medicalirishcannabis.info
وفي الحديثِ: بيانُ أهمِّيَّةِ الصَّلاةِ، وعَدمِ التَهاوُنِ في أَدائِها.
18133 - حَدَّثَني أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن وَهْب, قَالَ: ثني عَمّي عَبْد اللَّه بْن وَهْب, قَالَ: ثني يُونُس وَمَالك بْن شهَاب, قَالَ: أَخْبَرَني سَعيد بْن الْمُسَيَّب, عَنْ أَبي هُرَيْرَة, أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْه وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ نَسيَ صَلَاة فَلْيُصَلّهَا إذَا ذَكَرَهَا, قَالَ اللَّه: { أَقمْ الصَّلَاة لذَكَرَيَّ} ". القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة طه - الآية 14. وَكَانَ الزُّهْريّ يَقْرَؤُهَا: { أَقُمْ الصَّلَاة لذكْرَى} بمَنْزلَة فعْلَى. قَالَ أَبُو جَعْفَر: وَأَوْلَى التَّأْويلَيْن في ذَلكَ بالصَّوَاب تَأْويل مَنْ قَالَ: مَعْنَاهُ: أَقمْ الصَّلَاة لتَذْكُرني فيهَا, لأَنَّ ذَلكَ أَظْهَر مَعْنَيَيْه; وَلَوْ كَانَ مَعْنَاهُ: حين تَذْكُرهَا, لَكَانَ التَّنْزيل: أَقمْ الصَّلَاة لذكْركَهَا. وَفي قَوْله: { لذكْري} دَلَالَة بَيّنَة عَلَى صحَّة مَا قَالَ مُجَاهد في تَأْويل ذَلكَ; وَلَوْ كَانَتْ الْقرَاءَة الَّتي ذَكَرْنَاهَا عَنْ الزُّهْريّ قرَاءَة مُسْتَفيضَة في قرَاءَة الْأَمْصَار, كَانَ صَحيحًا تَأْويل مَنْ تَأَوَّلَهُ بمَعْنَى: أَقمْ الصَّلَاة حين تَذْكُرهَا, وَذَلكَ أَنَّ الزُّهْريّ وَجَّهَ بقرَاءَته { أَقمْ الصَّلَاة لذكْرَى} بالْأَلف لَا بالْإضَافَة, إلَى أَقمْ لذكْرَاهَا, لأَنَّ الْهَاء وَالْأَلف حُذفَتَا, وَهُمَا مُرَادَتَان في الْكَلَام ليُوَفّق بَيْنهَا وَبَيْن سَائر رُءُوس الْآيَات, إذْ كَانَتْ بالْأَلف وَالْفَتْح.
الآية الثانية: قوله تعالى: { إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري}. فيها أربع مسائل: المسألة الأولى: في معنى قوله: { لذكري} وفي ذلك ثلاثة أقوال: الأول: أقم الصلاة ، لأن تذكرني قاله مجاهد. الثاني: أقم الصلاة لذكري لك بالمدح. الثالث: أقم الصلاة إذا ذكرتني. وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي ورويت عن ابن عباس: أقم الصلاة للذكر ، وقرئ: للذكرى. المسألة الثانية: لا خلاف في أن الذكر مصدر مضاف إلى الضمير ، ويحتمل أن يكون مضافا إلى الفاعل ، ويحتمل أن يكون مضافا إلى ضمير المفعول. وقد روى مالك وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها} فإن الله يقول: أقم الصلاة للذكرى ، ولذكري ، ومعنى قوله: للذكرى إذا ذكرتك بها ، ولتذكرني فيها ، ولذكري لك بها. شرح وترجمة حديث: من نسي صلاة فليصل إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك - موسوعة الأحاديث النبوية. [ ص: 256] فإن قيل: الذكر مصدر في الإثبات ، ولا يحتمل العموم. قلنا: بل يحتمل العموم ، كما تقول: عجبت من ضربي زيدا ، إذا كان الضرب الواقع به عاما في جميع أنواع الضرب ، فيكون العموم في كيفيات الضرب ومتعلقاته ، والإثبات في النكرة التي لا تعم ما يتناول الأشخاص.
واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك فقال بعضهم: معنى ذلك: أقم الصلاة لي فإنك إذا أقمتها ذكرتني. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) قال: إذا صلى ذكر ربه. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، قوله ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) قال: إذا ذكر عَبد ربه. كتاب: وأقم الصلاة لذكري – منار الإسلام. قال آخرون: بل معنى ذلك: وأقم الصلاة حين تذكرها. * ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا سفيان، عن مُغيرة، عن إبراهيم في قوله ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) قال: يصليها حين يذكرها. حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال: ثني عمي عبد الله بن وهب، قال: ثني يونس ومالك بن شهاب، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مَنْ نَسِيَ صَلاةً فَلْيُصَلِّها إذَا ذَكَرَها ، قال الله ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) ". وكان الزهري يقرؤها: ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) بمنـزلة فعلى. قال أبو جعفر: وأولى التأويلين في ذلك بالصواب تأويل من قال: معناه: أقم الصلاة لتذكرني فيها، لأن ذلك أظهر معنييه، ولو كان معناه: حين تذكرها، لكان التنـزيل: أقم الصلاة لذكركها.
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) قوله تعالى: إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري فيه سبع مسائل: الأولى: اختلف في تأويل قوله: لذكري فقيل: يحتمل أن يريد لتذكرني فيها ، أو يريد لأذكرك بالمدح في عليين بها ، فالمصدر على هذا يحتمل الإضافة إلى الفاعل وإلى المفعول. وقيل: المعنى ؛ أي حافظ بعد التوحيد على الصلاة. وهذا تنبيه على عظم قدر الصلاة إذ هي تضرع إلى الله تعالى ، وقيام بين يديه ؛ وعلى هذا فالصلاة هي الذكر. وقد سمى الله تعالى الصلاة ذكرا في قوله: فاسعوا إلى ذكر الله. وقيل: المراد إذا نسيت فتذكرت فصل كما في الخبر ( فليصلها إذا ذكرها). أي لا تسقط الصلاة بالنسيان. الثانية: روى مالك وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها فإن الله - عز وجل - يقول: وأقم الصلاة لذكري.
قلت: أمر الله تعالى بإقامة الصلاة ، ونص على أوقات معينة ، فقال: أقم الصلاة لدلوك الشمس الآية وغيرها من الآي. ومن أقام بالليل ما أمر بإقامته بالنهار ، أو بالعكس لم يكن فعله مطابقا لما أمر به ، ولا ثواب له على فعله وهو عاص ؛ وعلى هذا الحد كان لا يجب عليه قضاء ما فات وقته. ولولا قوله - عليه الصلاة والسلام -: من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لم ينتفع أحد بصلاة وقعت في غير وقتها ، وبهذا الاعتبار كان قضاء لا أداء ؛ لأن القضاء بأمر متجدد وليس بالأمر الأول. الثالثة: فأما من ترك الصلاة متعمدا ، فالجمهور أيضا على وجوب القضاء عليه ، وإن كان عاصيا إلا داود. ووافقه أبو عبد الرحمن الأشعري الشافعي ، حكاه عنه ابن القصار. والفرق بين المتعمد والناسي والنائم ، حط المأثم ؛ فالمتعمد مأثوم وجميعهم قاضون. والحجة للجمهور قوله تعالى: أقيموا الصلاة ولم يفرق بين أن يكون في وقتها أو بعدها. وهو أمر يقتضي الوجوب. وأيضا فقد ثبت الأمر بقضاء النائم والناسي ، مع أنهما غير مأثومين ، فالعامد أولى. وأيضا قوله: من نام عن صلاة أو نسيها والنسيان الترك ؛ قال الله تعالى: نسوا الله فنسيهم و نسوا الله فأنساهم أنفسهم سواء كان مع ذهول أو لم يكن ؛ لأن الله تعالى لا ينسى وإنما معناه تركهم و ما ننسخ من آية أو ننسها أي نتركها وكذلك الذكر يكون بعد نسيان وبعد غيره.