medicalirishcannabis.info
مرحباً بالضيف
كيف يتوب الإنسان توبة صادقة؟ وما مواصفات التوبة النصوح التي تخلص المسلم من كل ما ارتكب من معاص وذنوب؟ وما حكم من يتوب باللسان وقلبه متعلق بالمعاصي؟ وهل كل المعاصي والذنوب يمكن التخلص منها؟ وما الحكم لو تاب الإنسان ثم عاد إلى المعاصي والذنوب مرة أخرى؟ وما موقف الشرع من الذين يرتكبون الذنوب والمعاصي طوال حياتهم، ثم يتوبون عنها مرة واحدة قبل موتهم؟ طرحنا هذه التساؤلات وغيرها على عدد من علماء الشريعة الإسلامية، فماذا قالوا؟ في البداية يوضح لنا الفقيه الأزهري، د. خطوات عملية تبين بوضوح كيفية التوبة - إسلام ويب - مركز الفتوى. سعد الدين هلالي، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر معنى التوبة فيقول: التوبة هي الرجوع إلى الله يقال: تاب الإنسان إلى الله تعالى، أي رجع إليه سبحانه بعد أن انحرف عن طريقه المستقيم. ولا تكون التوبة إلا من ذنب، ولذلك يشترط لصحة التوبة الاعتراف أولاً بالذنب، ثم الإقلاع عنه، والندم على فعله، والاستغفار منه، والعزم على ألا يعود إليه أبداً ما استطاع إلى ذلك سبيلاً. والتوبة من المعاصي والذنوب واجبة في كل الأحوال لعموم قوله تعالى: وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون. وقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه.
اهـ. وعلى ما مر، فإن كنت تعنين ـ كما هو ظاهر كلامك ـ أنك تفعلين الذنب المعين مع العزم مسبقاً على عدم المداومة عليه بأن تهمّي بفعله في أوقات متفرقة، أو بأن لا تكثري منه، فهذا هو عين الإصرار، فلا تكونين بذلك قد اجتنبتِ أن تصير الصغيرة كبيرة، بل قد وقعتِ في ذلك، فينبغي عليك التوبة من هذا الذنب ومن هذا الإصرار، بالندم والإقلاع والعزم الصادق على عدم العود إليه، فإن عدت بعد ذلك لضعف نفسٍ فتوبي منه مرة أخرى، مع عدم التعذر بكونه صغيرة، والله تواب غفور، يحب التوابين ويحب المتطهرين، وفقنا الله وإياكِ لما يحبه ويرضاه وأحسن خواتيم أعمالنا. والله وأعلم.
وعلى كل مسلم ارتكب ذنباً ويريد أن يتوب عنه أن يكون مخلصاً في توبته صادقاً في التخلص من الذنوب والآثام، وعليه أن يطمئن إلى عفو الله ورحمته به، وهذا العفو له دلالات قد تظهر وقد لا تظهر، وقد قال بعض العلماء إن التوبة النصوح هي التي تطهر صاحبها، وتمنعه من العودة إلى الذنب مرة أخرى.
5- المظالم: إذا ذكرت خلافة عمر بن عبد العزيز تبادر إلى الأذهان ما تميّزت به من رد المظالم أي تمكين الناس من حقوقهم المادّيّة والمعنويّة المعتدى عليها في زمن سابق، وهذا عين ما يجب فعله على من أكل أموال الغير بالباطل من خلال السرقة أو الاختلاس أو الرشوة أو نحو ذلك، وبغير هذا لا يعتبر تائباً لأن حقوق البشر على المشاحة كما هو مقرّر ،من لم يؤدها في الدنيا أدّاها في الآخرة لا محالة كما ورد في الحديث الّذي رواه البخاري: ((من كانت له مظلمة من أخيه من عرضه أو شيء فليتحلّله منه اليوم قبل ألاّ يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه)). ولا يجوز لمن تعدّى على حقوق الناس واستغنى منها أن يكتفي بأداء الحج والعمرة وإخراج الزكاة والصدقات، فالله طيب لا يقبل إلاّ طيباً وما بني على الحرام فهو حرام، فالتائب الصدوق هو من آثر الآجلة على العاجلة وأقبل على رد المظالم مثلما يقبل على أداء العبادة، فتغلّبه على هوى نفسه ودواعي المال هو عين التوبة. وبعد: فهذه مجرد أمثلة لمن وفّقه الله لسلوك طريق العودة الصادقة إليه واختار أعلى مراقي التوبة { وما يلقّاها إلاّ الّذين صبروا وما يلقّاها إلاّ ذو حظ عظيم} [سورة فصلت 35].
، وأن يصاحب أهل الفضل والخير ويبتعد عن أهل السوء فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل، وأن يلازم العبد الشعور بالندم كلما تذكر معصيته، وأن يجد العبد طمأنينة وسكينة تملأ قلبه. لأن العبد إذا فقد أقبل على ربه. وإذا أقبل العبد على ربه أقبل ربه عليه. فمن تقرب من ربه شبرا تقرب منه ذراعا ومن تقرب من ربه ذراعا تقرب منه ربه باعا ومن أتاه يمشى أتاه ربه هرولة، وأن يكون حال العبد بعد التوبة أفضل مما قبلها، والأثر الذى يجده العبد التائب فى حياته من بركة فى أهله وماله وولده. ويضيف الشيخ زكريا السوهاجى مفتش بوزارة الأوقاف أن من عظيم رحمة الله بهذا الإنسان الضعيف أنه فتح له باب التوبة، وأمره بالإنابة إليه، والإقبال عليه كلما غلبته الذنوب ولوثته المعاصى ولولا ذلك لوقع الإنسان فى حرج شديد ، وقصرت همته عن طلب التقرب من ربه وانقطع رجاؤه من عفوه ومغفرته ، فكانت التوبة من مقتضيات النقص البشري، ومن لوازم التقصير الإنسانى فقد أوجب الله التوبة على أنواع هذه الأمة: السابقِ منها إلى الخيرات، والمقتصِد فى الطاعات ، والظالمِ لنفسه بالمحرمات.