medicalirishcannabis.info
يقول علي عليه السلام: سمعت صوت أنين خلال نزول الوحي الأول. سألت رسول الله: لمن هذا الأنين؟ قال: هذا أنين إبليس قد يئس من أن يطاع و يأن هكذا. ثم قال: أنت تسمع ما أسمع و ترى ما أرى إلا أنك لست بنبي و لكن أنت وصيي و خليفتي و لاتخرج عن طريق الخير. كما ذكرنا، علي عليه السلام كان يرافق النبي في مواقف متعددة و هو كان مع النبي خلال مدة إختلائاته و نرى كلام علي عليه السلام في نهج البلاغة يقصد بنحو خاص أنه كان مع النبي عند نزول الوحي الأول. التحقيقات التاريخية تبين أن الشخص الوحيد الذي رافق النبي في تلك اللحظات هو علي عليه السلام و ليس أحد آخر يدعي مرافقة النبي في تلك اللحظات. رجع جبرئيل إلى السماء من بعد إبلاغ الآيات الإلهية و إكمال ما أمر الله به. النبي بعد نزول الوحي الأول كما أسلفنا هناک، قد تهيآت خاصة بفکر النبی من قبل بعثته و كان له حالات وحيدة و لكن کان إشراق الوحي عليه و موضوعه متفاوت جدا من التهيآت الماضية و هذا صار سبب تغيير حالاته الروحية و الجسمية. بعثه النبي صلي الله عليه وسلم اريد نبي الله عليهم. سنذكر دليلين لهذا التغيير: أولا أنه حس عظمة الرب و جلاله أكثر من قبل عند نزول الوحي الأول. ثانيا عند بعثة الرسول وضع حمل ثقيل على كاهليه و التزم النبي بإبلاغ الرسالة الإلهية في زمان كانت الأوضاع الإحتماعية الغير مستقرة متحكمة في جزيرة العرب.
[2] أسلَموا: انقادوا لحُكم ربِّهم، الرَّبانيون: عبَّاد اليهود، الأحبار: علماء اليهود. [3] انظر ابن تيمية: السياسة الشرعية 122، والبخاري 9/ 129، كتاب الاعتصام. [4] انظر حسب الله: أصول التشريع الإسلامي 95 - 97، وانظر كذلك: البرديسي: أصول الفقه 343 - 347.
ونحن في تناولنا لهذه الفترة لن نكتفي بالحديث عن الجزيرة العربية وحدها، وإنما سنتحدَّث عن العالم كله قبل الإسلام؛ وذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بُعِث للعالمين كافَّة رحمة ونورًا وهداية، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]؛ فميدان عمله صلى الله عليه وسلم هو الأرض بكاملها في الزمان بأكمله. كما أن الدعوة والدولة الإسلامية كليهما لهما تقاطعات مع هذه الحضارات في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فكان هناك مؤيِّدون للدعوة من هذه الحضارات، وكان هناك معارضون، وكذلك كان هناك محايدون، ونحن لن يمكننا أن نفهم ردود فعلهم إلا بدراسة أحوالهم ودوافعهم لاتخاذ المواقف التي سجلتها السيرة. خصائص الحضارات قبل الإسلام وسنجد أن كل الحضارات الموجودة قبل الإسلام امتازت بخصائص كثيرة متشابهة؛ لعلَّ من أبرزها ثلاثًا: أما أولها فهو الانحراف العقائدي الكامل؛ حيث فسدت العقائد، وعبد الناس آلهة شتى من دون الله لا تملك لأنفسها -فضلاً عن أن تملك لهم- ضرًّا ولا نفعًا؛ فعبد العرب الأصنام، وعبد الصينيون بوذا، وعبد الفُرْس النار، وتخبَّط الرومان بين الوثنية والمسيحية المحرَّفة التي ابتدعوها؛ بينما عَبَدَ المصريون القدماء آلهة متنوعة من الشمس إلى أوهام أخرى كحورس وبتاح وآمون.
[٢] وقد اعتنق بعض العرب من سكَّان العراق وصحراء فاران والبحرين واليمن الدِّين المسيحيّ، كما انتشرت الدِّيانة اليهودية في المدينة ونواحي خيْبر وفي الحجاز إثر وفود اليهود من مناطقهم إليها حين أخرجهم اليونان منها، وقد اعتقد بعض العرب معتقداتٍ أخرى؛ كمعتقد الدهريّة؛ الذي ينسبون فيه كلَّ شيء إلى الدَّهر، ومنهم أيضاً المنكرون للآخرة والمعاد والحساب، وهم الذين قال الله -تعالى- عن معتقداتهم: (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ). [٣] [٤] حال الروم قبل البعثة: كانت الروم تؤمن بالديانة النصرانية بمختلف طوائفها؛ كاليعاقبة والمنوفستيّة، وكانت بعض الطوائف لا ولاء لها لدولة الروم، لذلك كانت هناك محاولات من قِبل هرقل الروم لتوحيد الطوائف، إلا أنها فشلت. [٥] حال الفرس قبل البعثة: كانت بلاد فارس من الدول العظمى التي ضمّت عدداً كبيراً من دول العالم القديم، وموقعها على حدود الجزيرة العربية، وحال بلاد فارس الدينية أنَّ أهلها في الأزمنة المتقدّمة كانوا يتَّخذون في العادة آلهةً من الطّبيعة مثل السماء والشمس، كما ذهب الفرس إلى مبدأ تعدُّد الآلهة؛ فكانوا يعبدون آلهتين، أحدهما إله الخير، والآخر إله الشَّرِّ، أما في الأزمنة المتأخّرة والقريبة من عهد الإسلام فإن الفُرس حينها كانوا يتّجهون لعبادة النَّار خوفاً من أن يُحرَقوا بها في الآخرة.
قصة وفاة الرسول محمّد صلى الله عليه وسلم مرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صفر من السَّنة التَّاسعة للهجرة، وقد استمرَّ مرضه طيلة تسعة أيَّامٍ، وكان حينها ببيت ميمونة، فحين اشتدَّ به المرض، طلب بأن يبقى فترة مرضه في بيت عائشة، وحين أتى موعد الصَّلاة أمر بأن يصلِّي مكانه أبو بكر الصِّديق، فخرج أبو بكر الصِّديق فأمَّ بالنَّاس وصلَّى بهم، فخرج عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرآه المسلمين، فأمرهم بإكمال صلاتهم، ودخل الحجرة، وأرخى الستر، وقيل إنَّه تُوفِّي في يومها. ملخّص المقال: يُستفاد مما سبق أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أشرف العرب نسبًا، وقد وُلد يتيمًا، وعاش يتيما، وقد عمل بالتجارة ورعي الأغنام، وكان يتعبّد الله في الغار حتى نزل عليه جبريل فأمره بالدعوة، وتُوفّي -عليه الصلاة والسلام- عندما كان عمره 63 عاماً.