medicalirishcannabis.info
في فبراير 2021 تخلى محمد أبا الخيل عن صمته، وصدوده عن الإعلام، وخرج في لقاء تلفزيوني لأول مرة على قناة (السعودية)، متحدثاً عن مسيرته المهنية في برنامج (ألف ميل)، وفيه ذكر أن طريق الطائف- مكة المكرمة، هو أهم مشروع في فترة عمله في المواصلات، وكانت تلك المرة الوحيدة التي انقسم فيها رأي مجلس الوزراء إلى مجموعتين بالتساوي، أحدهما تؤيد تمهيد الطريق من جهة السيل الكبير، والأخرى تؤيد شق الجبل من جهة الهدا، مما دعا الملك فيصل، رحمه الله، إلى ترجيح كفة شق الجبل. وتذكر أبالخيل أن كلفة المشروع قُدِّرَت حينها بـ50 مليون ريال، وهو مبلغ لم يكن توفيره سهلاً آنذاك. وزير المالية ابا الخيل والبيداء. يتحدث عن الوزير السابق، الراحل د. عبدالرحمن الشبيلي، في كتابه (أعلام بلا إعلام)، فيقول: «إن الرجل هو أنموذج لا يحب أن يتحدث عن نفسه، ولا يرغب من معارفه أن يتحدثوا عنه، فضلًا عن أن يسمع من أحد إطراءً أو تبجيلًا، وهو ما يفسر خلو الصحافة – عبر عمره الإداري – من أي مادة تصب في هذا السياق». وهذا ما حدث في برنامج (ألف ميل)، حيث لم ينسب الوزير الشهير نجاحاً لنفسه، بل بتواضع الكبار، أكد أن العمل كان جماعياً، بدءاً من القيادة التي كانت تتابع كل صغيرة وكبيرة، مروراً بفرق ولجان العمل في الوزارة التي أدت عملاً جماعياً لأكثر من 15 ساعة في اليوم.
ولم تمض، أربع سنوات، حتى رأت الدولة، أن تؤسس «معهد الإدارة العامة»، ليكون صرحاً، يتلقى فيه موظفو الدولة، ما يلزمهم، من معارف الإدارة الحديثة، كي يسهموا بما يتلقونه من معرفة، في بناء مؤسسات الدولة المختلفة، ويديروا ما تحتاجه الهيئات الحكومية، بما يليق بها من مهارة. نثرت الدولة كنانتها، وعجمت عيدانها عوداً عوداً، فلم تجد أكفأ لهذه المهمة، من محمد أبا الخيل، الذي أسس المعهد، ونظَّم برامجه، وبناه من الصفر، وسيَّر إدارته. وكان أبا الخيل إدارياً بالفطرة، مولعاً بالتفاصيل، شديد الدقة، بارعاً في المتابعة، لا تفوته شاردة ولا واردة من شؤون إدارته. تلك الميزة، لمسها من عمل معه من مرؤوسيه، ومن استعان به من رؤسائه. وزير المالية ابا الخيل والليل. بعد عامين وحسب، هبَّت رياح التغيير، على المسار الوظيفي، لمحمد أبا الخيل، حين صدر قرار سامٍ بنقله إلى وزارة المالية، وكيلاً للوزارة، ثم نائباً للوزير، ثم وزيراً للدولة للشؤون المالية والاقتصادية، وعضواً بمجلس الوزراء، عام 1971. وفي عام 1975 عُيِّنَ أبا الخيل، وزيراً للمالية، وبقي في منصبه ذلك لأكثر من عقدين، كان خلالها واحداً من أكفأ وزراء المالية، في طول العالم وعرضه، وفق تقرير نشرته مجلة «انستيتوشنال انفستور»، المختصة بالمال والاقتصاد في سبتمبر1978، بناء على استفتاء المختصين عالمياً.