medicalirishcannabis.info
وعن الكسائي والفراء الفاء مؤذنة بفعل قبلها يدل عليه الفعل الموالي لها ، والتقدير: الله أعبُدْ فاعْبُد ، فلما حذف الفعل الأول حذف مفعول الفعل الملفوظ به للاستغناء عنه بمفعول الفعل المحذوف. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الزمر - القول في تأويل قوله تعالى " بل الله فاعبد وكن من الشاكرين "- الجزء رقم21. وتقديم المعمول على { فاعبد} لإِفادة القصر ، كما تقدم في قوله: { قل اللَّه أعبد} في هذه السورة [ 14] ، أي أعبد الله لا غيره ، وهذا في مقام الرد على المشركين كما تضمنه قوله: { قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون} [ الزمر: 64]. والشكر هنا: العمل الصالح لأنه عطف على إفراد الله تعالى بالعبادة فقد تمحض معنى الشكر هنا للعمل الذي يُرضي الله تعالى والقول عموم الخطاب للنبيء صلى الله عليه وسلم ولمن قبله أو في خصوصه بالنبي صلى الله عليه وسلم ويقاس عليه الأنبياء كالقول في { لئِن أشركت ليحبطن عملك}. إعراب القرآن: «بَلِ» حرف إضراب «اللَّهَ» لفظ الجلالة مفعول به لفعل محذوف «فَاعْبُدْ» الفاء الفصيحة وأمر فاعله مستتر «وَكُنْ» أمر ناقص واسمه مستتر «مِنَ الشَّاكِرِينَ» جار ومجرور خبره وجملة اعبد جواب شرط مقدر لا محل لها English - Sahih International: Rather worship [only] Allah and be among the grateful English - Tafheem -Maududi: (39:66) Therefore, serve Allah alone and be among those who give thanks.
ونصب اسم الله بقوله ( فَاعْبُدِ) وهو بعده, لأنه رد الكلام, ولو نصب بمضمر قبله, إذا كانت العرب تقول: زيد فليقم. وزيدا فليقم. رفعا ونصبا, الرفع على فلينظر زيد, فليقم, والنصب على انظروا زيدا فليقم. كان صحيحا جائزا. ابن عاشور: بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) و { بل} لإِبطال مضمون جملة لئِن أشركت أي بل لا تشرك ، أو لإِبطال مضمون جملة { أفغير الله تأمروني أعبُدُ}. والفاء في قوله: { فاعبد} يظهر أنها تفريع على التحذير من حبط العمللِ ومن الخسران فحصل باجتماع { بَل} والفاء ، في صدر الجملة ، أَنْ جمعت غرضين: غرضضِ إبطال كلامهم ، وغرضضِ التحذير من أحوالهم ، وهذا وجه رشيق. ومقتضى كلام سيبويه: أن الفاء مفرِّعة على فعل أمر محذوف يقدر بحسب المقام ، وتقديره: تَنبَّه فاعْبُد الله ( أي تنبه لمكرهم ولا تغترِرْ بما أمروك أن تعبد غير الله) فحذف فعل الأمر اختصاراً فلما حذف استنكر الابتداء بالفاء فقدموا مفعول الفعل الموالي لها فكانت الفاء متوسطة كما هو شأنها في نسج الكلام وحصل مع ذلك التقديممِ حصرٌ. وجعل الزمخشري والزجاج الفاء جزاءية دالة على شرط مقدر أي يدل عليه السِياق ، تقديره: إن كنت عاقلاً مقابل قوله: { أيها الجاهلون} [ الزمر: 64] فاعبد الله ، فلما حذف الشرط ( أي إيجازاً) عوض عنه تقديم المفعول وهو قريب من كلام سيبويه.
ومفهوماً كقوله: ( ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ، ورجلا سلما لرجل. هل يستويان مثلاً: الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون).. أو قوله: ( أليس الله بكاف عبده? ويخوفونك بالذين من دونه ، ومن يضلل الله فما له من هاد ، ومن يهد الله فما له من مضل. أليس الله بعزيز ذي انتقام? ).. وإلى جانب حقيقة التوحيد التي تعالج السورة أن تطبعها في القلب وتمكنها نجد في السورة توجيهات وإيحاءات لإيقاظ هذا القلب واستجاشته وإثارة حساسيته ، وإرهافه للتلقي والتأثر والاستجابة. ذلك كقوله: والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى. فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، أولئك الذين هداهم الله ، وأولئك هم أولوا الألباب.. ( الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ، ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله: ذلك هدى الله يهدي به من يشاء. ومن يضلل الله فما له من هاد).. ( وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيباً إليه ، ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل. وجعل لله أنداداً ليضل عن سبيله. قل: تمتع بكفرك قليلاً إنك من أصحاب النار).. وهناك ظاهرة ملحوظة في جو السورة.. إن ظل الآخرة يجللها من أولها إلى آخرها.