين على الناي والعود لإمتاع الرواد بالموسيقى العربية الأصيلة، فضلاً عن أنه كان معقل الأدباء والشعراء والفنانين والمثقفين، أمثال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي ويوسف إدريس... والفنانين مثل كمال الشناوي وعزت العلايلي وكمال الطويل ومحمد الموجي والمطرب محمد عبد المطلب والمنشد الديني الشيخ محمد الكحلاوي.
وقد زاره الرئيسان الجزائري عبد العزيز بوتفليقة واليمني علي عبد الله صالح. وقال خالد أحمد حسين، 50 عاماً، أحد أقدم مرتادي مقهى الفيشاوي: "أتردد إلى المقهى منذ 30 سنة، منذ كان براد الشاي بثلاثة قروش". حكم قحطان ٩٠ عام 1434هـ. وحديثاً يتردد إليه المطرب الشعبي حكيم والفنانون أحمد عبد العزيز وصلاح السعدني ومحمد هنيدي. وأضاف لرصيف22 أن مالك المقهى الأول فهمي الفيشاوي كانت تربطه علاقة طيبة بالملك فاروق، الذي كان يستعين به، ومعه عدة المقهى، في احتفالات القصر الملكي، وكان يغدق عليه الهدايا ومنها المرايا الموجودة في المقهى حالياً. الزهراء، قهوة المشايخ بالقرب من مقهى الفيشاوي في الحسين، يقع مقهى "الزهراء" الذي أطلق عليه مجازاً "قهوة المشايخ" نسبة إلى مرتاديه من القراء والمنشدين المبتهلين أمثال النقشبندي ونصر الدين طوبار والشيخ محمود طنطاوي وتلميذه الشيخ المعصراوي وتوفيق عبد الحكم، حسبما قال المهندس عبد الرؤوف حسين، 53 عاماً، مدير المقهى، مضيفاً أن المقهى أنشئ في ثلاثينيات القرن الماضي. وأضاف عبد الرؤوف أن العالم الكيميائي أحمد زويل كان يتردد إلى المقهى برفقة الإعلامي أحمد المسلماني وعلى طاولاته أعدّ أجزاء من كتاب "عصر العلم".
وفي 24 أغسطس 2012، أكمل عباس، اجتمع في المقهى أكثر من 100 مثقف وناشط حقوقي، منهم الكاتب سعد الدين هجرس والروائي إبراهيم عبد المجيد والباحث السياسي نبيل عبد الفتاح والشعراء محمود قرني وأحمد الشهاوي وإبراهيم عبد الفتاح وجرجس شكري وفاطمة قنديل والناشط الحقوقي أمير سالم والناقدة عبلة الرويني وأستاذ التاريخ الحديث محمد عفيفي، وأصدروا بياناً بعنوان "حفاظاً على العقل المصري" كتب مسودته سعد الدين هجرس وإبراهيم عبد المجيد. "زهرة البستان"، قبلة الأدباء "ملتقى الأدباء والفنانين" عبارة كُتبت على اللافتة التي تحمل إسم مقهى "زهرة البستان" الذي ظل مفتوحاً على مدى 80 عاماً على مصراعيه أمام الشعر والأدب والقصة وغيرها من دروب الفن والثقافة والسياسة. وفيه كان يعقد نجيب محفوظ ندوته كل ثلاثاء. حكم قحطان ٩٠ عام سمو. وعلى طاولاته كتب علاء الأسواني روايتي "عمارة يعقوبيان" و"شيكاجو". هذا فضلاً عن جلسات الشاعرين أمل دنقل وأحمد عبد المعطي حجازي فيه. "الحرافيش"، الراحلون إذ يحضرون على واجهته الخارجية المحاطة بسور من الأشجار وتمثال للأديب نجيب محفوظ، يطالعك المقهى الذي اتخذ من أشهر روايات نجيب محفوظ اسماً له. وما زال يحتفظ بمظهره القديم بداية من العاملين فيه إلى البرنامج الثقافي المتنوع الذي يجمع العزف والغناء التراثيين.