medicalirishcannabis.info
کتاب: زکاۃ و صدقات کے احکام و مسائل 50. بَابُ: الْيَدِ الْعُلْيَا 50. باب: اوپر والے ہاتھ (یعنی دینے والے) کی فضیلت کا بیان۔ اخبرنا قتيبة ، قال: حدثنا سفيان ، عن الزهري ، قال: اخبرني سعيد ، وعروة ، سمعا حكيم بن حزام ، يقول: سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعطاني، ثم سالته فاعطاني، ثم سالته فاعطاني، ثم قال:" إن هذا المال خضرة حلوة، فمن اخذه بطيب نفس بورك له فيه، ومن اخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي ياكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى".
وفي هذا التشبيه لمحةٌ لطيفةٌ إلى فناء المال وسُرعة زواله؛ لأنَّ الأخضرَ سريعُ الذُّبول، والتأنيث في هذه الرواية؛ لأنَّ المال في معنى الدنيا، وهي مؤنَّثة، وفي رواية أخرى: ((إنَّ المال خضرٌ حلو)) [3]... إلخ. وروى مسلم من حديث أبي سعيد رضي الله عنه: ((إنَّ الدنيا حلوةٌ خضرة، وإنَّ الله مُسْتخلفكم فيها، فناظرٌ كيف تعملون)) [4] ، وهما على الأصل. #طريق_عمر | اليد العليا خير من اليد السفلى - YouTube. فَمَنْ أخذه بسخاوةِ نفس: بغير إلْحافٍ في المسألة، ولا إلْحاحٍ بالطلب، والمراد بالنفس: نفس الآخذ، أو المعنى: فمن أخذه بطيب نفس المعطي، وانشراح صدره دون مضايقةٍ ولا إحراج، وإذا كان أصلُ السخاوةِ في اللغة: السهولة والسَّعَة، فلن يضيقَ صدرها عن احتمال المعنيين معًا. وإشراف النفس: تطلُّعها وحِرْصها. واليد العليا: هي المنفقة والمعطية، والسُّفلى: هي السائلة والآخذة، وهذا تفسير حديث الشيخين، فقد رَوَيا عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - وهو على المنبر، وذكر الصدقة والتعفُّف والمسألة: ((اليد العليا خير من اليد السُّفلى، فالعليا هي المنفقة، والسفلى هي السائلة)) [5] ، وقد استخلص صاحب "الفتح" من صحيح الآثار أنَّ الأيديَ خمسٌ: أعلاها المنفقةُ، ثمَّ المُتَعفِّفةُ عن الأخذ، ثمَّ الآخذة بغير سؤال، وأسفلها السَّائلة، والمانعة [6].
فالحديث الشريف السابق يُوضّح بأنّ اليد العُليا هي يد المُتصدّق، والسفلى يد السائل أو الطالب للمعونه، والمعطي مُفضَّل عند الله عز وجل على المُعطَى، والمفضّل خير من المفضل عليه عند الله سبحانه وتعالي.
لماذا كل هذا الوعيد؟ مصداقاً لقوله تعالى في سورة التوبة الآية (34 – 35): ((الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكون بها جباههم وجنوبهم وظهورُهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون)). ولأن البخيل قد أشرك حب المال مع حب الله ، وآثر الدنيا على الآخرة وظلم أصحاب الحقوق عليه ، وتحلى بصفة يبغضها الله عز وجل – ويبغض من كنز المال ومنع حق الفقراء فيه. قال النبى – صلى الله عليه وسلم: (تعس عبدُ الدرهم ، وعبدُ الدينار وعبد الخميصة تعس وانتكس ، وإذا شيك فلا انتقش) رواه البخاري. الخميصة: ثوب له أعلام – وإذا شيك فلا نتقش: إذا أصابته شوكة لا يجد من ينقشها له لعدم تعاونه مع الناس ، وبخله عليهم بما هم في حاجة إليه. وقوله – صلى الله عليه وسلم: (ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول). إن الإنسان إذا كان فقير لا يلومه الناس – والكفاف: هو مقدار الضرورة. معنى اليد العليا خير من اليد السفلى - إسلام ويب - مركز الفتوى. فلا ينبغي أن يتصدق المسلم على فلان وفلان ، ويترك أهله بلا طعام ، أو يتركهم يسألون الناس. ولا شك أن الإنفاق على الأهل والأقارب أعظم أجراً من الإنفاق على غيرهم. روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: ((دينار أنفقته في سبيل الله ، ودينار أنفقته في رقبة ، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك ، أعظمها أجراً الذى أنفقته على أهلك)).
فيقول: أُعطيكم أفضل من ذلك فيقولون: وأي شئ أفضل من ذلك؟ فيقول: أُحلُ عليكم رضوانى فلا أسخط عليكم بعُد أبداً) الحديث في الصحاح. ويكفى ابن آدم من الخير أن يبُذل للفقراء ما زاد على حاجته ، فإنه لو فعل ذلك يكون نجا من عذاب الله في الدنيا والآخرة. والله – عز وجل – لم يكلف عباده أن ينفقوا جميع أموالهم ولا نصفها ولكنه – جل شأنه – أمرهم أن ينفقوا منها بقدر ما تجود به أنفسهم ، مصداقاً لقوله تعالى في سورة البقرة الآية (219): ((ويسألونك ماذا يُنفقُون قل العفو)). حديث اليد العليا خير من اليد السفلى. العفو: هو الزيادة عن الحاجة. أما عن زاد عن الحاجة فإن الله يزيده من فضله أضعفاً مضاعفة والله واسع الفضل غزير الفيض ، لا يزال يعطي عباده من الخير ما بذلوا من الخير. مصداقاً لقوله تعالى في سورة البقرة الآية (245): ((من ذا الذى يُقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبُسط وإليه ترجعون)). وقد ضرب الله مثلين في سورة البقرة الآية (261) لمضاعفة الأجور إلى الحد الذى لا يخطر على قلب بشر فقال عز وجل: ((مثلُ الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشآء والله واسع عليم)). ولننظر إلى الحبة الواحدة قد أنبتت سبع سنابل ، في كل سنبلة مائة حبة سوف تُزرع مرة أخرى ، فتنبت كل حبة من المائة سبع سنابل ، ولا تزال تنبت وتنبت ، وهكذا شأن الصدقة يزيد الله فيها حتى تصير الثمرة مثل جبل أُحد كما جأء في الحديث الصحيح.