medicalirishcannabis.info
[٥] وقيل المُراد بالصادقين أبو بكر، وعمر بن الخطاب، وقيل هم الثلاثة الذين تخلّفوا عن رسول الله، ذلك أنّهم إنّما نجوا بصدقهم، وقيل إنّ الصّادقين هم المهاجرين الذين ورد فيهم قول الله -تعالى-: ( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ أُولَـئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) ، [٦] وقيل إنّ الخطاب فيها عامّ يشمل جميع المسلمين، بمعنى كونوا من الصّادقين. [٧] وقيل إنّ أبا بكر الصديق -رضيَ الله عنه- احتجّ بهذه الآية يوم السقيفة، فقرأ قول الله: ( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا) ، [٦] إلى نهاية الآية، وقال مخاطباً الأنصار من هم الصّادقون؟ فقال الأنصار: أنتم هم، ثمّ قرأ قول الله: ( يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ) ، [١] وقد أمركم الله أن تكونوا معنا، ولم يأمرنا أن نكون معكم، فنحن الأمراء وأنتم الوزراء. [٨] سبب نزول الآية روى كعب بن مالك -رضيَ الله عنه- فيما يتعلّق بقصّة تخلّفه عن غزوة تبوك فيقول: (فَوَاللَّهِ ما أعْلَمُ أحَدًا أبْلَاهُ اللَّهُ في صِدْقِ الحَديثِ أحْسَنَ ممَّا أبْلَانِي، ما تَعَمَّدْتُ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذلكَ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى يَومِي هذا كَذِبًا، وأَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ علَى رَسولِهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: (لقَدْ تَابَ اللَّهُ علَى النبيِّ والمُهَاجِرِينَ، والأنْصَارِ) إلى قَوْلِهِ (وَكُونُوا مع الصَّادِقِينَ).
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب 70 – 71] { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}: توجيه رباني إلى كل مؤمن و أمر إلهي في اتجاه الإصلاح. اتقوا الله: بفعل المأمور و ترك المحظور. و قولوا قولاً سديداً: موافقاً للحق مجانباً للباطل, بلا تمييع و لا تنطع. فإن فعلتم ما أمرتم به من التقوى و الأمر السديد, نلتم هداية التوفيق فأصلح الله لكم الأعمال و النيات و غفر لكم الذنوب ففي طريق الطاعة لن تجد إلا الفوز و النجاة. تفسير: (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون). و كلما اختل ميزان التقوى بالوقوع في المحظور أو ترك المأمور قل نصيب العبد من صلاح الأعمال و التوفيق و الهداية و الأمن و السلامة. قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب 70 – 71] قال السعدي في تفسيره: يأمر تعالى المؤمنين بتقواه، في جميع أحوالهم، في السر والعلانية، ويخص منها، ويندب للقول السديد، وهو القول الموافق للصواب، أو المقارب له، عند تعذر اليقين ، من قراءة، وذكر، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر، وتعلم علم وتعليمه، والحرص على إصابة الصواب، في المسائل العلمية، وسلوك كل طريق يوصل لذلك، وكل وسيلة تعين عليه.
[٥] والتقوى: هي طاعةُ الله -تعالى- على الدوام باتّباع أوامره وترك ما حرم، وجاءت كلمة التقوى في قولهِ -تعالى- مُطلقة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ) ، [٢] مما يؤكد الاستمراريّة عليها حتى الموت، [٥] وقُيِّدت التقوى في آياتٍ وأحاديث أُخرى بالاستطاعة في باب المأمورات، أما في جانب المنهيات فجاء الأمر بالترك، إلا كان فيه رُخصةٌ من الشرع، كالإكراه في قولهِ -تعالى-: (إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ) ، [٦] وقال الإمام أحمد: إن ارتكاب المُحرمات أعظم من ترك المأمورات؛ وذلك لأن المأمورات مُقيّدة بالاستطاعة بخلاف المحظورات والمنهِيّات.
بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7288، صحيح. ^ أ ب صلاح الخالدي (1987)، تصويبات في فهم بعض الآيات (الطبعة الأولى)، دمشق، دار القلم، صفحة 94-99. بتصرّف. ↑ سورة النحل، آية: 106. ↑ عبد الكريم الخضير، شرح كتاب التوحيد ، صفحة 30، جزء 7. بتصرّف. ↑ محمد القرطبي (1964)، الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي (الطبعة الثانية)، القاهرة، دار الكتب المصرية، صفحة 144، جزء 18. بتصرّف. ↑ محمد بن جرير بن يزيد بن كثير أبو جعفر الطبري (2000)، تفسير الطبري = جامع البيان عن تأويل آي القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت، مؤسسة الرسالة، صفحة 67، جزء 7. بتصرّف. ↑ وهبة الزحيلي (1418هـ)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة الثانية)، دمشق، دار الفكر المعاصر، صفحة 27، جزء 4. بتصرّف. ↑ محمد الحسيني (1992)، فتحُ البيان في مقاصد القرآن ، صيدا - بيروت، المَكتبة العصريَّة للطبَاعة والنّشْر، صفحة 300-301، جزء 2. بتصرّف. ↑ سعيد القحطاني، نور التقوى وظلمات المعاصي في ضوء الكتاب والسُّنَّة ، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 19، جزء 1. بتصرّف. منتدى جامع الائمة الثقافي - إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ .. السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله في صورة. ↑ خالد الجريسي، ارق نفسك وأهلك بنفسك ، صفحة 34، جزء 1.
بتصرّف. ↑ سعيد القحطاني، نور التقوى وظلمات المعاصي في ضوء الكتاب والسُّنَّة ، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 6، جزء 1. بتصرّف. ↑ محمد الدويش، دروس الشيخ محمد الدويش ، صفحة 6، جزء 44. بتصرّف. ↑ ماهر مقدم، شرح الدعاء من الكتاب والسنة ، الرياض، مطبعة سفير، صفحة 138، جزء 1. بتصرّف. ↑ سورة الذاريات، آية: 15-19.