medicalirishcannabis.info
وقال ابن عدي: يروي عن قتادة أشياء لا يوافق عليها وحديث خاصة عن قتادة مضطرب. وقد حكم الحافظ الذهبي على هذا الحديث بالنكارة كما في ترجمة عمر في الميزان (3/179) فقال: وهو حديث منكر كما ترى. والحسن البصري قد جاء عنه بأسانيد صحيحة خلاف ما نقله عن سمرة كما ذكر ذلك ابن كثير عقب الآثار التي رواها عنه فقال: ولو كان هذا الحديث عنده محفوظا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عدل عنه هو ولا غيره ولاسيما مع تقواه وورعه ، فهذا يدلك على أنه موقوف على الصحابي ويحتمل أنه تلقاه من بعض أهل الكتاب ، من آمن منهم مثل: كعب أو وهب بن منبه وغيرهما … إلا أننا برئنا من عهدة المرفوع. هـ. وممن أبطل الفصة الشيخ محمد بن صالح العثيمين في القول المفيد شرح كتاب التوحيد (3/67) فقال – رحمه الله تعالى -: وهذه القصة باطلة من وجوه: الوجه الأول: أنه ليس في ذلك خبر صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من الأخبار التي لا تتلقى إلا بالوحي ، وقد قال ابن حزم عن هذه القصة: إنها رواية خرافة مكذوبة موضوعة. خلقكم من نفس واحده ثم جعل منها زوجها. الوجه الثاني: أنه لو كانت القصة في آدم وحواء لكان حالهما إما أن يتوبا من الشرك أو يموتا عليه ، فإن قلنا ماتا عليه كان ذلك أعظم من قول الزنادقة: إذا ما ذكرنا آدمـا وفعاله **** وتزويجه بنتيه بابنيه بالخنا علمنا بأن الخلق من نسل فاجر **** وأن جميع الناس من عنصر الزنا فمن جوز موت أحد من الأنبياء على الشرك فقد أعظم الفرية ، وإن كان تابا من الشرك فلا يليق بحكمة الله وعدله ورحمته أن يذكر خطأهما ، ولا يذكر توبتهما منه ، فيمتنع غاية الامتناع أن يذكر الله الخطيئة من آدم وحواء وقد تابا ولم يذكر توبتهما ، والله تعالى إذا ذكر خطيئة بعض أنبيائه ورسله ذكر توبتهم منها.
باب ثلاثة) ، و في ضوء هذه الرؤية روى الإمام الباقر عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم: " ما بني بناء في الإسلام أحبّ إلى الله تعالى من التزويج " ، (من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 383). و روى الإمام الصادق عليه السلام عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم: " من تزوج أحرز نصف دينه ".. ، (المصدر السابق) ، و قال الإمام الصادق عليه السلام: " أكثر الخير في النساء " ، (المصدر نفسه ص 385). هو الذي خلقكم من نفس واحدة. الجوادي الآملي
الوجه الثالث: أن الأنبياء معصومون من الشرك باتفاق العلماء. الوجه الرابع: أنه ثبت من حديث الشفاعة أن الناس يأتون إلى آدم يطلبون منه الشفاعة فيعتذر بأكله الشجرة وهو معصية ، ولو وقع منه الشرك لكان اعتذاره به أعظم وأولى وأحرى. الوجه الخامس: أن في هذه القصة أن الشيطان جاء إليهما وقال: أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة. وهذا لا يقوله من يريد الإغواء ، بل هذا وسيلة إلى رد كلامه ، فيأتي بشيء يقرب من قبول قوله ، فإذا قال: أنا صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة. خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها. سيعلمان علم اليقين أنه عذر لهما فلا يتقبلان منه صرفا ولا عدلا. الوجه السادس: أن في قوله في هذه القصة: لأجعلن له قرني إيل. إما أن يصدقا أن ذلك ممكن في حقه وهذ شرك في الربوبية لأنه لا خالق إلا الله أو لا يصدقا فلا يمكن أن يقبلا قوله وهما يعلمان أن ذلك غير ممكن في حقه. الوجه السابع: قوله تعالى: \" فَتَعَالى الله عَمَّا يُشرِكُونَ \" بضمير الجمع ولو كان آدم وحواء لقال: عما يشركان. فهذه الوجوه تدل على أن هذه القصة باطلة من أساسها ، وأنه لا يجوز أن يعتقد في آدم وحواء أن يقع منهما شرك بأي حال من الأحوال ، والأنبياء منزهون عن الشرك مبرؤن منه باتفاق أهل الهلم ، وعلى هذا يكون تفسير الآية كما أسلفنا أنها عائدة إلى بني آدم الذين أشركوا شركا حقيقيا فإن منهم مشركا ومنهم موحدا.
قال ابن كثير في تفسيره (3/636): وكأنه – والله أعلم – مأخوذ من أهل الكتاب ، فإن ابن عباس رواه عن أبي بن كعب كما رواه ابن أبي حاتم. ا. هـ. وقال أيضا: وهذه الآثار يظهر عليها – والله أعلم – أنها من لآثار أهل الكتاب … ا. هـ. وورد حديث عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما ولدت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد فقال سميه عبدالحارث فعاش. الذي خلقكم من نفس واحدة. وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره. رواه أحمد (5/11) والترمذي (5/250ح3077) والحاكم (2/545) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة. ورواه بعضهم عن عبدالصمد ولم يرفعه عمر بن إبراهيم شيخ بصري. وقد أعل ابن كثير في تفسيره (3/635) هذا الحديث بثلاث علل فقال: أحدها: أن عمر بن إبراهيم هذا هو البصري ، وقد وثقه ابن معين ولكن قال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به. ولكن رواه ابن مردويه من حديث المعتمر عن أبيه عن الحسن عن سمرة مرفوعا ، فالله أعلم الثاني: أنه قد روي من قول سمرة نفسه ، ليس مرفوعا …. الثالث: أن الحسن نفسه فسر الآية بغير هذا ، فلو كان هذا عنده عن سمرة مرفوعا لما عدل عنه. هـ. إلى جانب ما ذكر الحافظ ابن كثير فإن عمر بن إبراهيم يرويه عن قتادة وروايته عن قتادة م نكرة ، قال الإمام أحمد: وهو يروي عن قتادة أحاديث مناكير يخالف.