medicalirishcannabis.info
[2] تفسير السعدي يأمر الله -عزَّ وجلَّ- في هذه الآية الكريمة المسلمينَ بتوجيه قلوبهم وأبدانهم ومقاصدهم ونواياهم إلى الدينِ الإسلامي الحنيفِ، وإلى إقامةِ شرائع هذا الدينِ الظاهرةِ، وشرائعه الباطنة، وقد خصَّ الله -عزَّ وجلَّ- الوجه؛ لأنَّ إقبالَ الوجهِ إنَّما تابعٌ لإقبالِ القلبِ. [3] وإنَّ هذا الأمرَ الذي أمرَ الله المسلمينَ فيه، قد وضعَ الله في قلوبهم الميلَ إليها، فتجدَ عقولهم تستحسنها، وتستقبحُ ما دونها، وإنَّ كلَّ من خرجَ عن هذا الأمرْ، إنَّما خرجَ عنه لعارضٍ عرضَ على فطرتهِ فأفسدها. [4] ثمَّ يخبر الله -عزَّ وجلَّ- في ذاتِ الآيةِ أنَّه لا مبدِّل لخلقه، فلا أحدَ يستطيعَ تغيير المخلوقِ عن الوضعِ الذي وضعه الله -عزَّ وجلَّ- عليهِ، وإنَّ ذلك الأمر الي أُمر به المسلمونَ، إنَّما هو الدينُ المستقيم الذي يُوصل إلى الله -عزَّ وجلَّ- وبالرغم من ذلك إلَّا أنَّ أكثر النَّاس لا يعلمون هذا الدينِ القيِّم، ولو علموا لما سلكوه. التوحيد هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها. [5] شاهد أيضًا: ما طريقة القران الكريم في مخاطبة الفطرة البشرية أحكام التجويد في آية فطرة الله التي فطر الناس عليها في هذه الفقرة سيتمُّ بيان أحكامِ التجويدِ التي يشتمل عليها قول الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِى فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}، [6] وفيما يأتي ذكرها: فأقمْ وجهك: إظهار شفوي.
ثم إن الله أمرني أن أحرق قريشا ، فقلت: يا رب إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة. قال: استخرجهم كما استخرجوك ، واغزهم نغزك ، وأنفق عليهم فسننفق عليك. وابعث جيشا نبعث خمسة مثله ، وقاتل بمن أطاعك من عصاك ". قال: " وأهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق ، ورجل رحيم رقيق القلب بكل ذي قربى ومسلم ، ورجل عفيف فقير متصدق. وأهل النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له ، الذين هم فيكم تبعا ، لا يبتغون أهلا ولا مالا ، والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه. ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك " وذكر البخيل ، أو الكذاب ، والشنظير: الفحاش. انفرد بإخراجه مسلم ، فرواه من طرق عن قتادة ، به. فطرة الله التي فطر الناس عليها – السعيدة 💫. وقوله تعالى: ( ذلك الدين القيم) أي: التمسك بالشريعة والفطرة السليمة هو الدين القويم المستقيم ، ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون) أي: فلهذا لا يعرفه أكثر الناس ، فهم عنه ناكبون ، كما قال تعالى: ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) [ يوسف: 103] ، ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) الآية [ الأنعام: 116].
وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ. وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) (طه:121). ولم يزل كذلك حتى (تلقَّى) كلمات التوبة من ربه فتاب عليه؛ فكانت له بذلك شفاءً! وذلك قوله تعالى: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم) (البقرة:37). فهو عليه السلام كان في حاجة شديدة إلى شيء يفعله أو يقوله؛ ليتوب إلى الله، لكنه لا يدري كيف؟ فأنزل الله عليه - برحمته تعالى - كلمات التوبة؛ ليتوب بها هو وزوجه إلى الله تعالى. وهي – كما يقول المفسرون - قوله تعالى: (قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الأعراف:23) فبمجرد ما أن تنـزلت الآيات على موطن الحاجة من قلبه؛ حتى نطقت بها الجوارح والأشواق؛ فكانت له التوبة خُلُقاً إلى يوم القيامة! وكان آدم عليه السلام بهذا أول التوابين! وذلك بأخذه كلمات التوبة من ربه على سبيل (التلقي): (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ)! كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. فعندما تقرأ القرآن إذن؛ استمع وأنصت! فإن الله جل جلاله يخاطبك أنت! وادخل بوجدانك مشاهد القرآن، فإنك في ضيافة الرحمن!
(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِيَ اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً! ) (الفرقان:30). وختم سورة النمل ببيان هذا المنهج الرباني الفريد، فقال على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنَ اَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنَ اَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَأَنَ اَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلِ اِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ. وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمُ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ! ) (النمل: 91-93). والمصطلح المفتاح لمنهج التعامل مع القرآن، في مدرسة "الفطرية"، هو مصطلح: " التلقي ". لأن التربية القرآنية في مجالس القرآن لا تكون إلا بتلقي الرسالات الكامنة في الآيات! تلك الرسالات هي التي تتضمن حقائق الإيمان المقصودة بالتخلق والتحقق، في طريق الدعوة والسير إلى الله صلاحا وإصلاحا. فمن قرأ سورة الإخلاص ولم يتخلق بالإخلاص، ولا هو تحقق به، فمعناه أنه لم يَتَلَقَّ سورةَ الإخلاص! ولا هو ممن تلاها حقّاً، ولو ظل يرددها آلاف المرات!
الشيطان يحرص على تغيير الفطرة أشد من تغيير الشريعة ؛ لأنها أشد في الانحراف، وتغيير الفطرة الواحدة يلغي معه شرائع كثيرة، ومن أعظم أصول الفطرة هي فطرة العفاف وإن غُيرت تتغير معها شرائع متعددة، كغض البصر وعدم الخضوع بالصوت والحجاب وعدم الخلوة والاختلاط. والعفاف إن نُزع أوله تتابع وسقط، والإنسان ممكن أن يألف مايخالف الفطرة إن كثر من مخالطة من خالفوها وشاهدهم ويتشربها ويعتادها، حتى يظن أن صاحب الفطرة السليمة هو الشاذ! والحجاب عبادة تمتزج مع الفطرة، ومن وسائل الشيطان أن يفصل بينهم ويبقيه عادة؛ حتى يسهل تحكم الناس به، وتخفيف الثقيل ثم إزالته أهون من إزالته وهو ثقيل. * * مختصر من كتاب "الحجاب في الشرع والفطرة"
جاءت الشرائع بأصلين: 1) امتثال الأمر وحفظه. 2) التحذير من تغيير الطبع الفطري. وكل تغيير في واحد منهما يورث خلل في الاستجابة لله ، ولذا يحرص الشيطان على احداث خلل فيهم جميعًا؛ لتقل الاستجابة ويشتد الإنحراف. فأصبح الإنسان المفسد الذي لم يجد استجابة لفساده يسعى لإحداث تغيير إما في الشريعة أو في فطرة الناس؛ حتى يجدوا مدخل لفساده في النفوس، وهذه أساليب تُستعمل في مواجهة كل رسالة صحيحة، حتى أن قريش عندما واجهوا دعوة النبي طلبوا التبديل، حتى أصبحت عادة لمن يريد التغيير في الأمم والمجتمعات إما أن يُغيروا الأدلة أو يستبدلوا الفطرة، والشريعة أسرع في التغيير من الفطرة وأسهل. فالإنحراف في الفطرة لايكون في جيل واحد ربما يكون في عقود أو قرون، وإذا تغيرت فرجوعها إلى أصلها أسهل من خروجها، يَصعُب أن تقنع إنسان حَيِيّ محتشم بالعُري فيتعرى مره واحدة ولو أُقنع بالأدلة، لن يقدر على الاستجابة حتى يستدرج، ولكن لو اقنعت من يتعرى بأدلة الستر والحجاب ليحتشتم ويتستر فسوف يسهل عليه أن يستجيب مرة واحدة إذا غُيّرت الفطرة فلن يفهم الإنسان الأوامر التي أمرهُ الله بها، ولهذا شدد الله في أمر الفطرة، فالأمم التي تحِل الزنا لن تفهم الحجاب وتحريم الخلوة والإختلاط؛ لأنها مقدمات وحواجز لشيء لايؤمنون بتحريمه.