medicalirishcannabis.info
وقيل: بملكه وسلطانه فصار علياً من نحت يدتته. (( في الأرض)) أي أرض مصر. " وجعل أهلها شيعا " أي فرقاً وأصنافاً في الخدمة. وقال الأعشى: وبلدة يرهب الجواب دجلتها حتى تراه عليها يبتغي الشيعا " يستضعف طائفة منهم " أي من بني إسرائيل. ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا. " يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين " تقدم القول في هذا في (( البقرة)) عند قوله " يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم " [ البقرة: 49] الآية ، وذلك لأن الكهنة قالوا له: إن مولوداً يولد في بني إسرائيل يذهب ملحكك على يديه ، أو قال المنجمون له ذلك ، أو رأى رؤيا فعبرت كذلك. وقال الزجاج: العجب من حمقه لم يدر أن لكاهن إن صدق فالقتل لا ينفع ، وإن كذب فلا معنى للقبل. وقيل: جعلهم شيعاً فاستسخر كل قوم من بني إسرائيل في شغل مفرد. " إنه كان من المفسدين " أي في الأرض بالعلم والمعاصي والتجبر. فقد تقدم الكلام على الحروف المقطعة, وقوله: "تلك" أي هذه "آيات الكتاب المبين" أي الواضح الجلي الكاشف عن حقائق الأمور, وعلم ما قد كان وما هو كائن. وقوله: " نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق " الاية, كما قال تعالى: "نحن نقص عليك أحسن القصص" أي نذكر لك الأمر على ما كان عليه كأنك تشاهد وكأنك حاضر, ثم قال تعالى: "إن فرعون علا في الأرض" أي تكبر وتجبر وطغى "وجعل أهلها شيعاً" أي أصنافاً قد صرف كل صنف فيما يريد من أمور دولته.
وقوله تعالى: "يستضعف طائفة منهم" يعني بني إسرائيل, وكانوا في ذلك الوقت خيار أهل زمانهم, هذا وقد سلط عليهم هذا الملك الجبار العتيد يستعملهم في أخس الأعمال, ويكدهم ليلاً ونهاراً في أشغاله وأشغال رعيته, ويقتل مع هذا أبناءهم ويستحيي نساءهم, إهانة لهم واحتقاراً وخوفاً من أن يوجد منهم الغلام الذي كان قد تخوف هو وأهل مملكته منه أن يوجد منهم غلام, يكون سبب هلاكه وذهاب دولته على يديه.