medicalirishcannabis.info
ما معنى "فطور" في قوله تعالى: (فارجع البصر هل ترى من فطور)؟ يسعدني أن أُرحب بكم في المنصة الرائدة منصة منبع الفكر من أجل تقديم المعلومة الكاملة، يسعدنا متابعينا من خلال منصتنا "منبع الفكر" ان نقدم لكم اجابه السؤال: الإجابة هي: شقوق وصدوع. إجاباتنا تعتمد على الدقة والموضوعية وشعارنا هو الأمانة العلمية
[ ص: 506] القول في تأويل قوله تعالى: ( الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ( 3) ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ( 4)) يقول تعالى ذكره: مخبرا عن صفته: ( الذي خلق سبع سماوات طباقا) طبقا فوق طبق ، بعضها فوق بعض. وقوله: ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت) يقول جل ثناؤه: ما ترى في خلق الرحمن الذي خلق لا في سماء ولا في أرض ، ولا في غير ذلك من تفاوت ، يعني من اختلاف. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. قوله تعالى: (ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت) والضبط الدقيق - الإسلام سؤال وجواب. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت): ما ترى فيهم من اختلاف. حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله: ( من تفاوت) قال: من اختلاف. واختلفت القراء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء المدينة والبصرة وبعض الكوفيين: ( من تفاوت) بألف. وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة: ( من تفوت) بتشديد الواو بغير ألف. والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان بمعنى واحد ، كما قيل: ولا تصاعر ، ولا تصعر; وتعهدت فلانا ، وتعاهدته; وتظهرت ، وتظاهرت; وكذلك التفاوت والتفوت.
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (٣) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (٤) ﴾ يقول تعالى ذكره: مخبرا عن صفته: ﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا﴾ طبقا فوق طبق، بعضها فوق بعض. * * * وقوله: ﴿مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ﴾ يقول جل ثناؤه: ما ترى في خلق الرحمن الذي خلق لا في سماء ولا في أرض، ولا في غير ذلك من تفاوت، يعني من اختلاف. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ﴿مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ﴾: ما ترى فيهم من اختلاف. قوله تعالى ( مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ ) ووجود أصحاب عاهات وإعاقات - الإسلام سؤال وجواب. ⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ﴿مِنْ تَفَاوُتٍ﴾ قال: من اختلاف. واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض الكوفيين: ﴿مِنْ تَفَاوُتٍ﴾ بألف. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة: ﴿مِنْ تَفَوُّتٍ﴾ بتشديد الواو بغير ألف.
وقوله سبحانه: وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ تذييل قصد به أن جميع الأعمال تحت قدرته وتصرفه، أي وهو سبحانه الغالب الذي لا يعجزه شيء، الواسع المغفرة لمن شاء أن يغفر له ويرحمه من عباده، كما قال تعالى: وَإِني لَغَفارٌ لمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُم اهْتَدَى. إتقان صنع الله ثم بيّن سبحانه مظهرا آخر من مظاهر قدرته التي لا يعجزها شيء فقال: الذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً.. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الملك - الآية 3. ، وطباقا صفة لسبع سماوات، وهو سبحانه لا غيره الذي أوجد وخلق على غير مثال سابق سبع سماوات متطابقة، أي بعضها فوق بعض، بطريقة متقنة محكمة، لا يقدر على خلقها بتلك الطريقة إلا هو. وقوله سبحانه: ما تَرَى فِي خَلْقِ الرحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ مؤكد لما قبله، والمعنى: هو سبحانه الذي خلق سبع سماوات بعضها فوق بعض مع تناسقها، وإتقان تكوينها وإحكام صنعها بحيث لا يرى الإنسان في خلق السماوات السبع شيئا من الاختلاف، أو الاضطراب. وقال سبحانه: ما تَرَى فِي خَلْقِ الرحْمَنِ.. ، ولم يقل: ما ترى في السماوات السبع من تفاوت، للإشعار بأن هذا الخلق البديع، هو ما اقتضته رحمته تعالى بعباده لكي تجري أمورهم على حالة تلائم نظام معيشتهم، وللتنبيه أيضا على أن جميع مخلوقاته تسير على هذا النمط البديع في صنعها وإيجادها.
الحمد لله. أولًا: قال تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ * الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ الملك/1-4. قال الشيخ السعدي رحمه الله: " تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ أي: تعاظم وتعالى، وكثر خيره، وعم إحسانه، من عظمته أنَّ بيده ملك العالم العلوي والسفلي، فهو الذي خلقه، ويتصرف فيه بما شاء، من الأحكام القدرية، والأحكام الدينية، التابعة لحكمته. ومن عظمته: كمال قدرته التي يقدر بها على كل شيء، وبها أوجد ما أوجد من المخلوقات العظيمة، كالسماوات والأرض. وخلق الموت والحياة أي: قدر لعباده أن يحييهم ثم يميتهم؛ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا أي: أخلصه وأصوبه، فإن الله خلق عباده، وأخرجهم لهذه الدار، وأخبرهم أنهم سينقلون منها، وأمرهم ونهاهم، وابتلاهم بالشهوات المعارضة لأمره، فمن انقاد لأمر الله وأحسن العمل، أحسن الله له الجزاء في الدارين، ومن مال مع شهوات النفس، ونبذ أمر الله، فله شر الجزاء.
الحمد لله. أولاً: إن مما يعتقده المسلم في ربِّه تعالى أنه خلَق الخلْق فأحسَنه وأتقنه ، وقد مدح الله تعالى نفسه بذلك في مواضع عدة ، منها قول تعالى ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) السجدة/ 7 ، وقوله سبحانه ( وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) غافر/ 64 ، وقوله عزّ وجل ( صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) النمل/ 88 ، وقوله تعالى ( أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) ق/ 6. ثانياً: الآيات في سورة الملك والتي ذكر الأخ السائل أنها موضع إشكال مع ما يُرى في خلق الله للبشر من أصحاب العاهات والإعاقات ، هي قوله عز وجل ( الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ. ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ) الملك/ 3 ، 4. قال ابن كثير – رحمه الله -: " ومعنى الآية: إنك لو كررت البصر مهما كررتَ لانقلب إليك ، أي: لرجع إليك البصر ( خَاسِئًا) عن أن يَرى عيباً أو خللاً ( وَهُوَ حَسِيرٌ) أي: كليل قد انقطع من الإعياء من كثرة التكرر ولا يرى نقصاً " انتهى من "تفسير ابن كثير" ( 8 / 177).
وَهُوَ الْعَزِيزُ الذي له العزة كلها، التي قهر بها جميع الأشياء، وانقادت له المخلوقات. الْغَفُورُ عن المسيئين والمقصرين والمذنبين، خصوصًا إذا تابوا وأنابوا، فإنه يغفر ذنوبهم، ولو بلغت عنان السماء، ويستر عيوبهم، ولو كانت ملء الدنيا. الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا أي: كل واحدة فوق الأخرى، ولسن طبقة واحدة، وخلقها في غاية الحسن والإتقان مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ أي: خلل ونقص. وإذا انتفى النقص من كل وجه، صارت حسنة كاملة، متناسبة من كل وجه، في لونها وهيئتها وارتفاعها، وما فيها من الشمس والقمر والكواكب النيرات، الثوابت منهن والسيارات. ولما كان كمالها معلومًا، أمر الله تعالى بتكرار النظر إليها والتأمل في أرجائها، قال: فَارْجِعِ الْبَصَرَ أي: أعده إليها، ناظرًا معتبرًا هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ أي: نقص واختلال. ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ المراد بذلك: كثرة التكرار يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ أي: عاجزًا عن أن يرى خللا أو فطورًا، ولو حرص غاية الحرص. " انتهى من "تفسير السعدي" (875). وقد اختلف أهل العلم في عموم قوله تعالى (مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ) ؛ فذهب بعضهم إلى أن نفي التفاوت فيها عام لكل ما خلق الله جل جلاله ، فليس في شيء منه: تفاوت، ولا نقص، ولا اضطراب.