medicalirishcannabis.info
إصلاح النفوس وتزكيتها من نعم الله تعالى على عباده أنه بعث إليهم مَن يُصلح نفوسهم ويُحييها، ويُنير عقولهم، ويُخرجهم من ظلمات الجهل والباطل، إلى نور العلم والحق، ويُبعدهم عن زيغ الكفر والشرك بالله، بالهداية إلى عبادة الله تعالى وتوحيده، قال تعالى: " كَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا " سورة الشورى 52. ولا يمكن الوصول إلى هذه الغاية من إرسال الرسل والأنبياء، وإخراج الناس من ظلام الجهل والفسق إلى ضياء العلم والهدى، إلّا بالعلم بأحكام الله تعالى وتعاليمه في الكون، وتطهير النفوس بالإيمان بالله تعالى، وتوحيد صفات وأسمائه، والإمساك بالسُّبل التي تُؤدي إلى التوصل إلى رضا الله تعالى ومحبته، وأداء ما أوجبه على عباده من عبادات. تقويم الفكر المنحرف والعقائد الزائفة خلق الله تعالى الخلق على الفطرة، حيث كان الناس في أول خلقهم يقومون على عبادة الله تعالى وتوحيده، بعيدين عن الكفر والشرك وما يندرج تحتهما من أفعال، لكن انتشر الكفر والضلال بعد ذلك؛ بسبب تفرقهم واختلافهم، فظهرت العديد من العقائد الزائفة والأفكار المنحرفة.
[٨] وترتكز صفة التبليغ على عدةِ أُسسٍ، وسيتم توضيحها فيما يأتي: [٨] الأساس الأول: الشُمول فيكونَ تبليغهم الرسالة بجميعِ أُصولها وطُرقها الصحيحة، عن علمٍ واختصاصٍ في ذلك، مع مراعاة جانب العقل والمنطق والقلب والمشاعر ومن غيرِ إهمالٍ لِأيٍّ منهم. ما هي وظيفة الرسل 2. الأساسُ الثانيّ: تركُ أُجورهم على الله وعدم انتظار الأجرِ على تبليغهم إلا من الله -تعالى-، لقوله -سبحانه- على لسان الأنبياء: (إِن أَجرِيَ إِلّا عَلَى اللَّـهِ). [٩] الأساسُ الثالث: تركُ نتائج تبليغهم لله -تعالى- فالرسول موكلٌ بالتبليغ دون تدخُّلهِ في النتائج، فهو لا يُفكّرُ إلّا في دعوته، ويُفني عُمرهُ في سبيل ذلك من غير مللٍ أو اعتراض على نتائجها، لقوله -تعالى-: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) ، [١٠] وذلك يُعينهم على تحمُّلِ مشاق الدعوة ومصائبها، كالأذى أو الهم أو الغمّ. فقد أُوذي الرُسل في أنفُسِهِم ولكنّهم تحمّلوا وصبروا، قال الله -تعالى- على لِسانِ هود -عليه السلام-: (قالَ المَلَأُ الَّذينَ كَفَروا مِن قَومِهِ إِنّا لَنَراكَ في سَفاهَةٍ وَإِنّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الكاذِبينَ* قالَ يا قَومِ لَيسَ بي سَفاهَةٌ وَلـكِنّي رَسولٌ مِن رَبِّ العالَمينَ* أُبَلِّغُكُم رِسالاتِ رَبّي وَأَنا لَكُم ناصِحٌ أَمينٌ) ، [١١] وهكذا كان هو حالُ جميعِ الأنبياءِ والرُسل -عليهمُ السلام-.
ﵟ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﰘ ﵞ سورة الأنبياء وما بعثنا من قبلك - أيها الرسول - رسولًا إلا نوحي إليه أنه لا معبود بحق إلا أنا فاعبدوني وحدي، ولا تشركوا بي شيئًا. ﵟ لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ۚ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَٰئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﰌ ﵞ سورة النور هلَّا أتى المفترون على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على فريتهم العظيمة بأربعة شهود يشهدون على صحة ما نسبوا إليها، فإن لم يأتوا بأربعة شهود على ذلك - ولن يأتوا بهم أبدًا - فهُم كاذبون في حكم الله. ما هي وظيفة الرسل هو. ﵟ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﰲ ﵞ إنما كان قول المؤمنين إذا دُعُوا إلى الله، وإلى الرسول ليحكم بينهم أن يقولوا: سمعنا قوله، وأطعنا أمره، وأولئك المتصفون بتلك الصفات هم الفائزون في الدنيا والآخرة. ﵟ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۖ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﰆ ﵞ سورة الأحزاب واذكر - أيها الرسول - إذ أخذنا من الأنبياء عهدًا مؤكدًا أن يعبدوا الله وحده، ولا يشركوا به شيئًا، وأن يُبَلِّغوا ما أنزل إليهم من الوحي، وأخذناه على وجه الخصوص منك، ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم؛ أخذنا منهم عهدًا مؤكدًا على الوفاء بما ائتُمِنوا عليه من تبليغ رسالات الله.
ﵟ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﰫ ﵞ أرسلنا هؤلاء الرسل من البشر بالدلائل الواضحة، وبالكتب المنزلة، وأنزلنا إليك - أيها الرسول - القرآن لتوضح للناس ما يحتاج منه إلى توضيح، ولعلهم يُعْمِلون أفكارهم، فيتعظوا بما تضمنه. ﵟ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﰶ ﵞ سورة الإسراء وربك - أيها الرسول - أعلم بكُلّ من في السماوات والأرض، وأعلم بأحوالهم وبما يستحقون، ولقد فضلنا بعض الأنبياء على بعض بكثرة الأتباع وبإنزال الكتب، وأعطينا داود كتابًا هو الزبور. ﵟ وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ۚ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ۖ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا ﰷ ﵞ سورة الكهف وما نبعث من نبعث من رسلنا إلا مبشرين أهل الإيمان والطاعة، ومخوّفين أهل الكفر والعصيان، وليس لهم تسلّط على القلوب بحملها على الهداية، ويخاصم الذين كفروا بالله الرسل مع وضوح الدليل لهم؛ ليزيلوا بباطلهم الحق المنزل على محمد صلّى الله عليه وسلّم، وصَيَّروا القرآن وما خُوِّفوا به أُضْحوكة وسخرية.