medicalirishcannabis.info
وحسب معطيات الواقع العربي لن يكون توريث بشار الأسد هو الحالة الاستثناء في الحياة السياسية العربية، والمستقبل الخاص بهذا السياق على الأبواب في أكثر من عاصمة عربية. من هم الحيثيون؟ من الصعب التعامل مع الظاهرة الحوثية اليمنية على أنها ذات بعد تاريخي مزمن خاصة من يحاول إعادة جذورها التاريخية لما عرف قبل الميلاد بالشعوب الحيثية من سكان ما يعرف اليوم باسم تركيا، تلك الشعوب التي بدأت السيطرة على أجزاء واسعة من المنطقة عام 1900 قبل الميلاد، ويرى علماء التاريخ والحفريات أنهم شعوب أتت من أوربا أو آسيا الوسطى. أما الحيثيون في اليمن فغالبا مجرد قبيلة يمنية تسكن في منطقة صعدة الجبلية وما يجاورها، حيث تعرف هذه الجبال بوعورتها وصعوبة ارتيادها والتجوال فيها.
بعد الاستيلاء على عمران في منتصف الصيف، بدأت حركة الحوثيين الجريئة، أنصار الله، في الخريف، حملةً ضد العاصمة. أحاطت الحركة صنعاء بالمسلحين، ونظمت مظاهرات كبيرة حول المباني الحكومية داخل المدينة، تطالب الحكومة بإلغاء القرار الأخير لرفع الدعم عن الوقود وبالاستقالة. وتحولت هذه التوترات لكي تصبح دامية يوم 9 سبتمبر، عندما اندلع إطلاق النار، بينما حاول المتظاهرون الحوثيون شق طريقهم إلى مكتب رئيس الوزراء في وسط صنعاء. الحركة التي بدأت في عام 1990 بوصفها حفنة من الطلبة يقومون بإعطاء دروس صيفية، أصبحت تملي الآن على الحكومة اليمنية ما يجب فعله. الحوثيون من هم وماذا يريدون - مدرستي. إذاً، من هم الحوثيون؟ وماذا يريدون؟ البدايات المتواضعة الحركة الحوثية تتحدى التعريف السهل، فقد تغيرت بشكل كبير خلال تاريخها القصير، وخضعت لدعاية سلبية مكثفة. جذور حركة الحوثي تكمن في تنظيم الشباب المؤمن، والذي بدأ في أوائل التسعينات كبرنامج مدرسة صيفية، تستخدم أشرطة الفيديو وتسجيلات الكاسيت، لتعزيز الزيدية في أوساط الشباب المتعلمين في الشمال، والذين كانوا قد نسوا أسلافهم إلى حد كبير. وقد قمعت الزيدية، وهي دين الأئمة الذين حكموا اليمن لألف سنة، بشدة من قبل قادة الحزب الجمهوري خلال سنوات الجمهورية العربية اليمنية.
حركة أنصار الله المعروفة باسم الحوثيين، هي حركة سياسية دينية مسلحة مقرها الرئيسي في مدينة صعدة شمال اليمن، سميت الحركة بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسها بدر الدين الحوثي المرشد الديني للجماعة. من هم الحيثيون وماذا يريدون؟. تأسس حركة أنصار الله عام 1992 نتيجة شعور أتباعها بأن الحكومة اليمنية تقوم بتهميشهم والتمييز ضد الهاشميين، ويقود الحركة شخصيات هاشمية زيدية كاريزماتية، وتم تصنيفها في العديد من الدول بأنها منظمة ارهابية. الحوثيون من هم وماذا يريدون بدأ الحوثيون نشاطهم كحركة بالتظاهر صرة للديمقراطية مع اليمنيين ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، يعدها تمكنوا من تمكنوا من الإستيلاء على العاصمة اليمنية صنعاء، ومنذ ذلك الوقت يخوض الحوثيون حربا مع الحكومة والتحالف العربي بقيادة المملكة العربي السعودية. الحوثيون من هم وماذا يريدون هناك مجموعة من الأفكار تبناها تنظيم الحوثيون أبرزها أن الأمة تحتاج إلى إمام يعلمها كل ما تحتاج إليه، وحسب فكرهم ان الامة لا تحتاج إلى كتاب الله ولا إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجب أن يكون للأمة إمام أو قدوة، وكان هدف بدر الدين الحوثي من هذا أن يعين نفسه إماما لأتباعه و ثم اليمن عموما.
وتطور الأمر بتنظيم الشباب المؤمن ليصبح نواة لحركة سياسية كان يحصل فيها على دعم شهري من الدولة التي يقودها حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وبإيعاز من الرئيس علي عبدالله صالح حسب شهادته. ويقال في تفسير ذلك أن الدولة أرادت أن تجعل من هذا التنظيم أداة للمناكفة السياسية مع حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يجمع مكونات سلفية وإخوانية وقبلية في آن واحد، وكان يمثل منافساً قوياً للحزب الحاكم في عدد من المحافظات اليمنية. إلا أن قوة الدفع الذاتية للحوثيين كانت أعمق من أن تستخدم كأداة للمناكفة السياسية، فقد عرف لحسين الحوثي آراءه الحادة وعداؤه لسياسة الولايات المتحدة بعد غزوها لأفغانستان والعراق وإعلانها الحرب على الإرهاب، والذي تم تفسيره عند الحوثيين باعتباره حرباً على الإسلام والمسلمين، وبالتزامن مع بزوغ تلك الآراء لدى الحوثيين، بدأوا بترديد شعارات الموت للولايات المتحدة وإسرائيل. ويقول علي البخيتي، أحد المسؤولين في المكتب السياسي للحوثيين، أن الجماعة قد حاربت جماعات تجمعها علاقات تنظيمية بالقاعدة من قبل، إلا أنها غير مقتنعة بجدوى ما يسمى بـ"الحرب الأميركية على الإرهاب"، مشيراً إلى أن الهجمات التي تقوم بها الولايات المتحدة بواسطة الطائرات من دون طيار تعتبر انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية اليمنية.
والزيدية هي إحدى فرق الشيعة الثلاث: الزيدية والاثني عشرية والإسماعيلية، ويرجع تاريخ نشأة الطائفة إلى ما قبل 11 قرنا على يد إمامها الأول زيد بن على بن زين العابدين (من نسل الحسين بن على بن ابى طالب)، بعد أن تخلى مجموع الشيعة الآخرين عنه لقبوله الترضية عن الخلفاء الأوائل (أبى بكر وعمر)، واعترافه بإمامتهما للمسلمين. وقد حكم الأئمة الزيديون طيلة إثنى عشر قرناً متوالية انتهت عام 1962 بقيام الجمهورية في شمال البلاد والإطاحة بآخر الأئمة الزيديين، الإمام يحيى بن حميد الدين. العلامة بدر الدين الحوثي وعلى عكس طائفة الشيعة الإثنى عشرية الممتدة على منطقة الخليج بمختلف مكوناتها العرقية فإن الزيدية ارتبطت تاريخياً بمجموعة بشرية في اليمن مما يجعلها أقرب إلى الإثنية منها إلى المذهب الديني، حيث يعيش أغلب "الزيود" في التضاريس المرتفعة لليمن، مما ساعد على عزلتهم وحفاظهم على نقاء تراثهم. وأهم ما تختلف فيه الزيدية عن الإثنى عشرية هو نظرية الحكم أو الخلافة. ففي الوقت الذي ترى الإثنى عشرية أن الخلافة للإمام الغائب الذي يدعون له "بتعجيل فرجه"، وفي انتظار هذا الفرج، فإن من يقوم مقامه هو الولي الفقيه (طبقاً لنظرية ولاية الفقيه الخمينية)، فإن الزيدية لا ترى العصمة شرطاً من شروط الإمامة المفتوحة أمام كل "حرّ تقيٍّ عادلٍ عالمٍ من أبناء الحسن والحسين".
وهذا ما يستدعي أهمية الفيلم والحقائق والشواهد التي رصدها مباشرة مع الناس والمتضررين المباشرين من ألغام الحوثيين وقناصتهم. وقالت الصبيحي في يوم العرض، إن «أفلامي خلاصة جهد ومعاناة واجهتها كشاهدة قبل أن أكون مخرجة وجدت وعلى الواقع أن حال الإنسان يتعرض لأسوأ عملية توظيف واستغلال سياسي من قبل الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، والأطفال يتغذون من ذات الجهة على ثقافة القتل ورفض الآخر، عبر ترديد شعار الموت الملصق في كل مكان». وأضافت: «قابلت الكثير من مبتوري الأطراف بفعل الألغام التي زرعها الحوثي قبل مغادرته تعز المدينة... أخذت تنقلاتي بين المحافظات ساعات طويلة من التنقل في طرق جبلية وعرة مروراً بنقاط تفتيش عسكرية حوثية كثيرة ترفض مرور الإعلاميين ما لم تكن المهمة لصالحهم، ومن هنا أدركت أن إظهار الحقيقة عملية غير ممكنة، ولكم أن تتخيلوا كم من القصص لم توثق لعدم توافقها مع ما يريدون». وذكرت الصبيحي أنها وجدت أن «جهود ودور المنظمات الدولية الإنسانية المشكورة بحاجة إلى إعادة ترتيب وتنظيم لضمان وصول معوناتهم وخدماتهم وبرامجهم إلى مستحقيها... وها هو عاصم وماذا بقي مني وأفلامي المقبلة عن تجنيد الأطفال والإخفاء القسري وغيرها من المواضيع قد تساعد على إظهار حقيقة الواقع بتجرد وحيادية»، وختمت كلمتها بالقول إن «السلام مطلب وغاية وختام».