medicalirishcannabis.info
** وقال ابن الأثير رحمه الله قوله: اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور: أي نعوذ بالله من النقصان بعد الزيادة، وقيل من فساد أمورنا بعد صلاحها. هذا وقد وجدت في رأيت سؤالاً جليلاً جميلاً يحسن طرحه بعد كل مناسبة دينية يؤدي فيها العبد طاعته لله جل جلاله فإليكم السؤال والإجابة عليه:ـ [(( قد يسأل سائل: كيف أعرف أنني من المقبولين؟ والجواب: 1/-- أن يجد قلبه أقرب إلى الله.. وآنس به وأحب إليه، ويستشعر أن له قلبًا جديدًا ينبض بحب الله.. فهذه ثمرة الطاعة وعلامة القبول. 2/-- أن يحب الطاعات ويقبل عليها.. ويشعر أن أبوابها تتفتح له ويُيسر له فعلها، ويشعر أن أبواب المعاصي تُغْلَق عنه ويُصْرَف عنها، ويكرهها ويستنكف من فعلها. الدرر السنية. 3/-- أن لا يفقد الطاعات التي كان يقوم بها في رمضان.. بل يواظب عليها، ويستحدث بعد رمضان أعمالاً لم تكن له قبله. 4/-- أن لا يعود إلى الذنوب التي تاب منها في رمضان.. لأن الإساءة بعد التوبة دليل على أن توبته لم تُقْبَل؛ لذلك جاء الأمر بالعمل الصالح بعد التوبة، قال تعالى {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]، وقال رسول الله ".. وأتبع السيئة الحسنة تمحها.. " [رواه الترمذي وحسنه الألباني].. فاشتراط العمل الصالح بعد التوبة حزمٌ في منع الرجوع إلى الذنب.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: «ويل للعرب من شر قد اقترب فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل، المتمسك فيهم يومئذ بدينه كالقابض على الجمر» (رواه الإمام أحمد في المسند). وما يحدث في زماننا من الفتن العظيمة والابتلاءات الشديدة في بعض البلاد، قد يجعل بعض الشباب المسلم يتردى وينقض أعماله الصالحة بأعمال سيئة، ومنهم من قد يضعف إيمانه فيهجر المساجد ودور العبادة، أو يهجر إخوانه المؤمنين ويبعد عنهم، ومنهم من قد ينزلق ويتردى في ظلمات الذنوب والمعاصي، فقد نسمع أحياناً عن أخٍ قد تردى هنا، أو أخت نزعت عنها حجاب العفاف هناك وتعرّت من لباس الحياء، وآخر كان متع هدا لكتاب ربه يعمر به مجالسه وينير به ظلام ليله فتركه وهجره، وآخر كان لا يستمع للموسيقى والغناء فما باله اليوم صار عليها من المدمنين. ولست أعني هنا الغافلين من الذين لاخلاق لهم ولا أقصدهم أولئك الذين لا يصلون ولايزكون ولا يعبدون الله أبداً". الكور بعد الحور. وما أكثرهم في هذا الزمان؛ فهؤلاء قد ضرب الله لهم مثلاً في كتابه الكريم قال سبحانه: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف:176].
وقال المازري: "معناها أعوذ بك من الرجوع عن الجماعة بعد أن كنا فيها"، يقال: "كار عمامته إذا لفها، وحارها إذا نقضها". ولاشك أنها جميعاً تصب في معنى واحد، وهو تبدل حال المؤمن من الحسن إلى السيئ، وضعف إيمانه، ونقصان عمله الصالح الذي اعتاد عليه. معنى الحور بعد الكور. وقد أمر الله عباده المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله ونهاهم عن إبطال أعمالهم بمعصيته ومعصية رسوله صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهََّ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد:33]. وكان صلى الله عليه وسلم يقول: « اللهم يا مقلِّب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك » (رواه الترمذي وأحمد والحاكم وصححه الألباني).
- أن يجتنب المؤمن كل الفتن ويبتعد عنها وخاصة منها تلك الفتن الملتبسة التي لا يعلم الحق فيها، فيجتنبها بأي ملجأ، ويتجنب الدخول فيما لم تتبين عواقبه، وأن يتحلى بالصبر والحكمة ويحذر أن تأخذه العاطفة البعيدة عن العقل، أو تجرفه المثيرات من وسائل الإعلام، ومن الشباب المتحمس الذي لا علم له، والذي لايقيس العواقب، «ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرّف لها تستشرفه، فمن وجد فيها ملجأً أو معاذاً فليعذ به» (رواه البخاري ومسلم وأحمد والبيهقي وابن حبان). - الرجوع إلى علماء السنة، ولزوم مجالسهم والسير على خطاهم، واستفتاءهم في كل ما يطرأ علينا، وخاصة في الحوادث والوقائع المستجدة قال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهَُّ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [آلِ عمران:7]. فلا يعلم طريق الحق عند الفتن إلا العلماء فلا بد من إرجاع الأمر إليهم، قال الحسن البصري: "إن الفتنة إذا أقبلت عرفها العالم وإذا أدبرت عرفها كل جاهل".