medicalirishcannabis.info
أقول: هذه حالة مرضية، أنا أرد بهذا على الناس الذين ينامون الساعة الثانية عشر والواحدة، ويفوتون صلاة الفجر، ثم يقولون: ما استطعنا، أقول: نم بعد صلاة العشاء مباشرة، وضع منبه، وتوصي من يوقظك، فإذا لم تشعر بشيء وصرت كالجنازة، فنقول: هذا مريض، معذور، لم ينتبه، ولم يفق، ولم يشعر بشيء، فهذا الذي أعنيه، وأرجو ألا يفهم الكلام على غير المقصود. ثم ذكر حديث جندب بن سفيان قال: قال رسول الله ﷺ: من صلى الصبح فهو في ذمة الله يعني: جواره وأمامه فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فيدركه فيكبه في نار جهنم [5] ، رواه مسلم. يعني: هذا الذي يتعدى على هذا الإنسان الذي هو في جوار الله وحفظه وأمانه. شرح حديث من صلى البَرْدَيْنِ دخل الجنة. وانظر هذا الإنسان الذي لا يصلي، ويفوت هذه الصلوات ولا يبالي، يفوته من صلى البردين دخل الجنة ويفوته لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ويفوته، من صلى الصبح فهو في ذمة الله وجاء في بعض روايات الحديث: من صلى الصبح في جماعة [6] ، والمطلق محمول على المقيد، فيقال: ليس من صلى الصبح فقط، بل من صلى الصبح في جماعة، فهو في ذمة الله. فالناس الذين يريدون أن يحفظهم الله في أسافرهم، وفي إقامتهم، وفي تنقلاتهم، وفي أعمالهم، وما إلى ذلك، يصلوا الصبح مع الجماعة، والله المستعان.
سببٌ في رؤية الله عزّ وجل يوم القيامة، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها) [متفق عليه]. سببٌ للمغفرة؛ حيث تشهد الملائكة لمن يصليها، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح والعصر ثمّ يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم الله وهو أعلم كيف وجدتم عبادي فيقولون تركناهم وهو يصلون وأتيناهم وهم يصلون) [رواه مسلم]. فضل صلاة العصر وخطر تركها خصها الله عزّ وجل بالمحافظة بعد التعميم، قال تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة: 238]، والوسطى من الوسط أي الشرف والفضل. من فوت صلاة العصر، فكأنما سلب ماله وأهله، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: '"(من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله) [صحيح النسائي]. من صلى البردين دخل الجنة اسلام ويب. من ترك صلاة العصر بشكل متعمد يحبط عمله، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من ترك صلاة العصر حبط عمله) [ رواه البخاري]. فضل صلاة الفجر وخطر تركها تعادل قيام الليل، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من صلّى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلّى الصبح في جماعة فكأنما صلّى الليل كله) [رواه مسلم].
ثم قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في آخر هذا الحديث: «فإنِ استطعتم أَلَّا تُغلبوا على صلاة قبل طلوعِ الشَّمسِ وقبل غروبِها فافعلوا»، يعني بالتي قبل طلوع الشمس: الفجر، والتي قبل غروبها: العصر، فهاتان الصلاتان هما أفضل الصلوات، وأفضلها صلاة العصر؛ لأنها هي الصلاةُ الوسطى التي قال الله تعالى: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴾ [البقرة: 238]. فإنه قد صحَّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في غزوة الأحزاب: «ملأ اللهُ بيوتَهم وقبورَهم نارًا كما شغلونا عن الصلاةِ الوسْطَى صلاةِ العصرِ»، وهذا نص صريحٌ من رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلم أنَّ الصلاةَ الوسْطَى هي صلاةُ العصرِ. وقولِه عليه الصلاة والسلام: «مَنْ صلَّى البردَينِ» المرادُ صلَّاهما على الوجْهِ الذي أُمِر به، ذلك بأن يأتي بهما في الوقت، وإذا كان من أصحابِ الجماعة كالرجال فليأتِ بهما مع الجماعة، لأن الجماعة واجبةٌ، ولا يحلُّ لرجلِ أن يدع صلاةَ الجماعة في المسجد وهو قادر عليها. من صلي البردين دخل الجنه. أما حديثه الثاني: فهو أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مَرِضَ العبدُ أو سَافر كُتِب له مثل ما كان يعملُ مقيمًا صحيحًا» يعني أن الإنسان إذا كان من عادته أن يعمل عملًا صالحًا، ثم مرض فلم يقدر عليه، فإنه يكتب له الأجر كاملًا.