medicalirishcannabis.info
فر رجل من هؤلاء الذي اصطلوا بتلك النار فمضى حتى أتى قصر ملك الروم، فاستنصره على ذي نواس وجنوده، وأخبره بما كان منهم، فقال له: بعدت بلادك منا، ولكن سأكتب إلى ملك الحبشة فإنه على هذا الدين -أي المسيحية- وهو أقرب إلى بلادك. وكتب إليه يأمره بنصره والطلب بثأره، فقدم بلاد الحبشة بكتاب قيصر، وشكا إلى النجاشي ما حل بقومه من الهلاك والدمار، وأسمعه أنين القتلى وغوث الشهداء، ونعى إليه رجال المسيحية والحامين ذمارها. وعزّ على النجاشي أن يخبو ضوء الدين المسيحي في هذا البلد، فصمم على الثأر ممن أراق دماءهم واستباح أموالهم وأهلك زروعهم، وجهز جيشًا كثر عدده وعدته، وبعث به إلى اليمن يغزو ملكها وينتقم من أهلها.
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وبهدي خاتم رسله، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. أصحاب الفيل - موقع مقالات إسلام ويب. أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله-، وتأملوا في هذه المعجزة العظيمة معجزة الطير الأبابيل؛ حيث أرسلها الله -عز وجل- لردع ذلك الطاغية الذي أراد تكبرًا وجبروتًا وطغيانًا أن يهدم بيت الله (الكعبة المشرفة)؛ حيث أتى بجيش قوي لا يقوى أحد في ذلك الزمان على مواجهته، إن في هذا لعبرة عظيمة، فتفكروا في قدرة الله وعظمته وبطشه بأعدائه، واحمدوا الله واشكروه أن حمى بيته وزاده عظمة ومهابة، وخذوا من ذلك أن العزة لله، فلا عز إلا بالله، ولا قوة تقف أمام قوته سبحانه. وصلوا وسلموا -عباد الله- على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي كانت ولادته في عام الفيل كما ورد عنه -صلى الله عليه وسلم.
وبعث الله على أبرهة داء في جسده، ورجعوا سراعا يتساقطون في كل بلد، وجعل أبرهة تتساقط أنامله، كلما سقطت أنملة أتبعها مِدَّة من قيح ودم، فانتهى إلى اليمن وهو مثل فرخ الطير فيمن بقي من أصحابه، ثم مات ". وقد ذكر ابن إسحاق أن عبد المطلب أخذ بحلقة الباب وجعل يقول: يا رب لا أرجو لهم سواكا يا رب فامنع منهم حماكا إن عدو البيت من عاداكا فامنعهمو أن يخربوا قواكا وفي قصة وحادثة الفيل بيان لشرف الكعبة وحفظ الله لها، فهي أول بيت وضع للناس، قال الله تعالى: { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ} (آل عمران:96)، وكيف أن مشركي العرب كانت تعظمه وتقدسه، ولا يقدمون عليه شيئا، وتعود هذه المنزلة إلى بقايا ديانة إبراهيم وإسماعيل ـ عليهما الصلاة والسلام ـ. قصه اصحاب الفيل نبيل العوضي. وقد ظهر من هذه الحادثة: حسد النصارى وحقدهم على مكة، وعلى العرب الذين يعظمون هذا البيت، وعاقبة من يجتريء عليه. قال القاسمي في محاسن التفسير: " قال القاشاني: قصة أصحاب الفيل مشهورة وواقعتهم قريبة من عهد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وهي إحدى آيات قدرة الله، وأثر من سخطه على من اجترأ عليه بهتك حرمه ". وحادثة الفيل من دلائل نبوة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، قال الماوردي: " آيات الملك باهرة، وشواهد النبوة ظاهرة، تشهد مباديها بالعواقب، فلا يلتبس فيها كذب بصدق، ولا منتحل بحق, وبحسب قوتها وانتشارها يكون بشائرها وإنذارها، ولما دنا مولد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعاطرت آيات نبوته، وظهرت آيات بركته، فكان من أعظمها شأنًا وأشهرها عيانًا وبيانًا أصحاب الفيل ".