medicalirishcannabis.info
ورغم أن التيار السلفي الجامي أو المدخلي لم يظهر كتيار مستقل ومتمايز إلا في فترة زمنية قريبة نسبياً، إلا أن ذلك التيار اعتمد في أسسه وأصوله على تراث هائل من الأدبيات الإسلامية، التي تشمل تأويلاً تعسفياً للعديد من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، تلك التي شرعنت حكم الحاكم الظالم، وأخرجت المجتمع والشعب من معادلة الاختيار السياسي للسلطة التي تحكمه. من هم الجامية ؟ تعرف. وقد توسعت أفكار الجامية المدخلية، في الكثير من البلاد العربية. ففي مصر نجد أن عدداً من الشيوخ الذين تأثروا بأفكارها ومبادئها، من أمثال "أسامة القوصي" و"محمد سعيد رسلان"، و"محمود لطفي عامر"، واستطاع هؤلاء تكوين قواعد شعبية واسعة لهم. وقد لعب السلفيون الجاميون دوراً مهماً، بعد ثورات الربيع العربي. فكان لهم دور كبير في إفشال تلك الثورات، بعدما أذاعوا مبدأ البعد عن السياسة وترك الدولة للساسة ورجال الحكم، وتحريم المشاركة في العملية الانتخابية الديموقراطية، والتأكيد على عدم شرعية المعارضة والاحتجاجات المناهضة للحاكم.
هكذا يخطط التقويضيون والفوضويون لبلادنا، فأي حريص على وحدة الوطن وتلاحم أبنائه مع قيادته وصولي مرتزق مداهن طامع في منصب أو مال أو جاه! وأي عالم دين يقول كلمة حق مخلصة صادقة لأهله يريد بها وجه الله وإبراء الذمة شيخ سلطة منافق منتفع، أو خائف لا يملك الشجاعة على إعلان موقفه الحقيقي من الأحداث والمستجدات!
إذا شاهدت مسلماً ملتحياً، وتبدو عليه مظاهر الالتزام الديني، فإن أول وصف له يخطر في ذهنك هو "سلفي". ولكن مهلاً... قبل إصدار أحكام تعميمية وقبل استدعاء "الباراديم" النمطي المعتاد، يجب الالتفات إلى أن السلفيين لا يتشابهون. مدونة عبدالله الشبانات: ماهي الجامية ومن هم الجاميون. فهم في حقيقة الأمر أطياف وتيارات متعددة، منها المسالم الذي لا يتدخل في السياسة مطلقاً، ومنها التكفيري الذي يعمل لقلب نظام الدولة. في هذا المقال، نحاول أخذ قرائنا في رحلة داخل العقل السلفي المعاصر، لتبيان أهم ملامح السلفية ولتمييز التباينات بين تياراتها المختلفة. السلفية عموماً تأتي في اللغة بمعنى الرجوع للمتقدمين والسابقين زمنياً، ويُعرف الدكتور عبد الله البخاري النزعة السلفية في كتابه المهم المعنون "ما هي السلفية؟"، أنها "اتباع الصحابة والتابعون ومن اتبعهم بإحسان، وسار على طريقتهم واقتفى أثرهم". ورغم أن هذا التعريف يبين أن أصحاب هذا المنهج يتبعون لعدد كبير من الشخصيات التراثية الدينية، إلا أنه يمكننا القول إن السلفيين عموماً يبجلون أربع شخصيات دينية مهمة في التاريخ الفكري الإسلامي. الشخصية الأولى، هو الصحابي عبد الله بن عمر بن الخطاب، والأهمية الخاصة لابن عمر تكمن في كونه عاصر أحداث الفتن والتقلبات، التي حدثت منذ مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان، وما تبعها من حروب أهلية بين الصحابة.
وممن تلقى العلم على يديهم من أعلام المنهج السلفي المشايخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وحماد الأنصاري، وعبد الرحمن الأفريقي، ومحمد الأمين الشنقيطي، ومحمد خليل هراس وعبد الله القرعاوي وغيرهم. بدأ الشيخ محمد أمان الجامي رحلته إلى بلادنا لطلب العلم الشرعي منذ عام 1369هـ وواصل طريق الدرس والتلقي ثم التعليم والمحاضرة والمشاركة في القضايا والشؤون العامة إلى أن توفي رحمه الله عام 1416هـ أي أنه قضى بيننا أكثر من سبعة وأربعين عاما بين متعلم ومعلم ووفد إلى ديارنا، وهو ابن السابعة عشرة من عمره! وما دامت هذه سيرة الشيخ محمد أمان فلم هذه الحملة الشعواء على منهجه الفكري؟ ولم يحتد نفر ممن ينتمون إلى الإخوان المسلمين وغيرهم من مريدي الفوضى والانقلاب وإسقاط الدولة في الهجوم عليه وعلى منهجه؟!