medicalirishcannabis.info
فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (39) قوله تعالى: فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين قوله تعالى: فنادته الملائكة قرأ حمزة والكسائي " فناداه " بالألف على التذكير ويميلانها لأن أصلها الياء ، ولأنها رابعة. وبالألف قراءة ابن عباس وابن مسعود ، وهو اختيار أبي عبيد. وروي عن جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: كان عبد الله يذكر الملائكة في كل القرآن. قال أبو عبيد: نراه اختار ذلك خلافا على المشركين لأنهم قالوا: الملائكة بنات الله. فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب الشريم - YouTube. قال النحاس: هذا احتجاج لا يحصل منه شيء; لأن العرب تقول: قالت الرجال ، وقال الرجال ، وكذا النساء ، وكيف يحتج عليهم بالقرآن ، ولو جاز أن يحتج عليهم بالقرآن بهذا لجاز أن يحتجوا بقوله تعالى: وإذ قالت الملائكة ولكن الحجة عليهم في قوله عز وجل: أشهدوا خلقهم أي فلم يشاهدوا ، فكيف يقولون إنهم إناث فقد علم أن هذا ظن وهوى. وأما " فناداه " فهو جائز على تذكير الجمع ، " ونادته " على تأنيث الجماعة.
فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (39) قال الله تعالى: ( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب) أي: خاطبته الملائكة شفاها خطابا أسمعته ، وهو قائم يصلي في محراب عبادته ، ومحل خلوته ، ومجلس مناجاته وصلاته. ثم أخبر عما بشرته به الملائكة: ( أن الله يبشرك بيحيى) أي: بولد يوجد لك من صلبك اسمه يحيى. قال قتادة وغيره: إنما سمي يحيى لأن الله تعالى أحياه بالإيمان. وقوله: ( مصدقا بكلمة من الله) روى العوفي وغيره عن ابن عباس. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة آل عمران - الآية 39. وقال الحسن وقتادة وعكرمة ومجاهد وأبو الشعثاء والسدي والربيع بن أنس ، والضحاك ، وغيرهم في هذه الآية: ( مصدقا بكلمة من الله) أي: بعيسى ابن مريم ، قال الربيع بن أنس: هو أول من صدق بعيسى ابن مريم ، وقال قتادة: وعلى سننه ومنهاجه. وقال ابن جريج: قال ابن عباس في قوله: ( مصدقا بكلمة من الله) قال: كان يحيى وعيسى ابني خالة ، وكانت أم يحيى تقول لمريم: إني أجد الذي في بطني يسجد للذي في بطنك فذلك تصديقه بعيسى: تصديقه له في بطن أمه ، وهو أول من صدقعيسى ، وكلمة الله عيسى ، وهو أكبر من عيسى عليه السلام ، وهكذا قال السدي أيضا.
فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (39) ( فنادته الملائكة) قرأ حمزة والكسائي فناداه بالياء ، والآخرون بالتاء ، فمن قرأ بالتاء فلتأنيث لفظ الملائكة وللجمع مع أن الذكور إذا تقدم فعلهم وهم جماعة كان التأنيث فيها أحسن كقوله تعالى: " قالت الأعراب " ( 14 - الحجرات) وعن إبراهيم قال: كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما يذكر الملائكة في القرآن.
وكذلك روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لبني قريظة: ( قوموا إلى سيدكم).
وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ سيدًا هذا يدل على جواز إطلاق السيد على المخلوق، والنبي ﷺ قال: إن ابني هذا سيد [7] ، يعني الحسن بن علي -رضي الله عنهما-. وقال أيضًا في قصة قريظة لما جاء سعد بن معاذ ليحكم فيهم قال: قوموا إلى سيدكم [8] ، يقول للأوس: قوموا إلى سيدكم ، فأخذ منه أهل العلم جواز إطلاق ذلك على المخلوق، وكما في قوله تعالى: وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ [يوسف:25]، يعني: زوجها، والرجل سيد في أهله وفي بيته، والمرأة سيدة في بيتها وراعية لمن استرعاها الله فيه، لكن جاء عن النبي ﷺ أن السيد هو الله، ففهم منه بعض أهل العلم أن الممنوع هو هكذا بالتعريف والإطلاق من غير إضافة السيد، لكن تقول: فلان سيد بالتنكير، أو فلان سيد قومه بالإضافة، هذا لا إشكال، هذا سيدك، هذا سيدي ونحو هذا، فلا إشكال في ذلك. ويؤخذ من هذه الآية الكريمة: وَسَيِّدًا وَحَصُورًا على تفسير الحصور بالعفاف عن الفواحش والمقارفات المحرمة فهذا ذكره في صفته فدل على أن هذه منقبة، أن من سلم من هذه القبائح فلم يُقارف شيئًا منها أن ذلك يكون من أعظم مناقبه: وَسَيِّدًا وَحَصُورًا. أما القول بأنه الذي لا يأتي النساء فقد اعترض عليه بعض أهل العلم بأن ذلك ليس كمالاً، والذين قالوه قالوا: إن ذلك ليس على سبيل العجز والنقص، وإنما أنه منصرف عن هذا كله للاشتغال والطاعة والعبادة والبلاغ عن الله -تبارك وتعالى- والدعوة إلى سبيله، ونحو هذا.