medicalirishcannabis.info
وبهذا سنعلم أن القدرة على إحالة ما ليس بذاته دليلاً إلى دليل تعدُّ ضرباً رفيعاً من الاستنباط، الذي كثيراً ما يتفاوت في دقته من حيث دلالته وغرابتها، فالأذكياء يقتنصون الدلائل على أفكارهم من أشياء لا يظهر لغيرهم فيها أنها أدلة، أو يكتشفون مدلولاتٍ ينفذون إليها من خلال ما تبدّى لهم لأول وهلة كـ"أدلة"، أي أنهم يسترشدون إلى المدلولات المضمرة والمطمورة في الوجود من غير أبوابها المعهودة، فيبدؤون تارةً من الدليل فيصلون به إلى مدلوله، وتارةً من المدلول فيصعدون على أكتافه إلى دليله، كالشجرة التي نستدلُ على جذورها بجذعها، وبجذعها على جذورها!
تجنب التبرج: وهو الكشف عما أمر الله ورسوله بستره من البدن، إذ يجب على المرأة حين اجتماعها بالرجال غير المحارم أن تستر نفسها. الأدلة على حرمة الاختلاط - إسلام ويب - مركز الفتوى. التزام المرأة الحشمة في حديثها وحركاتها فإذا التزم الرجال والنساء في أي لقاء أو نشاط بالضوابط السابقة، فلا حرج عليهم في ذلك، ما كان موضوع اللقاء أو النشاط جدياً، سواء أكان علمياً أم ثقافياً ونحو ذلك. ولا فرق في ضرورة الالتزام بهذه الضوابط بين أن يتعلق الأمر بفتيات مسلمات أو غير مسلمات؛ لأن الإثارة محتملة في الحالتين، على أن الانفصال في المجلس الواحد في المقاعد بين الرجال والنساء هو الأفضل. وحسب الشيخ الدكتور عبد الكريم زيدان يجوز للمرأة أن تأكل مع زوجها ومع الضيف إكرامًا له أو لغرض مشروع كما يجوز للمرأة أن تجتمع مع الضيوف الأجانب إذا كان معها زوجها, كما جاء في " صحيح مسلم " تاريخ [ عدل] في بداية الإسلام كانت المرأة تشهد الجماعة والجمعة في مسجد الرسول، الذي كان يحثهن على أن يتخذن مكانهن في الصفوف الأخيرة خلف صفوف الرجال، وكلما كان الصف أقرب إلى المؤخرة كان أفضل، خشية أن يظهر من عورات الرجال شيء، حيث كان بعض الصحابة لا يجد إزارا ورداء فيضطر للصلاة بالإزار فقط. ولم يكن بين الرجال والنساء أي حائل من بناء أو خشب أو نسيج، أو غيره.
· فمن الأول أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من المسجد ذات مرة فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: اسْتَأْخِرْنَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ ـ أي السير وسطه ـ عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ. فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به. رواه أبو داود، وحسنه الألباني. فانظر ـ رحمك الله ـ إلى الهدي النبوي في الزجر عن الاختلاط بين النساء والرجال حتى على أبواب المساجد، هذا واللقاء عارض طارئ، لا يتكرر بالظروف نفسها والملابسات ذاتها، مع أشخاص بأعينهم، ثم سل نفسك: فماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم سيقول ويفعل لو رأى الاختلاط في مكاتب العمل، يتكرر يوميا، مع الأشخاص أنفسهم، مما يتيح أقرب السبل للتداخل الزائد والتعارف المشبوه، فماذا لو أضفنا ما ذكره السائل من خلو المحادثة مما ينفع، وأن الأمر لا يقتصر على مجرد الحديث بل يمتد إلى المضاحكة، وما يعنيه هذا من التبسط ورفع الحرج. مع وجود اثنتين من المتبرجات!! ثم لو قارنا هذا الحال بحال الصحابيات الكريمات التي كانت إحداهن تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به.
رواه البخاري. قال الطيبي وتبعه أبو الحسن المباركفوري في شرح المشكاة: أي قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكانه بعد قيامهن ليتبعه الرجال في ذلك حتى تنصرف النساء إلى البيوت، فلا يقع اجتماع الطائفتين في الطريق، ويحصل الأمن من الفتنة باختلاط الرجال بالنساء في الطريق. اهـ. وقال ابن بطال: وذلك والله أعلم، خشية الفتنة بهن، واشتغال النفوس بما جبلت عليه من أمورهن عن الخشوع فى الصلاة والإقبال عليها وإخلاص الفكر فيها لله؛ إذ النساء مزينات فى القلوب ومقدمات على جميع الشهوات، وهذا أصل فى قطع الذرائع. اهـ. ومما يتعلق بخروج النساء للصلاة ما ذكره النووي في شرح مسلم في ذكر علة أمر الحُيَّض من النساء باعتزال مصلى العيد، قال: سببه الصيانة والاحتراز من مقارنة النساء للرجال من غير حاجة ولا صلاة اهـ. ولا يزال أهل العلم على مر العصور ينبهون ويحذرون من مغبة هذا الاختلاط حتى في مجالس الوعظ وترقيق القلوب. قال ابن الجوزي في كشف المشكل: ما أحدث القُصَّاص من جمع النساء والرجال ـ يعني في مجلس الوعظ ـ فإنه من البدع التي تجري فيها العجائب من اختلاط النساء بالرجال ورفع النساء أصواتهن بالصياح والنواح إلى غير ذلك، فأما إذا حضرت امرأة مجلس خير في خفية غير متزينة وخرجت بإذن زوجها وتباعدت عن الرجال وقصدت العمل بما يقال لا التنزه كان الأمر قريبا مع الخطر اهـ.