medicalirishcannabis.info
الرحمة خُلق نادر في عصرنا الحالي، حيث أصبح الناس يتصفون بالقسوة، وذلك كان سببا في انتشار الجرائم والرذائل، بالإضافة إلى كثرة القتل وعظم الدمار، وكل يوم نسمع عن حادثة قتل جديدة، وعن بلاد نزلت عليها قنابل فتاكة ودمرتها، ولكن ما السبب، ماذا حدث جعل العالم يتغير بهذه الطريقة البشعة التي تخلو من الانسانية، الإجابة هو افتقادنا للرحمة وغيابها من قلوب البشر. معنى الرحمة لغة واصطلاحا الرحمة: من رحمة يرحمه، وأصل هذه المادة يدلُّ على الرقة والرأفة. وتراحم القوم: رحم بعضهم بعضًا. ومنها الرَّحِم: وهي عَلاقة القرابة. وسميت رحم الأنثى رحماً من هذا؛ لأن منها ما يرحم ويرق له من ولد. معنى الرَّحْمَة اصطلاحًا: قيل معنى الرحمة هي رقة القلب والنفس، وهي مجموعة من العواطف والانفعالات، التي تظهر على الشخص عندما يدرك الفرح مثلا عند شخص آخر فإنه يظهر عليه السعادة، وعند الشعور بالألم يظهر على الشخص أيضا الألم. [1] معنى الرحمة في القرآن جاءت كلمة الرحمة في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، وعددهم ثمانية وستين ومائتين (268) موضع،وهم: أكثر مواضعه بصيغة الاسم، نحو قوله سبحانه: {إنه هو التواب الرحيم} (البقرة:37). الرحمة في الإسلامي. وورد في أربعة عشر موضعاً بصيغة الفعل، نحو قوله سبحانه {قالوا لئن لم يرحمنا ربنا} (الأعراف:149).
وكتب إلى واليه بمصر: أنه بلغني أن بمصر إبلاً نقالات يحمل على البعير منها ألف رطل، فإذا أتاك كتابي هذا، فلا أعرفن أنه يحمل على البعير أكثر من ستمائة رطل[21]. وهكذا هي الرحمة في المجتمع الإسلامي.. حيث تمكَّنت من قلوب أفراده وبنيه، فتراهم يَرِقُّوَن للضعيف، ويألمون للحزين، ويَحِنُّونَ على المريض، ويَئِنُّونَ للمحتاج، وإن كان حيوانًا أعجمًا.. الرحمة في الإسلام أهميتها ونماذج منها| قصة الإسلام. وبهذه القلوب الحيَّة الرحيمة يصفو المجتمع، ويَنْبُو عن الجريمة، ويُصبح مَصْدَرَ خيرٍ وبِرٍّ وسلام لِمَا حوله ومَنْ حوله. -------------------------------- [1]ابن حجر: فتح الباري، 13/358، 359. [2]ترتيب سور القرآن الكريم توقيفي، بمعنى أن الله عز وجل أوحى لرسوله أن يرتب القرآن هذا الترتيب الذي بين أيدينا اليوم، مع أن الآيات والسور نزلت بترتيب مختلف. انظر: أبو عبد الله الزركشي: البرهان في علوم القرآن 1/260. ([3])البخاري: كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: ﴿بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ *فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ((البروج: 21، 22) (7115) ، واللفظ له، ومسلم: كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى (2751) ، وفي رواية غلبت بدلاً من سبقت،البخاري: كتاب بدء الخلق (3022). ([4])البخاري: كتاب التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى (6941) ، ومسلم: كتاب الفضائل، باب رحمته الصبيان والعيال وتواضعه وفضل ذلك (2319).
(النسائي وغيره). [6]
[٥] رحمة الله بعباده تغشى رحمة الله جميع الخلائق لا سيّما الإنسان، ابتداءً بخلقه، ونشأة البشر من حيث لا يعملون، وتفضيل الإنسان وتكريمه على سائر المخلوقات، وتسخير الكون بما فيه لخدمته، قال -تعالى-: ( وَلَقَد كَرَّمنا بَني آدَمَ وَحَمَلناهُم فِي البَرِّ وَالبَحرِ وَرَزَقناهُم مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلناهُم عَلى كَثيرٍ مِمَّن خَلَقنا تَفضيلًا) ، [٦] وتسخير الأرض له. [٧] ثمّ أرسل الرّسل، وأنزل الكتب، وهداهم لأحسنِ الأقوالِ والأفعالِ، وجعل مجازاة الحسنة بعشرة أمثالها، إلى سبعمئة ضعفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ، والسيّئة بمثلها، ومحوها بالحسنة، قال -تعالى-: ( مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالِها وَمَن جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجزى إِلّا مِثلَها وَهُم لا يُظلَمونَ) ، [٨] [٧] فهو -سبحانه- أرحم بعبده من الأمّ بولدها. [٩] رسول الله رحمة للعالمين قال -تعالى-: ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) ، [١٠] أيّ للجنّ والإنس كما قال السَمرقندي، وللمنافقِ رحمة من القتل، وللمؤمنِ رحمة بالهداية، وما كان ليعذّب قوماً وفيهم رسول الله، [١١] رغم أنّ المشركين طلبوا العذاب لكنّه لم يأتيهم لوجود رسول الله بينهم، فكان رحمةً لهم.