medicalirishcannabis.info
فة. وهذه الآية فيها وعد وبشارة بنصر الله لدينه ولرسوله، وتأييس للكافرين الكائدين الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم. قال الرازي نقلاً عن بعضهم: "المراد منه نفس السماء فإنه يمكن حمل الكلام على نفس السماء فهو أولى من حمله على سماء البيت، لأن ذلك لا يفهم منه إلا مقيداً، ولأن الغرض ليس الأمر بأن يفعل ذلك، بل الغرض أن يكون ذلك صارفاً له عن الغيظ إلى طاعة الله تعالى، وإذا كان كذلك فكل ما كان المذكور أبعد من الإمكان كان أولى بأن يكون هو المراد, ومعلوم أن مد الحبل إلى سماء الدنيا والاختناق به أبعد في الإمكان من مده إلى سقف البيت، لأن ذلك ممكن". اسامة الحمود — مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي.... القول الثالث: أن الضمير في قوله: {لن ينصره} عائد إلى قوله: {من كان يظن} ومعنى (ينصره) أي: يرزقهسبب: الحبل, والسماء: سماء البيت أو غيره أي: سقفه. والمعنى: من أساء الظن بالله عز وجل وظن أن لن يرزقه فليختنق، وليقتل نفسه غيظاً وغماً وجزعاً، فإن ذلك لا يغير شيئاً مما قضاه الله وقدره (ذكره ابن جرير*, والماتريدي*, والبغوي*, والزمخشري*, وابن عطية*, والرازي*, والقرطبي*) قال الماتريدي: "قال بعضهم: قوله: (من كان يظن أن لن ينصره) أن لن يرزقه الله، ويجعله صلة قوله: (ومن الناس من يعبد الله على حرف)، لأنه يجعل الآية في أهل النفاق، يقول: من كان يظن من أهل النفاق أن الله لا يرزقه إذا كان في ذلك الدين الذي كان فيه فليمدد بما ذكر".
· قانون السببية فكما يقال: "لا يوجد دخان من غير نار"، فإن لكل نتيجة سبب، وما حدث مع ذو القرنين يدل على هذا، قال تعالى: ( إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (*) فَأَتْبَعَ سَبَبًا)( الكهف:84-85)، وقال كذلك: ( مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ)( الحج:15).
والموقف النبويّ الحاسم نفسه يتكرّر من النبيّ صالح عليه السلام في الردّ على قومه عندما أعلنوا سأمهم من إصرارهم على دعوته وترغيبه في الميل إلى دينهم. 2- الانتقام: استُخدمت مادّة «نصر» في هذا المعنى في آيات عدّة من القرآن الكريم منها قوله تعالى: (إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱنتَصَرُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُواْۗ وَسَيَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَيَّ مُنقَلَبٖ يَنقَلِبُونَ ٢٢٧) [الشعراء: 227]. وقد وردت هذه الآية في سياق الحديث عن الشعراء الذين كانوا يهجون النبيّ J فواجههم المسلمون بالسلاح نفسه وانتصروا لرسولهم ولأنفسهم. ومن أمثلة استعمال هذه المادّة في هذا المعنى أي الانتقام قوله تعالى: (وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعۡدَ ظُلۡمِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَا عَلَيۡهِم مِّن سَبِيلٍ ٤١) [الشورى: 41]. 3- العون والمساعدة: من المعاني الأساسيّة لمادّة «نصر» العون والمساعدة. يقول ابن منظور: النصر: إعانة المظلوم، نصره على عدوّه ينصره ونصره ينصر نصرًا… والاسم النُّصرة… والأنصار أنصار النبيّ J غلبت عليهم الصفة فجرى مجرى الأسماء… وتناصروا: نصر بعضهم بعضًا» [لسان العرب،ج5/ص210].