medicalirishcannabis.info
ومِن أعظَمِ أسبابِ الثباتِ على دينِ الله: الدعاء ، وقد كانَ أكثرُ دعاءِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: " يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ ". نسألُ اللهَ تعالى أن يُثبِّتَ قُلُوبنا على دينِه، وأن يُعيذنا مِن الفِتَنِ ما ظهرَ مِنها وما بَطن. ثم صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه..
٧/ يقظة المقصّر: قال ابن المبارك رحمه الله: ( من أعظم المصائب للرجل أن يعلم من نفسه تقصيرًا ثم لا يبالي، ولا يحزن عليه). خطب الأعضاء | رابطة خطباء الشام. لأن المؤمن الثابت يكره التقصير، ويبالي به، ويفكر في الدواء والمعالجة، ولا زالت نفسه تعاتبه، وضميره يؤنبه، لا سيما عند مقارعة الذنوب ، واشتداد الغفلات، فتلقاه في جهاد معها ومناكفة، خلافا لمن قسا قلبه، وطالت شقوته، فإن قد لا يستيقظ مبكرا، ويحتاج إلى سياط موقظة، ومواعظ ملهبة، ترده للصواب، وتحذره مصارع الغافلين. ٨/ سر الثبات: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( فأهل اليقين إذا ابتُلوا ثبتوا ؛ بخلاف غيرهم) وهو أعظم عدة، وأشرف زاد، والقاعدة المتينة النضاخة للثبات ، وقال رحمه الله: ( يحصل اليقين بثلاثة أشياء: أحدها: تدبر القرآن ، والثاني: تدبر الآيات التي يحدثها الله في الأنفس والآفاق التي تبين أنه حق ، والثالث: العمل بموجب العلم، قال تعالى: { { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد}} [سورة فصلت]. ٩/ التعزز الإيماني: قال الحسن وابن حنبل رحمهما الله: ( أعِزَّ أمرَ الله حيثما كنت، يُعزك الله). أي كن عزيزا بالله وبدينه، مظهرا لشعائره، مفتخرا بسننه، مستمسكاً بمبادئه ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) سورة آل عمران.
وفِي القرآن: ( { فأهلكناهم بذنوبهم}) سورة الأنعام. ومنها ما هو فتاك، وقتال، وصيال، تنتهي بصاحبها لأتعس حال، وشر إقامة..! ١٤ / الموعظة العملية: قال حكيم: ( الثبات) لا يكون بكثرة الاستماع للمواعظ، إنما يكون بفعل هذه المواعظ) ومصداقه في القرآن ( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتاً وإذاً لآتيناهم من لدنا أجراً عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما) سورة النساء. فالنتائج هنا خيرية وثبات، وأجر وهداية، وما أحلاها على قلب المؤمن الموحد..! ١٥/ الحق أبلج ثابت: ولو قلّ حاملوه، قال ابن مسعود رضي الله عنه: ( الجماعة ما وافق الحق؛ ولو كنت وحدك). ما دمت اعتقدته بدليله البيّن، وبرهانه الساطع، فلا تبال بالمخالف، ولا المجادل ولا المعترض، فكلهم لا قيمة لهم عند جلاء الحق، وظهور البينات...! قال تعالى: ( { قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا}) سورة الأنعام. وفِي أزمنة الفتن واخضرار الدنيا بأهلها يقل الاتباع وتكثر التأويلات والتسويغات، ويتعامى كثيرون. الفتن وأسباب الثبات (خطبة). ،! ولكن الحق لا يعمى عند أهله الطالبين ( { قل لا يستوي الخبيث والطيب}) [سورة المائدة]. فستنتقد وتتهم، وتلفق لك الأقاويل ، ولكنها لا تعدو ان تكون إنشائيات وجهالات، ( وشنشنة عرفناها من أخزم.. )...!
عبادَ الله.. لقد كان نبيُّكُم -صلى الله عليه وسلم – يتعوذُ باللهِ مِنَ الفِتَنِ فيقول: " اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن عَذَابِ القَبْرِ، ومِنْ عَذَابِ النَّارِ، ومِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا والمَمَاتِ، ومِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ "؛ رواه البخاري ومسلم. كما أَمَرَ أُمَّتَهُ بِالتَّعَوُّذِ مِنهَا، فقال: " تَعَوَّذُوا باللَّهِ مِنَ الفِتَنِ، ما ظَهَرَ منها وَما بَطَنَ ". اعلموا -رحمكم الله- أنَّ الفِتَنَ نوعان: فِتَنُ الشُّبُهاتِ -وهيَ الأخطر-، وفِتَنُ الشَّهواتِ. فَأمَّا فِتَنُ الشُّبُهات: فهيَ كلُّ فِتنَةٍ مَبنيةٌ على الجهلِ بالدِّين، فَيلتَبِسُ الحقُّ بالباطِلِ.. ومِن ذلكَ: ما حَصَلَ مِن أهلِ البِدَعِ الذين ابتدعوا في عقائدِهم، أو أقوالِهِم أو عِباداتِهم أو مُعاملاتِهِم ما ليسَ مِن شريعةِ الله، فَضَلُّوا عنِ الحقِّ وهُمْ يحسبونَ أنَّهم يُحسِنونَ صُنعًا. كلمات عن الثبات في زمن الفتن للداني. وأمَّا فِتَنُ الشَّهواتِ: فهيَ التي يُقدِّمُ فيها الإنسانُ مُرادَهُ وهواهُ على مُرادِ اللهِ تعالى، فيفعلُ الحرامَ؛ اِتِّباعًا لهواهُ وشهوتِه، وهو يعلمُ أنَّ اللهَ حرَّمه. ويترُكُ الفرائضَ والواجِباتِ؛ كسلًا عنها، وهوَ يعلمُ أنَّ اللهَ أوجبها عليه.
وفِتَنُ الشَّهَواتِ كثيرةٌ جدًا: فمِنها شهوةُ الفَرجِ، وشهوةُ البَطنِ، وشهوةُ جمعِ المالِ، وشهوةُ الرِّئاسَةِ والوَجاهَة، وشهوةُ النَّظَرِ وشهوةُ الكلام.. ، وغيرُها كثير.. ولِكُلِّ ما سبَقَ طريقانِ: طريقٌ أحلَّهٌ اللهُ، وطريقٌ حرَّمَه. والمؤمنُ يكتفي بالحلالِ عنِ الحرامِ. والـمَفتُونُ يَتَخبَّطُ في الحلالِ والحرام، ولا يُراعي أمرَ اللهِ ونهيَهُ -والعياذُ بالله-. كلمات عن الثبات في زمن الفتن من صحيح البخاري. اللهمَّ إنَّا نعوذُ بِكَ مِنَ الفِتنِ ما ظهرَ منها وما بَطن، اللهمَّ اكفِنا بِحلالِكَ عن حرامِك، وأَغنِنا بفضلِكَ عمَّن سواك. أقول قولي هذا وأستغفرُ الله لي ولكم فاستغفروه.. الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد.. أيها المسلمون.. مَن تأمَّل في كِتابِ اللهِ تعالى، وفي سُنَّةِ نبيِّهِ -صلى الله عليه وسلم- وجدَ جُملةً مِن أسبابِ تثبيتِ اللهِ للعبد، فمنها: الإقبالُ على كتابِ الله تعالى ، حِفظًا وتلاوةً وتدبُّرًا وعملًا، يقول اللهُ تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ القُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾.
انطلق الإسلام السياسي في المجتمعات العربية على يد أفراد طامحين لإحياء خلافة الحزبيين، وإماتة دولة المواطنين، ولعلهم نجحوا في استقطاب أعداد منتمية ومتعاطفة على امتداد العالم بحكم الخطاب الدعوي والوعظي القائم على بشارات المنامات وأحاديث الفتن والملاحم، الموظفة للنصوص لتأسيس وكسب المشروعية الشعبية، إلا أنه سرعان ما تأزمت الأمور بحكم استخدام (الجماعة) للعنف، واستعداء السلطات التي رحّلت وسجنت وتصدت إعلامياً وعسكرياً. وناورت جماعة (الإخوان) عبر تفريع المشروع واستيلاده في دول عدة بمسميات وأطروحات محدّثة، وانتقلت من خطاب التحدي والتصدي، إلى لغة التعاون والمشاركة الوطنية، فظهر المواليد بأسماء ظاهرها إيجابي (الإصلاح)، و(الإنقاذ)، و(النهضة)، و(العدالة)، و(التحرير)، و(حماس)، و(السرورية) لتتراجع عن حُلم تجاوز الدولة الوطنية إلى المهادنة ليمكن استيعابها وتصريحها في فضاء قُطْرِي. وفي مرحلة لاحقة أشعرت جماعات الإسلام السياسي المجتمعات العربية والإسلامية بالتخلي عن الطوباوية والسريالية، وتبنت النظرية البراغماتية، القائمة على تبرير نوع الوسائل للوصول إلى كمّ الغايات، وأبدت في التعامل مع المراحل بموضوعية وواقعية، وتكيّفت مع معطيات الحداثة والعولمة، واندمجت في اقتصاديات السوق، وحرية التجارة، وتجريب الشراكة بأدبيات الدولة الوطنية على أمل أن يبدأ التمكين من الداخل، إلّا أن الممارسات الصادرة عن رؤية حمقاء، وانكشاف ضآلة الإمكانات، والعودة للكفر بالدولة المدنيّة، دفعت العشرات لإعادة النظر في المشروع الإسلاموي.