medicalirishcannabis.info
وَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ وَكِيعٍ، وَهُوَ فِي تَفْسِيرِ وَكِيعٍ. وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ وَكِيعٍ بِهِ، وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ. الشيخ: وكل هذا يحثّ المؤمن على الصَّدقة، فلا يحتقرها ولو قليلة، فإنَّ القليلة مع القليلة تنفع الفقير؛ ولهذا في الحديث الصَّحيح عن عدي بن حاتم: اتَّقوا النارَ ولو بشقِّ تمرةٍ ، فالقليل مع القليل يكون كثيرًا عند المحتاج. فينبغي للمؤمن ألا يحتقر الصَّدقة ولو قليلة، يتصدّق ويُعوِّد نفسَه الصَّدقة ولو بقليلٍ حتى يتيسر له الكثير، فالله جلَّ وعلا غنيٌّ عن عباده، ولكنَّهم هم الفقراء إليه، هم المحتاجون إلى فضله وإحسانه، وقد ذكرتُ لكم سابقًا حديث عائشة في قصّة المرأة مع بنتيها..... : جاءت إليها امرأةٌ مع ابنتان -كما في البخاري- تشحذ، قالت عائشةُ: فلم أجد إلا تمرتين. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة البقرة - قوله تعالى يمحق الله الربا ويربي الصدقات- الجزء رقم2. وفي روايةٍ: ثلاث تمرات. فأعطت كلَّ واحدةٍ من ابنتيها تمرةً، وأخذت الثالثةَ لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها التَّمرة الثالثة، فشقَّتها بينهما نصفين، ولم تأكل شيئًا، قالت: فأعجبني شأنُها، فلما جاء النبيُّ ﷺ فأخبرته فقال: إنَّ الله أوجب لها بذلك الجنّة ، المقصود أنَّ الصَّدقة ولو قليلة فيها الخير الكثير، ولا سيما مع الإخلاص والرحمة.
﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ﴾ قانون إلهيٌّ لا يتخلَّف، يقرِّره خالقُ الخَلق ومدبِّرُه، وإلهُ الكون ومالكُه، في قوله: ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ﴾ [البقرة: 276]؛ مبيِّنًا سُوءَ عاقبةِ الرِّبا في الدنيا بعد أن بيَّن عاقبتَه في الآخرة، ومبيِّنًا خيرَ عاقبةِ الصَّدقة في الدنيا بعد أن بيَّن عظيمَ أجرِها في الآخرة. إنه العذابُ الأدنى قبلَ العذاب الأكبر لمُرتكِب كبيرة الرِّبا، والحسَنةُ المعجَّلة في الدنيا قبلَ الحسَنة المؤجَّلة في الآخرة للمُنفق المتصدِّق. فهو وعيدٌ ووَعدٌ في الدارَين. ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ﴾ - هوامير البورصة السعودية. أمَّا الوعيدُ فهو مَحقُ الرِّبا، أي محوُه وإزالتُه وإبادتُه، وإتلافُ ما حصل منه في الدنيا، (ومنه مُحاقُ القمَر، أي: ذهابُ نُورهِ ليلةَ السِّرار، وهي آخرُ ليلةٍ من الشَّهر)[2]. وأمَّا الوعدُ فهو إرباءُ الصَّدَقات؛ أي: الإخلافُ على صاحبها بأضعافٍ مضاعَفة في الدنيا قبل الآخرة. ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261].
فكم جلب الربا من محن وبلايا!!